الهمّ في الإسلام - الغفلة عن الله والآخرة
والغفلة عن الله معناها أنه يتعامل مع الله كأنه لا يعرفه ويعيش كأن الله لا يراه ولا يسمعه ، وكأن الإنسان لم يسمع أو يعرف أصلا عن وجود الله ، فهو يتناسى الأمر ويتجاهله لأنه لا يريد أن يعقله ويتفهمه
التغافل معناه أنه يعلم الشيء ويوقن به ولكنه يتناساه، والغفلة عن الله معناها أنه يتعامل مع الله كأنه لا يعرفه ويعيش كأن الله لا يراه ولا يسمعه ، وكأن الإنسان لم يسمع أو يعرف أصلا عن وجود الله ، فهو يتناسى الأمر ويتجاهله لأنه لا يريد أن يعقله ويتفهمه ، فهو لا يشعر بقيمة وخطورة معنى أن له خالقا ، فتكون نظرة الإنسان للخالق مثل نظرته لأي أحد من البشر من حيث غياب الشعور بمدى قدره ، فلا يشعر الإنسان بقدر الله كأن الله غير موجود أو موجود ولكن ذو قدر ضئيل ، وبالتالي لا تتأثر مشاعره بالخالق وبالمثل معنى الغفلة عن الآخرة والدين والغفلة عن حقيقة الدنيا.
ـ أي لا وجود لله والآخرة في تفكير الإنسان وفي همومه ، فهو يعلم بوجود الله والآخرة لكن لا يفكر في الأمر ولا يشغل به باله ، أي كل تفكير الإنسان وهمه في غير ذلك من أمور الدنيا ، فهو بذلك يتعامل مع الله والآخرة معاملة من نسيه فلم يعلمه ، أو معاملة الشيء الذي يعلمه ولكن لا قيمة له.
ـ مثال يوضح كيف أن التغافل ينقض اليقين:
ـ إذا كنت في سفينة وكانت الأمواج هائلة وعلمت أن هذه السفينة سوف تغرق حتما، ووجدت زميلا لك يجلس على كرسيه هادئ البال وفي يده كره يحركها بين يديه ليتسلى بهذه اللعبة ، وسألته : هل تعرف أن السفينة على وشك الغرق؟ ، فيقول لك نعم وأنا على يقين تام بذلك وإيمان تام بذلك ، فسألته ما الذي يشغل همك ؟ فيقول التسلي بالكرة وإعداد الطعام ، فهذا الرجل لديه يقين واقتناع تام وإيمان تام في عقله بأن السفينة على خطر عظيم وتوشك أن تغرق لا محالة ، ولكنه تجاهل هذا الأمر وتغافل عنه فلم يبالي به وتناساه ، وهذا التغافل جعل ما عنده من يقين وإيمان بهذا الخطر بلا قيمة وكأنه لا شيء ، فهو بذلك قد نقض يقينه وإيمانه بهذا الخطر ، أي أن إبعاد همه عن الأمر نقض ما هو موجود في عقله من اقتناع ، لذلك قد يحسب الإنسان أن يقينه بالله والآخرة من المسلمات التي لا تقبل الجدل أبدا رغم أنه ينقض هذا اليقين بتجاهل الأمر والتغافل عنه وتناسيه والتغافل عنه : { فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}.
- المصدر: