أرجى آية في القرآن

منذ 2014-09-14

إنًّ الله جلَّ وعلا جعل صلاح عُبودية القلب في الخوف والرجاء والحبِّ، وهذا ما عَناه ابن القيم بقولِه القيِّم: "إن العبد إذا تذكَّر ذنبه تَنَفَّس بالخوف، وإذا لمَح رحمةَ ربه، وسَعة عفوه ومغفرته، تَنَفَّس بالرجاء، وإذا ذكَر جلاله وكماله وجماله، وإحسانه وإنعامه وفِضالَه، تَنفَّس بالحبِّ، فليَزِن العبدُ إيمانه بهذه الأنفاس الثلاثة؛ ليَعلَم ما معه من الإيمان".

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

إنًّ الله جلَّ وعلا  جعل صلاح عُبودية القلب في الخوف والرجاء والحبِّ، وهذا ما عَناه ابن القيم بقولِه القيِّم: "إن العبد إذا تذكَّر ذنبه تَنَفَّس بالخوف، وإذا لمَح رحمةَ ربه، وسَعة عفوه ومغفرته، تَنَفَّس بالرجاء، وإذا ذكَر جلاله وكماله وجماله، وإحسانه وإنعامه وفِضالَه، تَنفَّس بالحبِّ، فليَزِن العبدُ إيمانه بهذه الأنفاس الثلاثة؛ ليَعلَم ما معه من الإيمان".

وقد تَباينت أنظار المُحَقِّقِين من أهل العلم في بيان الأفضل منها، فثُلَّة انتخَبت الخوف، وثُلَّة شايعت القائلين بالرجاء، ومنهم من قال: لا يكون التفضيل إلا بالتفصيل، وَفْق التفصيل الآتي: "إن الخوف مُفضَّل جملةً في حال الحياة؛ ليبلغ صاحبه النجاة، بينما يُقَدِّم الرجاء عند موته؛ إحسانَ ظنٍّ بربه؛ فإن الرب عند حُسْن ظَنِّ عبدِه به، إن ظنَّ به خيرًا فله، وإن ظنَّ به شرًّا فله!".

أما تفصيل الأفضليَّة في الحياة؛ فإن أقَبلَت المعصيةُ فالخوف أَفضَل، أما إن هَلَّت الطاعة فالرجاء أولى وأكمَل.

ولمَّا أمدنا ربُّنَا بمواسم فاضلة، وأيامٍ زاهرة؛ كنِعمة رمضان والعشر الأُوَل من ذي الحجة، وخاصَّةً يوم عرفة، وكذا يوم عاشوراء، ولحظات الثلث الأخير من الليل حيث التَّنزُّل الإلهي من السماء، وغيرها من المِنَح الإلهية، والعطايا الربانية، والتي حاجتنا إليها أبلغ من حاجتنا إلى النَّفَس والماء والطعام، كان لا بدَّ من جُرعة رجاء؛ لتَتوق الأنفسُ إلى رب السماء؛ قولاً حاضرًا، وعملاً زاهرًا باهرًا!

وهذا ما أيَّده ابن القيم في كلام نفيس بقوله: "ولولا رُوح الرجاء لعُطِّلت عبودية القلب والجوارح، وهُدِّمَت صوامع وبِيع وصلوات ومساجد يُذكَر فيها اسم الله كثيرًا، ولَما تَحرَّكت القلوب بالضَّراعة، والجوارح بالطاعة!!

ولولا ريحه الطيبة لما جرَت سفنُ الأعمال في بحر الإرادات، بل لتَلِف العبدُ، وما سار في درب العبادة أحدٌ؛ فإن العبدَ دائرٌ بين ذنبٍ يرجو غفرانه، وعيبٍ يرجو صلاحه، وطاعةٍ يرجو قَبُولها، واستقامةٍ يرجو حصولها ودوامها، ومنزلةٍ عنده يرجو الوصول إليها!!

ثم إن الخوف وحده لا يُحرِّك العبد، وإنما يحرِّكه الحب، ويزعِجه الخوف، ويَحدوه الرجاء".

لولا التَّعلُّق بالرجاء تَقطَّعتْ *** نَفْس المُحبِّ تَحسُّرًا وتَمزُّقا 
وكذاك لولا بَردُه بحرارة الْـ *** أكباد ذابتْ بالحجاب تَحرُّقا 
لولا الرجا يَحدو المَطيَّ لما سَرتْ *** بحُمولها لديارهم تَرجُو اللّقا 

ومساهمةً في جلال ليل العابدين، وجمال قيام المتهجِّدين، وكمال تهجُّد القائمين؛ أسطِّر ألمع الآيات التي عدَّها أصحابها أرجى آية في القرآن، تَصِلهم بالرحمن؛ حتى وصلت نفوسهم إلى باريها، وطابت أيامهم ولياليهم بها؛ وما ذكرتُها إلا لنعيش في ظِلالها، ونُكثِر العمل بعدها، حتى تصل قلوبنا إلى ربها.

الآية الأولى:
قال صِديق الأمة أبو بكر رضي الله عنه: ولقد تلوتُ كتاب ربي من أَوَّلِه إلى آخره، فلم أجد أرجى من هذه الآية: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر:3].

فإن الله جلَّ وعلا قَدَّم غفران الذنب على قَبُول التوب، وهذه إشارةٌ جليَّة، وأمارةٌ بهية تشي بحب الله المغفرة لعبده، ولا عجَب؛ فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة!!

الآية الثانية:
قال فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنها آية الإسراء: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء:84].

فإذا عَمِل الكلُّ على شاكِلته؛ فعمَلُ العبدِ الطاعة والمعصية، وعمَل الرب العفوَ والمغفرة!!

ولهذا حُقَّ للمُتضرِّع في صلاته أن يقول: اللهم اغفر لي، واعفُ عنِّي؛ فإن كانت شاكِلتي العِصيان والإجرام؛ فإن شاكلتك العفو والغفران والإكرام!!

الآية الثالثة:
قال علي وابن مسعود وابن عمررضي الله عنه: إنها آية الزمر: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53]؛ ذلك أنها تمحو ذنْب الكافر الآيب، والآثم التائب، وقد روى ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أحِبُّ أن لي الدنيا بما فيها بهذه الآية»!

الآية الرابعة:
ورَدَ أن عليًّا رضي الله عنه قال: "إنَّا أهل البيت نقول: إن أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى:5]؛ ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هتَف قائلاً: «إذًا لا أرضى وواحدٌ من أمتي في النار»".

وقال أيضًا: «لكل نبيٍّ دعوةٌ مُستجَابة فتعجَّل كل نبيٍّ دعوته، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»؛ أخرَجه مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

الآيتان الخامسة والسادسة:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها آية الرعد: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرعد:6] أي: إذا أصَرُّوا على الكُفر، أما إن بقوا على أصل الإيمان، فهؤلاء يَغفِر لهم الرحمن، حتى يبلغوا الجِنان، بسلام واطمئنان وأمان!!

وروي عنه أنه قال: إنها آية طه: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [طه:48].

ودِلالة الآية: إن المؤمن الذي لم يَكذِب ولم يتولَّ؛ فلا يَناله شيء من العذاب أبدًا.

يؤيِّد هذا أن الآية وردت في سياق المُسَاجلة بينَ السَّحَرة التائبين وفرعون، وقد جاء في فاتحتها أمرٌ رباني إلى موسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:43-44]، فَذُهِل قتادة كيف يكون القول اللين، والخطاب الهين في حقِّ رأس الكفر فرعون؟! حتى صدَح قائلاً: ما أحَلمَك ربنا وما أكرَمك! أإذا كان هذا حِلمك وكَرَمَك بمن قال: أنا ربكم الأعلى؛ فكيف حِلمُك وعفوكُ وكرمكُ بِعَبدٍ سجدَ بينَ يديك وقال: سبحان ربِّي الأعلَى؟!!

الآية السابعة:
وقال بعض أهل العلم: إنها آية الدَّين، أطول آية في القرآن.

ذلك أن الله جلَّ وعلا أسفَر في صفحة كاملةٍ من كتابه عن الوسائل الكفيلة بصيانة الدَّين من الضياع، حتى لو كان حقيرًا يسيرًا، صغيرًا أو كبيرًا؛ كما قال الله جلَّ وعلا في الآية: {وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ} [البقرة:282].

فأنتَ ترى أن الله جل جلاله يُشدِّد في لزوم صيانة عبده المسلم، حتى لو كان صغيرًا كمائة دِرهَم، مما يدُل على بالِغ العناية الإلهية المذهلة لمصالح عبده، وهذا يشي بأن اللطيف الودود لا يُضِيع على عبده يوم القيامة مثقال ذرةٍ في صالحه، خاصة إذا نزل الهَول به، واشتدت حاجته إلى ربه، بل سيَصون عمله، ويحفظ أجرَه، حتى يرفعه به درجات في عليِّين، بعد أن {عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:152].

الآية الثامنة وفي دفتيها التاسعة:
وقال بعض أهل العلم: إنها آية فاطر: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [فاطر:32-33].

فإن الله جلَّ وعلا أورَث كتابه من اصطَفى من خَلْقه، وجعل ممن اصطفى الظالمَ لنَفْسه، فضلاً عن المقتصِد في الطاعات، والسابق في الخيرات.

والظالم لنفسه هو أحد الذين {اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة:102]، و"عَسَى" من الله واجِبة، ولهذا عَدَّ أبو عثمان النهدي هذه الآية أنها أرجى آية في القرآن كلِّه!

والمقتصِد هو الذي يُطيع الله ولا يَعصيه، لكنه لا يتقرَّب إليه بالنوافل - وإن نَدُرتْ مساوئه.

أما السابق بالخيرات، فذاك الذي يأتي بالواجِبات، ويفعل المُستحبَّات، ويجتنِب المحرَّمات والمكروهات، وبالجملة فالطَّاعة دَيدَنُه، والقُرْبة مخلوطةٌ بِلَحْمِهِ ودَمه!

ثم آوى الله الفئات الثلاثة إلى جنَّته بقوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} فوَاو {يَدْخُلُونَهَا} واو جمعٍ، تُدخِلُ في دفَّتيها الظالم لنفسه، والمقتصِد، والسابق بالخيرات على التحقيق!

وهذه بِشارة قرآنية أذهَلت العلماء حتى صدَح أحدهم قائلاً: "حُقَّ لهذه الواو أن تُكتبَ بمَاء الذهب بل بمَاء العينين!!".

وهكذا تَمَّ وعْد الله بالجنة لجميع المسلمين، خاصةً أنه قال بعدها مُتِّصِلاً بها: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} [فاطر:36] [1].

الآية العاشرة:
روي أن عليًّا رضي الله عنه: قال: هي قول الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].

وجه الدلالة:
إن الله تعالى جعل ذنوب المؤمنين صِنفين: صنِفٌ كَفَّر ذنوبهم بالبلايا والرزايا، وصِنفٌ عفا عنهم؛ فإنه أهل الكرم والعطايا، ومعلومٌ أن الكريم لا يعود في كرَمه، ولا يرجِعُ في عفوه!

وعليه:
فإن العبد إذا أُصِيب بمصيبةٍ جزاء ما كسبت يداه، يَبْعُد أن يُعذِّبه الله عليها ثانيةً في أخراه؛ ذلك أن الكريمَ إذا عاقَب مرةً لا يعاقِب ثانية، بل يَهَب صاحبها العفو والعافية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ الآية: «ما عفا الله عنه، فهو أعزُّ وأكرَم من أن يعود إليه في الآخرة، وما عاقَب عليه في الدنيا، فالله أكرَم من أن يُعيد عليه العذاب في الآخرة» [2]!

الآية الحادية عشرة:
وقالت رابعة العدوية: إنها قول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر:6]، ثم علَّلت بقولها: إن الله تعالى إذ يقول: إن الشَّيطان لكم عدوٌ فاتَّخِذوه عدوًا؛ كأنَّه يقول لنا: إنني حبيبُكم فَاتَّخِذُونِي حَبِيبًا!!

الآية الثانية عشرة:
وقال بعضهم: إنها قوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام:62].

وهذه حقًّا إشارةٌ نفيسة!!

فإن الله تعالى -بوافِر فضلِه- يُخبِر أن العبد بعد خروجه من سجن الدنيا راجعٌ إليه، واصفًا نفسه أنه مولى عبده، وحبيبه، ولا أعزَّ للعبد من ساعةٍ يعود فيها إلى مولاه، الذي فطَره وسوَّاه، خاصةً أنه عبَده في الدنيا دون أن يراه، فإِنَّ الظنَّ بالفضل الإلهي أنه سيُكرِم عبده بقدرٍ نَعجِز عن إدراك قَدْره أو فَحْواه!!

ثم إن الله مولى الذين آمنوا كما نَطقتْ بذلك سورة محمد، ولم تتقيَّد الولاية بالزُّهاد والعباد، أصحاب الأوراد والاجتهاد، أو بالعلماء والشهداء؛ إنما جعلها الله ولايةً عامة تَنال ذوي المعصية؛ فضلاً من الله ورحمة!!

الآيتان الثالثة عشرة والرابعة عشرة:
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: إنها قول الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر:49].

وقال بعضهم: إنها قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [الشورى:19].

ودلالة الآيتين ظاهرة لا تخفى.

هذه تمام أربع عشرة آية، ثم إني لن أُرَجِّح بينها؛ لتجتهد فيها، وحسْبِي أنِّي ذكَرتُ لكَ أرجى آيةٍ عند أصحابها، فهُم الذين تذَوَّقوا القرآنَ بِطَعمٍ خاص، وفَهمٍ خاص، ولعلَّك بهذا الباب الجَديد؛ تتَّخِذ به سبيلاً إلى ربك فتمُدنا بِمَزِيدٍ، وفَهْمٍ سديد!!

لكن عليك أن تتذكَّر أن هذا القرآن إن أعطيتَه كلَّكَ أعطاك بعضه، وإن أعطيته بعضك لم يُعطِك شيئًا، وأنه كتاب عزيزٌ لا تتفتَّق معانيه؛ إلا لمن يُعانيه!!

هذا، والله تعالى أعلى وأعلم وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا المصطفى محمد، وعلى آله وصحْبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.

[1] قدَّم الله تعالى الظالم لنفسه على المقتصِد والسابق بالخيرات لحكمتين -فيما يظهر-:
الأولى: لأن أكثر أهل الجنة من الظالمين لأنفسهم؛ إذ إن الذين لم تقع منهم معصية أقلُّ من غيرهم، ويدل على هذا قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص:24].
والثانية: قدَّم الظالم لنفسه؛ لئلا يقنَط من رحمة ربه، وأخَّر المقتصد والسابق بالخيرات؛ لئلا يُعجَبا بعملهما فيُحبَط.

[2] مسند عبد بن حميد (1/126). 

 

محمد بن محمد الأسطل

  • 3
  • 0
  • 4,618

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً