درر و فوائد - (47) ارتقِ بنفسك وأخلاقك

منذ 2014-10-11

التمس لإخوانك العذر وابحث لهم عن جميل التأويل في الأفعال والأقوال، فإن هذا إن لم يدل على سلامة صدرك فهو أدعى وأقرب لذلك الخلق الحسن، وادع لهم بالخير والسداد وكثر في ذلك فما يضرك أن يدخل إخوانك الجنة وأن يكرمهم الرحمن ذو المنة، إنما يضيق الصدر بإخوانه إذا زاحمهم على دنيا فانية دنية، فارتقِ بنفسك وأخلاقك عن ذلك وحسّن النية.

(471) تتلفت حولك فتجد جمعًا يتحدثون عن مثالب العرب ومزايا الغرب! لغة القوة قد سادت العقول، والهزيمة النفسية قد عششت في النفوس، والعجب أنك تجد بعدها عندهم الجرأة في زعمهم الإنصاف!

(472) إذا أردتَ أن ينصرف جاهل عن جهالته عنك فأظهر له لا مبالاتك الظاهرة والباطنة، فإنما أراد إغضابك، فإن أعطيته مراده فقد عرفته نقاط ضعفك.

(473) إذا ذقتَ مرارة المعصية وتبتَ إلى الله ثم لم تنكسر لله ولم يرق قلبك لمن عصى فلا تمد إليهم يدك، ولا تدعوهم إلى أمر الله بلين ورفق، وظللت على حالك في علوك وعجبك، واحتقارك لغيرك فاخش على نفسك..

(474) إذا كنت تظن أن هناك تعارضًا بين الرفق واللين، والشفقة والرحمة، وبين إنكار المنكرات باليد أو باللسان أو بالقلب فأنت في مشكلة حقيقية!

(475) أنا مؤمنة بهذا الدين ومحبة لله رب العالمين، ومؤمنه أنه تبارك وتعالى هو البر الرحيم، وأنه سبحانه لم يعاملنا بعدله ولو فعل لهلكنا، بل هو عز وجل يعاملنا برحمته ويمهلنا ويربينا بنعمه، وأنه عز وجل هو أعلم بمن خلق، وهو سبحانه إذا أمر أمرًا فبه يصلح الخلق، هذا الرب العظيم إذا أمرني بشيء على خلاف هوايا ولم يتبين لي وجه الحكمة من ذلك هل أقول سمعنا وأطعنا كما قال الصحابة، أم أقول سمعنا وعصينا كما قالت اليهود؟! قال تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285].

(476) أمران تعلمتهما ولم أندم يومًا على الجهاد فيهما: (الصمت، وقول لا أعلم).
(477) لا تحمل هم سقوط الفراعين لكن احمل هم ألا ندخل التيه، كما فعل بنو إسرائيل اللهم أصلح أحوالنا.

(478) وتعليلك الذنب بالشرع أشد من الذنب، فالذنب إذا علمت أنه ذنب فأنت على الطريق توشك أن تتوب منه، وتنقي ثوبك من رجسه، وإن غلفت السم بغلاف العسل فيالضيعتك وخسرانك، تشرب منه وتتلذذ ووتتناسى أنه بعد يسير سيذوب العسل، ويقتل قلبك سموم الحسرات، نعوذ بالله من الخذلان.

(479) إن اضطررت اضطرارًا لا فرار منه لبيان الحق، مع نسبة الباطل لصاحبه الذي له شيء من الولاء، فقل كلامًا هينًا لا يوغر الصدور ويقطع حبال الود وأواصر الأخوة.

(480) التمس لإخوانك العذر وابحث لهم عن جميل التأويل في الأفعال والأقوال، فإن هذا إن لم يدل على سلامة صدرك فهو أدعى وأقرب لذلك الخلق الحسن، وادع لهم بالخير والسداد وكثر في ذلك فما يضرك أن يدخل إخوانك الجنة وأن يكرمهم الرحمن ذو المنة، إنما يضيق الصدر بإخوانه إذا زاحمهم على دنيا فانية دنية، فارتقِ بنفسك وأخلاقك عن ذلك وحسّن النية.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,791
المقال السابق
(46) لا تنظر حولك
المقال التالي
(48) أنى لقلوبنا الشفاء بغير السبيل؟

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً