(3) علامات الساعة الصغرى (4/1)

منذ 2014-09-13

العلامات الصغرى التي وقعت، ولا تزال مستمرة، وقد يتكرر وقوعها: الفتوحات/ خروج الدجالين.

ثانيًا: العلامات الصغرى التي وقعت، ولا تزال مستمرة، وقد يتكرر وقوعها

- الفتوحات والحروب:
أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وقد سار حملة هذا الدين مشرقين، ومغربين يفتحون البلاد وينشرون الإسلام، وقد هزموا الدول الكبرى في ذلك الزمان، وأزالوها من الوجود، ولم يزل هذا دأب المسلمين على مَرِّ العصور، وسيبقى إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر الصحابة بما سيكون من الفتوحات والانتصارات التي سيجريها الله على أيديهم أو على أيدي من بعدهم، قال لهم ذلك في الوقت الذي كانوا فيه مستضعفين في مكة، أو محاصرين في المدينة يعيشون في خوف مستمر من اجتياح الأعداء.

عن خباب بن الأرت قال: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون»" (رواه البخاري).

كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام سيتعدى حدود الجزيرة العربية، وأنه سيعصف بالدول الكبرى في ذلك الوقت، مثل ملك كسرى وقيصر، فعن نافع بن عتبة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله » (رواه مسلم).

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلمين سيزيلون ملك كسرى وقيصر، وسينفقون كنوزهما في سبيل الله، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله» (رواه البخاري).

وأخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أننا سنغزو الهند، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام».

وبشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية، كما أخبرنا بفتح روما مقر الفاتيكان، فعن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسئل أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله: أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مدينة هرقل تفتح أولاً»، يعني القسطنطينية.

وقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر، وغزا المسلمون الهند، وفتحوا القسطنطينية، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك، وتفتح روما مصداقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزّاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر».

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأننا سنقاتل الترك والتتار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قومًا ينتعلون نعال الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قومًا عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المُطْرقة» (رواه البخاري ومسلم).

وقد وقع الأمر كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قاتل المسلمون الترك أكثر من مرة، يقول النووي في التتار الذين اجتاحوا العالم الإسلامي: "وقد وجدوا في زماننا، أي الترك الذين تحدث عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا.. بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم: صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الوجوه، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرات...".

- خروج الدجالين أدعياء النبوة:
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج في هذه الأمة دجالون يدعون النبوة، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن عددهم قريب من ثلاثين، وحددهم في بعض الأحاديث بسبعة وعشرين، والمراد بأدعياء النبوة هؤلاء الذين يثيرون فتنة ويتبعهم الناس، ويغترون بباطلهم، أما الذين ادعوها ولم يأبه الناس لهم فكثير.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلٌ يزعم أنه رسول الله».

وقد خرج من هؤلاء عدد كبير في الماضي، ففي عهد الصحابة خرج مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وسجاح الكاهنة، وفي عصر التابعين خرج المختار الثقفي مدعياً النبوة، ومنذ أكثر من قرن قام حسين بن علي ابن الميرزا عباس في إيران مدعيًا النبوة، ولقب ببهاء الله وأتباعه البهائية، وآخر من سمعنا عنه دعوى النبوة محمود محمد طه السوداني الذي أضل كثيراً من الناس بكتاباته ومقالاته، وقد أعدمته حكومة السودان عام 1985 بسبب ضلاله وكفره وردته، فلعنة الله على الظالمين.

(من كتاب: القيامة الصغرى)

عمر سليمان الأشقر

الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئه علماء فلسطين بالخارج.

  • 9
  • 1
  • 12,132

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً