على إيران أن تعي الدرس
لقد انكشف التحالف الإيراني مع أمريكا والغرب لاحتلال أراضي السُنّة، وما كان ممكنًا في السابق لم يعُد ممكنًا في المستقبل، وهذا التوسع الطائفي كان دومًا في حماية الصليبية العالمية التي انكسرت، ولن تكرَّر مغامرات بوش الابن بعد دحرهم في العراق وإجبار الجيش الأمريكي والجيوش الغربية على الانسحاب والغرق في الأزمات الاقتصادية التي ستصل بهم إلى الإفلاس والانهيار.
نهاية المشروع الصفوي التوسعي للسيطرة على بلاد العرب:
الإيرانيون يجب أن يعلموا أنهم أمام نهاية مشروعهم التوسعي لابتلاع الأراضي العربية (العراق، سوريا، لبنان، اليمن، شرق السعودية وإمارات الخليج).
لقد انكشف التحالف الإيراني مع أمريكا والغرب لاحتلال أراضي السُنّة، وما كان ممكنًا في السابق لم يعُد ممكنًا في المستقبل، وهذا التوسع الطائفي كان دومًا في حماية الصليبية العالمية التي انكسرت، ولن تكرَّر مغامرات بوش الابن بعد دحرهم في العراق وإجبار الجيش الأمريكي والجيوش الغربية على الانسحاب والغرق في الأزمات الاقتصادية التي ستصل بهم إلى الإفلاس والانهيار.
المشروع الإيراني مشروع عرقي فارسي، وعبر التاريخ متحالِف مع الغرب ضد المسلمين السُنّة الذين يُمثِّلون الأمة الإسلامية.
في الماضي تحالفوا مع التتار ضد الخلافة العباسية وشاركوا في ذبح أكثر من مليون مسلم في الاحتلال التتري لبغداد عاصمة الخلافة، والدور الخياني لابن العلقمي وزير الخليفة العباسي مشهورٌ ومعروف، كذلك دورهم في التحالف مع الأوروبيين الصليبيين ضد الخلافة العثمانية السُنِّية واستنزافها في حروب طوال 200 عام.
وفي الحاضر.. شارك الإيرانيون الأمريكيين في غزو أفغانستان، ثم في غزو العراق، وتحالفوا مع الغزاة في تشكيل الحكم العميل للمحتل في أفغانستان! وفي العراق، لكنهم يشاركون في إدارة العراق بشكلٍ مباشر بجانب الأحزاب الطائفية التابعة لها، ابتداءً من مجلس الحكم والعملية السياسية التي أسسها بريمر وحتى تأسيس حكومة المالكي الطائفية.
قدَّموا تجربة طائفية مقيتة، وارتكبوا كل الجرائم ضد المواطنين السنة وقاموا بالتطهير العرقي والإبادة على الهوية، فكان نموذجًا صادِمًا لكل مسلمٍ ولكل حُرٍ مُنصف.
وفي ظل هذه المظلة الأمريكية لم يكتفوا بالسيطرة على العراق، فبدأوا يتوسعون لالتهام باقي الأمة العربية مستغلين حالة عِداء الغربيين للسُنّة الذين يرون أنهم التهديد الذي يواجههم، فتوسعوا في سوريا ولبنان واليمن ومنطقة الخليج.
لقد استيقظ الإيرانيون على الزلزال العراقي الذي تسبَّبت فيه السياسات الطائفية الإيرانية، وبدلًا من تصحيح مواقفهم استمروا في غيهم وواصلوا الشحن الطائفي العرقي، فراحوا يزجون بقوات عسكرية لتثبيت الاحتلال الإيراني للأراضي العراقية ولا يفهمون أن الشعب العراقي الذي كسر الجيش الأمريكي لم يعُد لديه ما يخسره بعد القمع الذي قامت به الحكومة الطائفية والفظائع التي فاقت ما فعله الاحتلال الأمريكي.
لا يدرك الإيرانيون أن إرسال إيران قواتها إلى العراق لقتل أهل السُنّة يُشعِل نارًا طائفية بكل المنطقة، ويفتح الباب أمام دعاوى استرداد الأحواز المحتلة وأخواتها.
والأحواز دولة عربية احتلتها إيران بمساعدة بريطانية عام 1925م حيث اعتقل الإنجليز زعيم هذه الدولة العربية الشيخ خزعل ودمَّرت السلطة القائمة وسلَّمت الدولة للحكم الإيراني، وتمارس السلطات الإيرانية الاضطهاد العرقي ضد سكانها العرب (شيعة وسُنّة)، وكل يوم تقوم بإعدام النشطاء فيها.
التدخل الإيراني في العراق لن يُحقِّق لإيران غير الهزيمة والإعلان المُدوِّي لنهاية الحلم الإمبراطوري الفارسي كما انهار الحلم الإمبراطوري الأمريكي.
مجاهدو السُنّة في العراق الذين عانوا من الظلم والبطش طوال 11 عامًا لن يقف أمامهم أحد، وسيكنِسون عصابات المالكي الطائفية ومن يقف معها لإعادة العراق، كل العراق للأمة.
أتمنى أن يراجع الإيرانيون سياساتهم الطائفية، التي خسَّرتهم الكثير ممن أيَّدوا ثورة الخميني ويُوقِفوا مشروعهم لتصدير التشيُّع بقوة السلاح، فهذا المشروع الطائفي لا يعمل إلا تحت مظلة الغزاة الغربيين، وهذه المظلة انكشفت وانهارت.
- التصنيف: