بشراكم يا أهل المساجد (1)
إن رواد المساجد وأهل الجُمع والجماعات، هم أهل الإيمان والتقوى، ولهم كثير من الفضائل والأجور والبشارات التي نطق بها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم..
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن رواد المساجد وأهل الجُمع والجماعات، هم أهل الإيمان والتقوى، ولهم كثير من الفضائل والأجور والبشارات التي نطق بها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن ذلك:
أنهم أهل الإيمان الحقيقي: كما قال سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ . إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:17- 18].
أنهم أهل الخشية والذكر: كما قال سبحانه وتعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور:36- 38].
الجنة والكرامة لأهل المساجد: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنةِ نُزُلًا كلما غَدَا أو راح» (البخاري في جامعه 642).
رفع الدرجات وحط الخطيئات: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضةً من فرائض الله، كانت خُطواته، إحداها تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة» (رواه مسلم).
البشارة بالنور التام يوم القيامة: عن بريدة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» (رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني).
الشهادة بالإيمان: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد، فاشهدوا له بالإيمان قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر}ِ» (ضعيف ابن ماجه 172).
فضل بعد المسافة عن المسجد: عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: "كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدًا أبعد من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جمع الله لك ذلك كلَّه» (رَوَاهُ مُسلِمٌ).
إكرام الله لأهل المساجد: عن سلمان رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد، فهو زائر الله، وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر» (رواه الطبراني في الكبير بإسنادين).
هذا.. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أبو معاذ محمد الطايع
- التصنيف: