الرقم الصعب في المعادلة الإسرائيلية

منذ 2014-07-15

في وسط هذا المستنقع العربي الآسن كانت "حماس".. وما أدراك ما حماس. هذه المنظومة الأبية من الرجال في زمن الانبطاح العربي التي أزعجت عدوها الصهيوني على الرغم من آلة حربة الجبارة، وأثلجت صدور قوم مؤمنين بربهم وقضيتهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

لو سادت الأمم بالكلام دون الفعال لصارت أمتنا سيدة الأمم، فالأمة العربية تمتلك ثروة جبارة ممن يُسمُّون أنفسهم بـ "النخب" التي اكتسبت جماهيريتها خلف الكاميرات، وقبعت في الاستوديوهات الإعلامية المكيفة: تُحلِّل وتنظر وتقرأ المشاهد وتستنبط الرؤى وتقترح الحلول، في برجٍ عاجي لا يمتّ بواقع المواطن العربي بأي صلة.

وفي توليفة نادرة جمعت المُحلِّل والإستراتيجي والخبير والمتخصِّص في الشأن العربي نشأت نظريات وتولدت أفكار واقترحت مشاريع وصممت برامج.. للنهوض تارةً ولتحسين المستوى الحياتي تارةً أخرى ولمواكبة النهضة الحضارية الغربية، ولتكوين منطقة خالية من الأسلحة النووية والملوثات العضوية والنفايات البيئية.. وغيرها من العناوين الجبارة والشعارات الحماسية الفضفاضة، دون حِراك يُذكَر على أرض الواقع سوى رصد الميزانيات الفلكية وعقد المؤتمرات الدورية ثم تخفت الأخبار تدريجيًا وبعدها يدخل المشروع دائرة النسيان.

المُحزِن أن أعداؤنا تجمعهم أحقادهم تجاهنا على بذل المزيد من الجهود للسيطرة والاستحواذ، وغالبًا ما ينجحون.. أعداؤنا يعرفون طريقهم جيدًا في الوقت الذي نتلمس في طريقنا ونتحسَّس فيه سبيلنا للخروج من بوتقة الظلام والفشل العربي دون جدوى.

في وسط هذا المستنقع العربي الآسن كانت "حماس".. وما أدراك ما حماس.

هذه المنظومة الأبية من الرجال في زمن الانبطاح العربي التي أزعجت عدوها الصهيوني على الرغم من آلة حربة الجبارة، وأثلجت صدور قوم مؤمنين بربهم وقضيتهم.

حماس التي قالوا عن صواريخها أنها عبثية وأنها لا تثقب جدارًا، فما فت في عضدها تخذيل المخذلين، ولا يأس المنهزمين، ولا اقتراحات المطبعين.. بدأت رحلة المقاومة، ولأول مرة يخرج من العرب من يتجاوز حدود التصريحات والتنديدات والاستنكارات، ويعلنها صراحة أن ما أخذ بالسيف لا يرد إلا بالسيف، فكفرت بطاولات المفاوضات، وناورت سياسيًا لكن أصبعها على زناد البندقية، وقدَّمت شهداء ودماء وأشلاء في مسيرة التضحية الحقيقية الصادقة.

وها هي اليوم رغم الشهداء والخراب تُبهِر العدو قبل الصديق، وتُطلِق صواريخها النوعية إلى قلب إسرائيل، أقولها بكل فخر "صواريخها".. ليست صواريخ أمريكية ولا روسية كما هو الحال في كافة الجيوش العربية بلا استثناء.

وأُحيلكم إلى هذه الأخبار الغريبة على أسماعنا كعرب بعدما صدئت آذاننا من نغمات التفاوض وضبط النفس وشعارات السِلم الدولي والتعايش السلمي.. على مدار عقود لم يتحرَّر خلالها من القدس شِبرًا واحدًا:

- أقرّ مُحلِّلون عسكريون إسرائيليون بأن كتائب القسام، الجناح المُسلَّح لحركة حماس، "وعدت فأوفت في مشهدٍ غير مسبوق" بتاريخ الكيان الصهيوني.

وكانت كتائب القسام قد هددَّت "الإسرائيليين" بقصف تل أبيب وضواحيها بعد الساعة التاسعة مساء السبت (12/7/2014)م، ونفَّذت وعدها في مشهد أصاب الكيان الصهيوني كله بالصدمة والذهول؛ حيث انتظر أكثر من 3 ملايين إسرائيلي يقطنون تجمُّع غوش دان والذي يضم تل أبيب عملية كتائب القسام الصاروخية التي أعلن عنها سلفًا في مشهد تحدٍ لم يعتده "الإسرائيليون" في تاريخهم.

ويرى مراقبون أن رسالة تلك الصواريخ أضرَّت بالأمن الإسرائيلي أكثر من أي معركة أخرى، فقد ضربت كرامتهم العسكرية عندما وقفوا عاجزين يجوبون القطاع من شرقه لغربه بحثًا عن منصة الصواريخ التي ستنطلق منها المفاجئة.

- الإعلام الإسرائيلي: صاروخ فلسطيني يُصيب قاعدة "كناف 2" الجوية قرب مدينة القدس المحتلة بشكلٍ مباشر.

- وجهت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صفعة قوية لمنظومة القبة الحديدية "الإسرائيلية" عبر تزويد صواريخها بتقنية تمنع اكتشافها من قبل تلك المنظومة المضادة للصواريخ..

وقالت الكتائب في بيان لها حول تفاصيل عملية قصف منطقة "بيت يام" و"تل أبيب" مساء السبت إن صاروخين من نوع "J80" والذين أُطلِقا ضمن رشقة صواريخ على منطقة "غوش دان" وسط فلسطين المحتلة مزودين بتقنية تمنع اكتشافهما من قبل القبة الحديدية الإسرائيلية.

- "د. محمود الزهار" يتقدَّم صفوف المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.

- قادة إسرائيل من العسكريين والسياسيين مُحبطون ويتلاومون بينما المقاومة تُمطِر وتدك تل أبيب والقدس ومدن إسرائيل من حيفا وحتى الجنوب بالصواريخ.

- تبحث الولايات المتحدة خادمة إسرائيل بالبحث عن وسطاء تقبلهم حماس من أجل وقف إطلاق النار لحماية إسرائيل من صواريخ المقاومة.

- ميركل وأولاند وأوباما يطلبون وساطة أردوغان، والصهاينة العرب يناشدون حماس أن تتوقف والمقاومة تُصر على أن تفرض شروطها وأن تُمرِّغ أنف إسرائيل في التراب.

- كشف صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال الصهيوني، أصدرت قرار الشروع في عملية برية بقطاع غزة مرتين، قبل إلغائه في اللحظات الأخيرة.

إننا إذ ننعى شهدائنا بغزة، ننعاهم اليوم نعيًا خاصًا مشوبًا بالعزة، وبمشاعر يمتزج فيها الحزن بالإيباء والشموخ، وحسبنا أن نقول اليوم بملء الفم: "قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار"، وأننا نموت اليوم بشرفٍ لا أن نساق للموت كما تُساق النعاج.

اللهم انصر حماس.. اللهم انصر حماس.. اللهم انصر حماس.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد سعد النجار

كاتب وباحث مصري متميز

  • 6
  • 0
  • 5,269
  • أم أنس

      منذ
    نموت اليوم بشرفٍ لا أن نساق للموت كما تُساق النعاج.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً