الهمّ في الإسلام - (1) المقدمة
الإسلام عبارة عن أربعة أمور هي عمل عقلي وعمل ذهني وعمل مشاعر وعمل جوارح، والمشكلة أننا نتعامل مع الإسلام على أنه أمرين فقط هما العمل العقلي (اليقين والعقائد)، وعمل الجوارح، وننسى أهم شيء وهو العمل الذهني (الهم) وعمل المشاعر كالحب والخوف والرجاء.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، أما بعد:
ـ هم الإنسان مصمم بحيث ينشغل بالأمر الهام ولا ينشغل بالأمر التافه، هذه قاعدة فطرية لا تحتاج إلى دليل، ولكن الإنسان قد يتدخل فيقلب همه فيكون من الغافلين عن الله والآخرة، فكيف يحدث ذلك ولماذا؟، وكيف تنقلب المشاعر بناءا على انقلاب الهم؟ وكيف يعود الهم إلى وظيفته الطبيعية؟ هذا هو موضوع تلك السلسلة المقتبسة من كتاب (وظيفة الهم في الإسلام)، والله المستعان.
ـ عندما نتكلم عن الإسلام نتكلم عن كل شيء وننسى أهم شيء وهو العمل الذهني (الهم)، فالعمل الذهني هو الذي يصنع الإنسان ويصنع حواسه وحركته وعمله إما صالح وإما طالح، واذا فسد العمل الذهني فسد عقله وسائر وظائفه، فهل الإسلام يحدد لنا ما الذي يجب أن ينشغل به الهم وما لا يجب أن ينشغل به؟ وما مقدار هذا الانشغال؟، وما الذي يشغل أذهان الناس؟، وما الذي يستحق أن ينشغل به الذهن الدنيا أم الآخرة؟، وكيف يوقن الإنسان بوجود خطر هائل (الآخرة) ثم لا ينشغل به همه؟، هل تحول يقينه بالآخرة إلى مجرد كلام مفرغ من المعنى؟، وهل الاقتناع التام بأمر خطير مع التغافل عنه يفسد هذا اليقين ويجعله بلا قيمة؟، هذا ما نوضحه في هذا الكتاب.
ـ الإسلام عبارة عن أربعة أمور هي عمل عقلي وعمل ذهني وعمل مشاعر وعمل جوارح، والمشكلة أننا نتعامل مع الإسلام على أنه أمرين فقط هما العمل العقلي (اليقين والعقائد)، وعمل الجوارح، وننسى أهم شيء وهو العمل الذهني (الهم) وعمل المشاعر كالحب والخوف والرجاء.
ـ لابد أن يكون الإيمان موجودا في عقل الإنسان وفي همه وفي مشاعره وفي قوله وفي عمله، ولكن المشكلة أن الإيمان قد يكون موجودا في كل هذه الأمور ما عدا الهم والمشاعر، وعندئذ يكون الإنسان قد وقع في النفاق الأكبر رغم وجود الإيمان في عقله وقوله وعمله، وهذا الكتاب بيان لهذ الأمر وتحذير للمسلمين من الوقوع في هذا الأمر الخطير.
ـ والمادة العلمية في هذا الكتاب مستقاة من نصوص القرآن والسنة الصحيحة ومن خلال كتب التفسير وأقوال العلماء وأمهات كتب التراث، وجميع ذلك محققا وفي شكل منهجي ذو عناصر محددة واضحة وفي إطار منهج أهل السنة والجماعة، وأكثر النصوص مستقاة من موقع المكتبة الشاملة على الإنترنت، جزي الله خيرا القائمين عليها خير الجزاء.
والله المستعان وعليه التكلان
- المصدر: