هل تعاني من أعراض النوموفوبيا؟
إن التقدُّم التقني والمعلوماتي الهائل طبع عصرنا، والتكنولوجيا بَسطت أمامنا كل جديد، وتعدَّدت وسائل الاتِّصال وتنوَّعت، وغزت الأجهزة الذكية حياتنا.. ولكن لا أظن أنَّني أتيتُ بجديد بعرض هذه المقدمة! قد يتساءل القارئ: وما علاقة جديد التكنولوجيا بأعراض النوموفوبيا أصلا؟ حسنًا.. إليك هذه الأسئلة وحاول أن تتبيَّن سلوكك من خلالها، لتُجيب بنفسك
إن التقدُّم التقني والمعلوماتي الهائل طبع عصرنا، والتكنولوجيا بَسطت أمامنا كل جديد، وتعدَّدت وسائل الاتِّصال وتنوَّعت، وغزت الأجهزة الذكية حياتنا.. ولكن لا أظن أنَّني أتيتُ بجديد بعرض هذه المقدمة! قد يتساءل القارئ: وما علاقة جديد التكنولوجيا بأعراض النوموفوبيا أصلا؟ حسنًا.. إليك هذه الأسئلة وحاول أن تتبيَّن سلوكك من خلالها، لتُجيب بنفسك..
- هل انتابك قلق كبير حين لم تجد هاتفك المحمول، وبدأتَ تبحثُ عنه في كامل أرجاء المنزل؟
- وهل ثار غضبك حين طلبت من أحدهم أن يهاتفك لتعرف أين وضعته وكان هاتفك في الوضع الصَّامت؟
- هل من عادتك أن تتفحَّص حقيبتك فور خروجك من المنزل لتتأكَّد أن جهازك معك؟
- هل أحسستَ بأنك في حالة مضطربة ومشوَّشة حين كنت خارج تغطية الشبكة؟
- هل تنتابك رغبة متكرِّرة في التأكُّد من شحن بطارية هاتفك؟
- أيمكن أن يكون دخول الحمَّام شبه مستحيل من غير أن تصطحب معك هاتفك، كي لا تفوِّت عليك قراءة رسالة قصيرة أو رسالة بريدية إلكترونية أو الرد على مكالمة من جهات الاتِّصال الخاصة بك؟
- وهل إطفاء الجهاز هو أحد مستحيلات قاموسك اليومي؟
- هل أدمنتَ (Whatsapp) و(blackberry) و(imessage) ولا تستطيع الاستغناء عن هذه الخدمات؟
- هل تقوم بتفقُّد هاتفك المحمول أكثر من(30) مرة يومياً؟
- أتشعر باستحالة الاستغناء عن هاتفك والعيش دونه؟
إذا كان الأمر كذلك، فتلك هي أعراض النوموفوبيا!
النوموفوبيا أو (Nomophobia) اختصار لـ(no-mobile-phone phobia) هي الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو التواجد خارج نطاق تغطية الشبكة، ومن ثمة عدم القدرة على الاتِّصال أو استقبال الاتِّصالات.
لقد تناقلت وسائل الإعلام نتائج استطلاع للرأي قامت به شركة (SecurEnvoy) الإنجليزية المتخصِّصة في الخدمات الأمنية، والذي شمل فئة واسعة من مستخدمي الهواتف الذكية، وكذا نتائج دراسة فنلندية أجراها معهد هلسنكي لعلوم التكنولوجيا (Helsinki Institute for Information Technology) مؤخراً، وقد توصَّلوا في الدراستين إلى ما يلي:
• تنتشر النوموفوبيا بصورة أوسع عند الشباب في المرحلةالعمرية الأقل من 25 عامًا.
• حوالي77 % من مستخدمي الهواتف المحمولة من الفئة العمرية بين 18 و24 سنة، وحوالي 66% من الفئة العمرية بين 25 إلى 34 سنة لا يستطيعون الابتعاد عن هواتفهم لثوانٍ معدودة!
• مايزيدعن 75 %من مستخدمي الهواتف المحمولة في العيِّنة المدروسة لا يدخلون الحمَّام دون أن تكون هواتفهم معهم!
• النساء هنَّا لأكثر قلقا من فقدان هواتفهن المحمولة، إذ مَثَّلن ما نسبته 70% مقابل 61% للرجال من إحصاءات الدراسة.
• خلال أربع سنوات ارتفعت معدَّلات الإصابة بالنوموفوبيا بنسبة 13%.
وهل الأمر يدعو للقلق؟ بكل تأكيد، فالأمر يحتاج منا وقفة متأنية لأسباب أهمها:
• إن الإحساس بالخوف من فقدان الهاتف المحمول هو إحساس بغياب حالة الأمن، مما يجعلنا في حالة تأثِّر على تصرُّفاتنا وسلوكنا السوي، لأن الأمان يكون في الأسرة مع أناس حقيقيين نتواصل معهم وجهًا لوجه، فلربما أنت تفقد الأمان الأسري فلُذتَ بالهاتف وأصبح مصدرًا له بالنسبة لك، ولعلَّك وضعت الأمان في أناس مجهولين لا تجمعك بهم سوى دردشة هاتفية عابرة!
• إن التعلُّق الزائد بالهاتف المحمول، لا سيَّما إن كان من الهواتف الذكية التي توفِّر خدمات الدردشة الفورية والإنترنت، يجعلنا نفرِّط في علاقاتنا وتواصلنا الاجتماعي المباشر بشكل ما، والنتيجة: بعدٌ عن العالم الخارجي، أو لِنقُل: محدودية التواصل الاجتماعي الحقيقي.
• إن التشويش والاضطراب الذهني الذي ينجم عن فقدان الهاتف أو الخوف من الفكرة نفسها، يؤثر سلبًا على باقي نشاطاتنا، ويجعل تفكيرنا مع تشويشه مركَّزًا على إيجاد جواب للسؤال: أين هاتفي؟ من يكون قد اتَّصل بي حين كنت خارج التغطية؟ وكيف أتصرَّف لو فقدتُ هاتفي؟
• إن التعامل مع الهاتف على أنه أقرب قريب منَّا، يجعلنا نهمل أناسا محيطين بنا وقد نجرح مشاعرهم أو نسيء إليهم من حيث لا ندري، فهل انتبهت لرد فعلك وأنت تحادث شخصًا قريبًا منك عبر الهاتف صوتيًا أو عن طريق الرسائل القصيرة، حين دخل عليك فرد من أفراد أسرتك أو زميل لك في العمل؟ لعلَّك تمنيت في تلك اللحظة لو أن الأرض انشقت وبلعته، فقط لتتمَّ حديثك ولا تقطعه!
• إن التوتُّرالنفسي أصبح من سمات عصرنا، ناهيك عن القلق والغضب لأتفه الأسباب، وعن أنواع الفوبيا حدِّث ولا حرج! فكيف إذا زدنا لحياتنا أعراضخوف أخرى؟!
إذن، هل هناك حل؟
لن أشير عليك بالتخلي عن هاتفك ولن أنصحك بقطع اتِّصالاتك، ولن أرشدك للحلِّ السِّحري من أجل التخلُّص من أعراض النوموفوبيا.
بل أقول: إنَّك أنت الإنسان وهو الجهاز، أنت من تملك وتسيطر عليه، فأحسن التصرُّف مع جهازك، تعقَّل ووازن بين إيجابياته وسلبياته ولا تتعلَّق به كأنَّ مصيرك مربوط به!
باختصار: كن وسطًا في أمرك، ذاك هو اللِّجام الذهبي الذي يجعلك طبيب نفسك.
والآن.. لن أفوِّت الفرصة لأقدِّم بين يديك باقة من النصائح والإرشادات التي تتعلَّق بالهاتف المحمول وكيفية التعامل الأمثل معه، مأخوذة من اللجنة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو):
• استخدم جهازك أقل وقت ممكن، وحاول أن لاتستخدمه للحديث لأكثر من ثلاث دقائق، وإن اضطررت للحديث لمدة أطول فيُستحسن استخدام خاصية التحدُّث عن بعد (loud-speaker).
• بادر إلى استخدام الرسائل القصيرة بدلاً من المكالمات قدرالمستطاع.
• لا تضع جهازك في غلاف به معدن، لأن ذلك يزيد من نسبة امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية.
• لا تستخدم جهازك في الأماكن المغلقة مثل السيارة أو المصعد، ويفضَّل استعماله في مكان مفتوح.
• حاول أن تقلِّل من استخدام جهازك بالقرب من الحاسوب أو التلفزيون.
• لا تضع جهازك في مكان قريب منك أثناء النوم، وتجنَّب وضعه تحت المخدة التي تنام عليها، لأن الموجات المنبعثة منه قد تؤثِّر على كهرباء المخ مما يسبِّب اضطراب النوم أو صداعًا أو عدم تركيز أو نسيان.
• لا تتحدَّث بالهاتف المحمول أثناء شحنه.
• لا تستخدم الهاتف المحمول حين يكون إرسال الشبكة ضعيفًا.
• يُستحسن التحدُّث بالهاتف الأرضي حين تكون مدة المكالمة طويلة.
• في حالة حملك لهاتفك يجب أن يكون بعيدًا عن القلب والأعضاء التناسلية، بمعنى لا تضعه في جيب معطفك أو سروالك.
• حبَّذا الاطِّلاع على معدَّلات الامتصاص النوعي –أي معدَّل طاقة الأشعة الكهرومغناطيسية الممتصَّة من طرف الجسم عندما يكون معرَّضا إلى مجال كهرومغناطيسي- (SpecificAbsorption Rate) الموضَّحة على الهاتف المحمول قبل شرائه، ومن ثمة اختيار الجهاز الأقل إشعاعا، مع العلم أنَّ الحد الآمن لقيمة (SAR) أو (DAS) طبقا لتوصيات الاتحاد الأوروبي هو (2وات/كغ) وفي الولايات المتحدة (1.6 وات/كغ).
• انتبه ولا تلصقها تفك بأذنك أثناء الحديث.
• يحذَّر من استخدام الهاتف المحمول أثناء فترة الحمل أو بالقرب من المواليد الجدد، خوفًا من تعرُّض الجنين أو المولود للموجات الكهرومغناطيسية، كأني بك أيها المستخدم الكريم تقول: كيف أطبِّق كل هذا، إنَّه أبعد من النجم مرقبا! هاتفي المحمول، ماغـاب عن عيـنـي خـيـالـه لـحـظـة، ولا زال عـنـه والخيال يزول!
أقول: ما لا يُدرك كلُّه لا يترك جلُّه! والله المستعان.
- التصنيف: