همسات وأهات عانس1

منذ 2014-06-17

من سنن الله تعالى التي فطر الناس عليها: أن كلاً من الجنسين مفتقر إلى الآخر، وأن أحدهما مكمل لصاحبه، وباجتماعهما تحصل السعادة، ويتحقق الخير والصلاح والسرور، ولكن وللأسف الشديد إن من عباد الله من يقف حجر عثرة في طريق هذه السنة الربانية، ويكون عقبة كؤودًا أمام الراغبين في تحقيق تلك المنحة الإلهية، ويكون معول هدم للأمة، شعر بذلك أو لم يشعر، فهو يساعد بفعاله تلك الحملات المسعورة من قبل الأعداء..

قيل:
- الزواج بالنسبة للمرأة حلم جميل، وبالنسبة للرجل مسئولية ثقيلة.
- رجل دون امرأة حصان بلا لجام، امرأة دون رجل سفينة بلا دفة.
الزواج قلعة‏: من فيها يريد أن يخرج منها‏، ومن خارجها يريد أن يدخلها‏! ‏
- الزواج: هو الشيء الوحيد الذي ينقل المرأة من عالم الخيال إلى عالم الواقع.
- تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجاً، في حين لا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجة.
- قيل لفتاة: ما السرور؟ قالت: زوج يملأ قلبي جلالاً، وعيني جمالاً.
- الزواج هو الترجمة النثرية لقصيدة الحب.
- تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجاً، ولا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجته (بارناردشو).
- الزواج كالحياة، كلاهما ميدان للقتال لا فراش وثير مزين بباقات الورد (ستيفنسون).

من سنن الله تعالى التي فطر الناس عليها: أن كلاً من الجنسين مفتقر إلى الآخر، وأن أحدهما مكمل لصاحبه، وباجتماعهما تحصل السعادة، ويتحقق الخير والصلاح والسرور، ولكن وللأسف الشديد إن من عباد الله من يقف حجر عثرة في طريق هذه السنة الربانية، ويكون عقبة كؤودًا أمام الراغبين في تحقيق تلك المنحة الإلهية، ويكون معول هدم للأمة، شعر بذلك أو لم يشعر، فهو يساعد بفعاله تلك الحملات المسعورة من قبل الأعداء، لصرف الشباب عن الزواج، بوسائلهم المختلفة من صحف ومجلات وأفلام ومسلسلات وغيرها ليكيدوا لهم كيداً، والنبي صلى الله عليه وسلم حث شباب الأمة على الزواج، لما له من فوائد جمة في حفظ النفس من الوقوع في الشهوات المحرمة، فثبت عنه قوله: «يا معشرَ الشبابِ! من استطاع منكم الباءةَ فليتزوجْ. فإنه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ. ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ. فإنه له وجاءٌ» (رواه مسلم )، فقد شرع الله الزواج لحكم سامية، وغايات نبيلة، وفوائد جليلة، وأمر بتيسير أسبابه، لأنه هو الطريق السليم للتناسل وعمران الأرض بالذرية الصالحة.

قال الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3]. وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]. وقال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32].

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى"، والأيامى جمع أيم، وهو: من لا زوج له من الرجال والنساء. وقال عليه الصلاة والسلام: «يا معشرَ الشبابِ! من استطاع منكم الباءةَ فليتزوجْ. فإنه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ. ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ. فإنه له وجاءٌ» (رواه مسلم )، والباءة: مئونة الزواج، والوجاء: الحد من الشهوة، وقال عليه الصلاة والسلام منكرا على من رغب عن الزواج وغيره من المباحات: «لكني أصلي وأنامُ. وأصوم وأفطرُ. وأتزوَّج النساءَ. فمن رغب عن سُنَّتي فليس مِنِّي» (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: «الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ» (رواه مسلم)، وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رزقه اللهُ امرأةً صالحةً فقد أعانه على شَطرِ دينِه فليتَّقِ اللهَ في الشَّطرِ الباقي» (رواه المنذري بإسناد صحيح أو حسن أو ما قاربهما، وضعفه الألباني بضعيف الجامع برقم: 5599)، وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي» (حسنه الألباني في صحيح الجامع)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عونهم: المجاهدُ في سبيلِ اللهِ، والْمُكَاتَبُ الذي يريدُ الأداءَ، والناكحُ الذي يُرِيدُ العفافَ» (رواه الترمذي بإسناد حسن).

ترى كم عانساً -رجل أو امرأة- في الوطن العربي والإسلامي الكبير؟ لا أحد يعلم، كم عدد العوانس في السودان؟ ليست هناك إحصايات دقيقة، وقبل أن نخوض في تفاصيل هذه الظاهرة المقلقلة، والتي باتت تهدد كيان الأسرة، وتعصف بتماسكها وتفكك نسيجها، دعونا نعرف أولاً ما هي العنوسة؟

ورد في القاموس المحيط للفيروزابادي: "أن العانس هي البنت البالغة التي لم تتزوج أو الرجل الذي لم يتزوج، جمعها عوانس وعنس وعنوس، وأيضاً العانس هو الجمل، كما أن العانس هي الناقة الثمينة، وكلمة عانس مشتقة من عنس والعنس هو الناقة الصلبة، فالعانس إذًا في اللغة تطلق على الرجال والنساء، لكن إطلاقها على النساء أكثر منه في الرجال، وهي تعني من تأخر عن الزواج بعد أن بلغ سنه".

قال ابن منظور: "العانس من الرجال والنساء الذي يبقى زماناً بعد أن يدرك لا يتزوج، وأكثر ما يستعمل في النساء، يقال: "عنست المرأة فهي عانس وعنست فهي معنسة، إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها".
قال الجوهري: "عنست الجارية تعنس إذا طال مكثها في منزل أهلها، بعد إدراكها حتى خرجت من عداد الأبكار، هذا ما لم تتزوج فإن تزوجت مرة فلا يقال عنست".

العنوسة إذًا تضرب بأطنابها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية كافة، تكاد لا تخلو أسرة من رجل عانس أو امرأة عانس، الأسباب أكثر من أن تحصي، فهذا طبيب عانس، وتلك مهندسة عانس، وهذا صحافي عانس، وتلك معلمة عانس، وها هي طبيبة محترمة تعبر عن شيء من خلجاتها وآلامها، وتنفث زفرات حرى من خلال مجلة (اليمامة)، كتبت تصف حالها بعد أن أصبحت عانساً: "لقد صار معطفي الأبيض في عيني لباس حداد عليَّ، وأصبحت سماعتي كأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، كاد العقد الثالث من عمري يكتمل، والتشاؤم ينتابني على المستقبل"، ثم تصرخ وتقول: "خذوا شهاداتي ومعاطفي ومراجعي وكل مالي، وأسمعوني كلمة ماما"، ثم كتبت هذه الأبيات:
 

لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة *** فقد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى في قدوة *** هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه *** فهل ممكن أن تشتريه بمالها

 

إن أخطر أمر على العانس يجعل حياتها جحيماً وعذاباً ملازماً، استحضار حالة العنوسة في فكرها، وأن تلوم نفسها وتنتقد تصرفاتها على سبيل الدوام، واعتقادها أنها هي السبب الوحيد في عدم توفيقها في أمر الزواج، فجلد الذات، وممارسة اللوم والعقاب المستمر، وتحميل المجتمع المسؤولية والحقد عليه، يجعلها تعيش حالة اليأس والحزن السلبي، الذي يترتب عليه مفاسد وشرور.

نعم الزواج سنة في ديننا الحنيف؛ مصداقاً لقول رسولنا الكريم: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج» (رواه مسلم)، وقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا أتاكم مَن ترضونَ خلقَهُ ودينَهُ فزوِّجوهُ» (حسنه الألباني بصحيح ابن ماجة، برقم: 1614).

أسباب العنوسة كثيرة جداً: منها على سبيل المثال لا الحصر، الأوضاع الاقتصادية السيئة في كثير من مجتمعاتنا، فالشاب لا يستطيع أن يجد وظيفة يقتات عليها، ناهيك أن يبني بيتا، أو يؤجر شقة ليفتح بيتاً، أو حتى عشة صغيرة تضمه وفتاة يتزوجها، نعم العادات والتقاليد البالية هي الأخرى سيف مسلط على رقاب الجنسين. هناك الأسر التي لا ترتضي إلا شاباً بمواصفات محددة دقيقة لابنتهم، ومع أنه من المهم في الزواج أن نقف عند الحسب والنسب والجاه والمال، إلا أن الأكثر أهمية هو تدين الشابة، قال صلى الله عليه وسلم: «فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ» (متفق عليه)، والمغالاة في المهور هو ما يجعل معظم شبابنا يهربون من مجرد الاقتراب مما يسمى بالقفص الذهبي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أقلهن مهراً أكثرهن بركة» (السلسلة الضعيفة والألباني قال: باطل)، في كل بلادنا تطالب معظم الأسر بمهور عالية، لا يقدر عليها معظم الشباب، هذا فضلاً عن مستلزمات العرس التي نباهي الناس فيها "فشخرة كاذبة"، "مفاخرة ورياء اجتماعي"، كل واحد منا يحب أن يباهي الآخرين، ويكلِف نفسه ما لا يقدر عليه، لماذا كل هذا؟

قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، هذا فضلاً عما يسمى بالشبكة، ثم حفلة للخطوبة، ثم حفلة عقد القران، وحفل الزواج، الشاب المسكين ما أن يكمل واحدة من مراسم هذا الرباط المقدس حتى يدخل في أخرى، وتنسوا تلك الحفلات التي يجلب إليها المغنون والعازفون، حتى إذا أصبح الصبح، وجد العريس نفسه مسكيناً يستحق العون، وأن جيبه أصبحت خاوية، بات لا يملك قوت يومه، مما يستدعي توجهه إلى ديوان الزكاة؛ لأنه صار مسكيناً فقيراً، بحق بين عشية وضحاها.

الفتاة أيضاً في مجتمعاتنا إلا من رحم ربك، لا تعرف معنى هذا الرباط المقدس، فتراها في شبابها الباكر تهتم بالتعليم، وما أن تنال قسطاً وافراً منه تقول: "سوف أعد رسالة الماجستير، وأتزوج"، لكن حينما تكملها تقول: "وبالمرة أكمل رسالة الدكتوراة، وأعمل قليلاً، لأكون نفسي وأجعل بيدي سلاحاً"، لتتفاجأ أن قطار الزواج فاتها بمحطات عديدة، يصبح اللحاق به ضرباً من الجنون، الحكومات هي الأخرى تماماً كالمجتمعات، لها نصيب وافر من وزر العنوسة هذه، فلا نرى أنها تشغل العاطلين، بل تتركهم عاماً بعد آخر لتضيف إليهم أرتال أخرى من العاطلين، الذين تقذف بهم جامعاتنا دون رحمة إلى الشارع، ليعاقروا الخمر والمخدرات والجنس الحرام.

لا تبني حكوماتنا بيوتاً لهؤلاء المساكين، بل لا تقلل تكاليف البناء، ولا تحارب التضخم، فطبيعي جداً في ظل أوضاع كهذه، أن يفكر الشباب في الزواج عند سن الخمسين، والفتيات في سن الأربعين، نعم فالإحصائيات تؤكد أن العنوسة في مجتمعاتنا العربية، خاصة الخليجية، تتزايد سنة بعد أخرى، منذرة بأخطار اجتماعية في حال عدم تداركه، وما يؤكد وجود هذه الظاهرة في مجتمعاتنا، النسبة التي كشفت عنها مؤخراً إحدى المؤسسات، والتي تؤكد أن 50% من الفتيات الإماراتيات والخليجيات تأخر سن الزواج لديهن بطريقة تجعل الأمر يخرج من نطاق الحالات الفردية أو الاستثنائية، إلى نطاق المشكلة التي تحتاج إلى حلول جذرية..

كشفت دراسة اجتماعية بالسعودية عن وجود مليون ونصف المليون فتاة سعودية يعانين من العنوسة، وفي الكويت نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات تقترب من 30%، حسب بعض الاحصاءات الرسمية، في قطر نسبة العنوسة أيضاً حسب إحصائية رسمية 35%، وفي البحرين35%، في العراق تبلغ58% بسبب الحروب المتتالية، ويذكر أن آخر الإحصائيات في الأردن ذكرت أن عدد العوانس في الأردن وصل إلى ثمانين ألف فتاة، وفي تونس أن نسبة العنوسة بين التونسيات حسب إحصاء أجرى هنا في 2008 ارتفعت ارتفاعاً كبيراً، مؤكداً أن: "عزوبة الإناث في عمر الإخصاب الأقصى (25  34 سنة)، تشمل نصف الإناث، وهذا يؤدي حتما إلى نتائج سلبية جداً على الخصوبة".

ممن تجاوزن سن الثلاثين عاماً وحسب إحصائيات غير رسمية، هناك مائتا ألف امرأة عربية تدخل مرحلة فقدان الفرصة بالزواج في حياتها كل سنة، وستحرم هؤلاء النساء من حقهن في إكمال الوظيفة الأسمى في الحياة، وهي الحصول على أسرة وإنجاب الأولاد، وفي كثير من دولنا وأقطارنا العربية والإسلامية، نجد ملايين الشباب من الجنسين تجاوزا سن الخامسة والثلاثين، ولذلك آثار وخيمة على نفسية العانس خاصة الفتاة، عن الآثار الطبية لتأخر سن الزواج، والتي تغيب دائما عن أذهان الفتيات.

تؤكد د. سامية خضر أخصائية نساء وولادة: "أن أفضل فترة للحمل والإنجاب هي من سن 24-30 سنة، حيث تزيد فيها نسبة الخصوبة واحتمالات الإنجاب، أما الفترة التي تليها أي بعد سن 30 سنة فإن احتمالات إنجاب المرأة تقل، وإذا تم الحمل فيجب أن يكون قبل سن 35 سنة، وهي سن خطرة على صحة الأم وصحة الجنين، أما إذا تعدت المرأة الأربعين، فإن إنجابها لن يكون سليماً، بل وتزيد نسبة إنجابها للأطفال المنغوليين".

تضيف د. سامية: "بالنسبة للرجل لا توجد سن للإنجاب، فالرجل يمكنه الإنجاب حتى وهو في السبعين من عمره إلا أن سن الثلاثين هي الأنسب للزواج من الناحية الصحية، في دول الخليج الأخرى الغنية، يزداد عدد العوانس من الجنسين، فكيف يكون الحال في دولنا العربية الأخرى الفقيرة؟ كان الله في عون الشباب من الجنسين".

نعم إننا لا نحس آهات وزفرات انطلقت من فتيات في سن الشباب يحسبن أن قطار الزواج قد فات، آهات تشعر بها العديد من الفتيات في مجتمعاتنا، ولا يستطعن أن يبحن بتلك المشاعر لأحد، إما لخوف، أو لشعور شديد بالخجل والعيب، نعم لقد باتت مشكلة العنوسة في عالمنا العربي مشكلة تؤرق بال الكثيرين، وتصيب الأهل قبل الفتيات بالأرق والقلق، وصارت شبحًا يخافه كل بيت في مجتمعاتنا، بعد أن أصبحت معظم بيوتنا يسكنها عانس رجل أو عانس فتاة.

إلى كل عانس، ربما يفوتنا قطار الزواج، ولا نستطيع الركوب فيه لسبب يحبه الله لنا، فلا بد أن نرضى بقضائه وقدره فينا، دون أن يعني ذلك تقاعساً من الحكومات والمجتمعات ووسائل الإعلام ومؤسسات التربية والتعليم في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا بالفناء.

 

سليم عثمان أحمد

  • 223
  • 2
  • 14,630

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً