(15) القضاء على الدجال والنجاة منه
هلاك الدجال يكون على يد عيسى ابن مريم عليه السلام.
تابع العلامات الكبرى
- طريقة النجاة من الدجال:
قبيل خروج الدجال تكون للمسلمين قوة كبيرة، ويخوضون حروباً هائلة، يخرجون منها منتصرين، فيأتي الدجال للقضاء على القوة الإسلامية التي تكون قد هزمت أقوى دولة في ذلك الوقت وهم الروم، ويكون المسلمون قد استعادوا القسطنطينية، وفتحوها، ويصرخ الشيطان بهم أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيتركون الغنائم، ويعودون إلى ديارهم، ثم يخرج الدجال، فلا يضع المسلمون سلاحهم، ولذلك فإن عيسى عندما ينزل يجد المسلمين « » (رواه مسلم).
ولا شك أن على كل مسلم في ذلك الحين أن ينضم إلى القوة الإسلامية الحاملة لراية الجهاد في سبيل الله، وأن يثبت على الحق مهما اشتد البلاء، وهذا ما أوصانا به رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو يحدثنا عن خروج الدجال، حيث يقول: « » (رواه مسلم).
ولا يجوز للمسلم أن يأتيه وإن كان واثقاً من نفسه، فإن معه من الشبهات ما يزلزل الإيمان كما سبق وبينّا. ولا بأس على الذين لا يطيقون مقاومته أن يفروا من طريقه، وهذا ما يفعله كثير من الناس في ذلك الزمان، ففي صحيح مسلم عن أم شريك، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « ». فإن اضطر المؤمن إلى مواجهته، فعليه أن يقوم بالأمر، ويصدع بالحق، ويحسن الحجاج.
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من أدركه أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف: « » (رواه مسلم).
وقد يقال: لم كانت قراءة فواتح سورة الكهف، وخواتمها أمان من الدجال؟
قال بعضهم: لأن الله أخبر في طليعة هذه السورة أن الله أمَّن أولئك الفتية من الجبار الطاغية الذي يريد إهلاكهم، فناسب أن من قرأ هذه الآيات وحاله كحالهم أن ينجيه كما أنجاهم. وقيل: لأن في أولها من العجائب والآيات التي تثبت قلب من قرأها بحيث لا يفتن بالدجال، ولا يستغرب ما جاء به الدجال، ولم يلهه ذلك، ولم يؤثر فيه.
ومما يعصم المسلم من الدجال أن يلجأ إلى أحد الحرمين الشريفين مكة أو المدينة، فإن الدجال محرم عليه دخولها.
وقد ذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف واجه ذلك الرجل الصالح الدجال، وصدع في وجهه بالحق، وكيف أنه لم يلن له بالقول.
ومما ينجي العبد من الدجال الالتجاء إلى الله والاحتماء به منه ومن فتنته، وقد جاءت النصوص النبوية آمرة المسلم بالاستعاذة بالله من فتنته، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال" (رواه البخاري). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ دائماً بعد التشهد من فتنة الدجال، فيقول: « » (رواه البخاري).
- هلاكه والقضاء على فتنته وإهلاك أتباعه من اليهود:
هلاك الدجال يكون على يد عيسى ابن مريم عليه السلام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « (أي الجيوش الإسلامية) « » (رواه مسلم).
عن أبي أمامة بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «
(أي إمام المسلمين الذين يعدون العدة لقتال الدجال) (مدينة معروفة بفلسطين) » (صحيح الجامع).عمر سليمان الأشقر
الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئه علماء فلسطين بالخارج.
- التصنيف:
- المصدر: