صحابة شرفوا بأعمال النبي - (5) الصحابة رضي الله عنهم الذين شُرِّفوا بوزارته صلى الله عليه وسلم

منذ 2014-11-16

ولقد حاز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قصب السبق في كل شيء: فهم قمة في التقوى والورع، وآية في التجرد والإخلاص، ومشعل في العلم والعمل، ونبراس في الدعوة والحركة، فرضي الله عنهم، فأي خصلة خير لم يسبقوا إليها؟! وأي خطة رشد لم يستولوا عليها؟! تالله لقد وردوا رأس الماء من عين الحياة عذباً صافياً، فتحوا القلوب بعدلهم بالقرآن والإيمان، والقرى بالجهاد والسنان، وألقوا إلى التابعين ما تلقوه من مشكاة النبوة عذباً صافياً، وكان سندهم فيه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين، سنداً صحيحاً عالياً، وقالوا هذا عهد نبينا إليكم، وهذه وصية ربنا وفرضه علينا، وهي وصيته وفرضه عليكم.

لقد اختار الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام صُحبة هم خير الخلق بعد الأنبياء ليكونوا معه عليه الصلاة والسلام يرافقونه ويآزرونه، ويبلغون عنه دين الله عز وجل الذي أرسل به، فالصحابة رضي الله عنهم هم الذين حملوا هذا الدين ونشروه إلى كل أقطار الأرض التي وصلوها.

ولقد حاز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قصب السبق في كل شيء: فهم قمة في التقوى والورع، وآية في التجرد والإخلاص، ومشعل في العلم والعمل، ونبراس في الدعوة والحركة، فرضي الله عنهم، فأي خصلة خير لم يسبقوا إليها؟! وأي خطة رشد لم يستولوا عليها؟! تالله لقد وردوا رأس الماء من عين الحياة عذباً صافياً، فتحوا القلوب بعدلهم بالقرآن والإيمان، والقرى بالجهاد والسنان، وألقوا إلى التابعين ما تلقوه من مشكاة النبوة عذباً صافياً، وكان سندهم فيه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين، سنداً صحيحاً عالياً، وقالوا هذا عهد نبينا إليكم، وهذه وصية ربنا وفرضه علينا، وهي وصيته وفرضه عليكم (أعلام الموقعين [1/5]).

ولقد أثنى الله عز وجل على هؤلاء المؤمنين في كتابه، وشهد للمهاجرين والأنصار بأنهم الكاملون في الإيمان، وقد ذكر ذلك في آيات من كتاب الله، قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} [التوبة من الآية:100]، وقال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكونَ الرسول عليكم شهيداً} [البقرة من الآية:143]، وقال تعالى: {لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون} [التوبة: 88]، والآيات التي ذكرت الصحابة وذكرت شأنهم وما أعد الله لهم من الأجر والثواب كثيرة.

وقد أثنى كذلك عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبشر بعضهم بالجنة، وذلك لما كانوا عليه من الإيمان والعمل الصالح، والتضحية في سبيل الله عز وجل.

ولما كان الصحابة بهذه الأوصاف الجميلة، والسمات الحميدة، اتخذ منهم النبي صلى الله عليه وسلم وزرائه شعرائه، ومؤذنيه، وكتابه، وخطبائه، وخدمه، وعبيده، وأمناء سره،وحواريه، وقواده، ونوابه، فكانوا نعم البطانة وآية في الفطانة، فقاموا بما كلفهم به خير قيام، وأدوا الأمانة خير أداء.

وذكر هؤلاء الصحابة الأجلاء:
- لنبين عظمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي صنع هذا الجيل، وكان السبب في تحويل تلك القلوب إلى الله.
- معرفة ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من القرب من النبي صلى الله عليه وسلم .
- معرفة الأدوار التي كان يقوم بها الصحابة من خدمة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي خدمة لهذا الدين.
- تجنيد النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الصحابة وغيرهم وتربيتهم لخدمة هذا الدين الذي حملوه لمن بعدهم.

ذكر وزرائه صلى الله عليه وسلم:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ «ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر» (أخرجه الترمذي، وقال: "حديث حسن غريب" [5/579]) (ط. دار الكتب العلمية).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وزيراي من السماء جبريل وميكائيل ومن أهل الأرض أبوبكر وعمر» (أخرجه الحاكم وقال: "هذا صحيح الإسناد"، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال: وشاهده حديث سوار بن مصعب بن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً: «إن لي وزيرين من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيرين من أهل الأرض أبوبكر وعمر» (المستدرك مع التلخيص [2/264]).

وفي كنز العمال من حديث عويم بن ساعدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله اختارني واختار لي أصحاباً فجعل منهم وزراء وأصهاراً وأنصاراً، فمن سبَّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صدفاً ولا عدلاً» (كنز العمال [11/529]، ضعيف، انظر ضعيف الجامع الصغير للألباني رقم [1536]).

والوزراء جمع وزير، وهو الذي يوازره، فيحمل عنه ما حمِّله من الأثقال، والذي يلتجئ الأمير إلى رأيه وتدبيره، فهو ملجأ له ومفّزع (النهاية لابن الأثير [5/180]).

وعن عبد الله بن مليل قال: "سمعت علياً يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس من نبي كان قبلي إلا قد أعطي سبعة نقباء وزراء نجباء، وإني أعطيت أربعة عشر وزيراً نقياً نجيباً، سبعة من قريش، وسبعة من المهاجرين»" (قال المحققون: "إسناده ضعيف"، المسند [1/91-92]) (ط. مؤسسة الرسالة).

عن عبد الله بن مُليل قال: "سمعت علياً يقول: "أعطي كل نبي سبعة نجباء من أمته، وأعطي النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر نجيباً من أمته، منهم: أبوبكر وعمر"" (إسناده ضعيف، المسند [1/384]) (ط. دار الرسالة).

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه لم يكن قبلي نبيّ إلا وقد أعطى سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين، وأبوبكر، وعمر، والمقداد، وحذيفة، وسلمان، وعمار، وبلال» (إسناده ضعيف: انظر المسند [1/414]) (ط. دار الرسالة).

وقال كثير النواء عن عبد الله بن مليل: "سمعت علياً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه لم يكن نبيُ إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة وأبو بكر، وعمر، وعلي، وجعفر، وحسن، وحسين، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، والمقداد، وحذيفة، وعمار بن ياسر، وبلال، وسلمان» (تهذيب الكمال [21/221-222]، قال محققه: "ضعيف لأن فيه كثير النوي وهو ضعيف").

عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ «إن كل نبي أعطي سبعة نجباء رفقاء»، أو قال: «نقباء، وأعطيت أنا أربعة عشر»،  قلنا: "من هم؟"، قال: «أنا وإبناي، وجعفر، وحمزة، وأبو بكر، وعمر، ومصعب ابن عمير، وبلال، وسلمان، والمقداد، وأبو ذر، وعمار، وعبد الله بن مسعود» (قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن علي موقوفاً، [الترمذي [5/620]، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم الحديث [1912]).

ومن خلال ما سبق فوزراء النبي صلى الله عليه وسلم هم:

1. أبوبكر الصديق:
عبد الله بن أبي قحافة (عثمان) بن عامر بن كعب، التيمي القرشي، يكنى أبابكر، أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وكان رفيق رسالته وجهاده وثاني اثنين إذ هما في الغار، وهو أبو زوجته (عائشة)، وخليفته من بعده، وله مناقب جمة، ولد بمكة ومات بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة 13هـ (طبقات ابن سعد [2/224-228] [3/169-214]، سيرة ابن هشام [1/267،340،394 و2/92،97،187،220،267 و4/299]، الإصابة [2/341]، البداية والنهاية [5/231-254] [7/2-18]، ومن الدراسات الحديثة انظر (أبوبكر الصديق) للشيخ على الطنطاوي، وللدكتورمحمد حسين هيكل، الدكتورعلي الصلابي، (وعبقرية الصديق) للعقاد).

2. عمر بن الخطاب:
أبو حفص الفاروق ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، الصحابي العظيم الشجاع، الحازم الحكيم العادل، صاحب الفتوحات.

كان في الجاهلية من أبطال قريش، وله السفارة فيهم، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، وبإسلامه اعتز المسلمون، وكانت له تجارة بين الشام والحجاز، بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة 13هـ، بعهد منه، وأخباره ومواقفه وعظمته معروفة مشهورة، قتله غيلة أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة، فعاش ثلاث ليال أوصى فيها بشورى الستة، توفي في سنة 23هـ (انظر طبقات ابن سعد [3/265-275]، طبقات خليفة بن خياط [1/48]، الطبري [1/187-217]، أسد الغابة [3/642-678]، الإصابة [7/74-76]).

3.علي بن أبي طالب:
أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، أول الناس إسلاماً بعد خديجة، ولد بمكة وربَّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وكان حامل اللواء في كثير من المشاهد، ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له:
«أنت أخي»، ولي الخلافة بعد مقتل عثمان سنة 35هـ، وكان من أكابر الخطباء الفصحاء والعلماء القضاة، استشهد غيلة في مؤامرة 17 رمضان المشهورة. سنة 40هـ (طبقات ابن سعد [2/337-340] [3/19-40]، سيرة ابن هشام: [2/92،95،111،124]، أسد الغابة [4/16]، الإصابة [2/507]).

4.عبد الله بن مسعود بن غافل:
أبو عبد الرحمن الهذلي، المكي حليف بني زهرة، كان يعرف أيضاً بابن أم عبد، أمام حبر، فقيه قارئ صحابي جليل، شهد بدراً وهاجر الهجرتين، روى علماً غزيراً، وله مناقب جمة، وحدث عنه أبو موسى وأبو هريرة، وابن عباس، وابن عمر وجابر وأنس وطائفة من الصحابة وخلق كثير، توفي سنة ثلاث وثلاثين أو التي قبلها بالمدينة، ودفن بالبقيع وله بضع وستون سنة (طبقات ابن سعد [2/242]، [3/150]، تاريخ خليفة [101، 166]، أسد الغابة [3/384]، سير أعلام  النبلاء [1/461]، الإصابة [7/209]، تهذيب التهذيب [6/27]).

5. حمزة بن عبد المطلب بن هاشم:
يكنى أبا عمارة، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، سيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، أحد أبطال قريش والإسلام، وبإسلامه عز المسلمون، كان بطل بدر قاتل فيها بسيفين، وكان استشهاده يوم أحد غدراً ومُثِّلَ به، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكاه، وفيه وفي شهداء أحد نزلت الآية الكريمة: {
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً} [آل عمران من الآية:196]، توفي سنة 3هـ (طبقات ابن سعد [3/8]، تاريخ خليفة [68]، ابن هشام [1/312-313]، أسد الغابة [2/51]، سير أعلام النبلاء [1/171-184]، الإصابة [2/37]).

6. جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب:
أبو عبد الله ابن عم رسول الله، أخو علي بن أبي طالب وهو أكبر منه بعشر سنين، أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم، وهاجر الهجرتين وحين عاد وافي المسلمين وهم على خيبر ففرح النبي بعوده كثيراً، ثم كان أحد القواد الشهداء في وقعة مؤتة بناحية الكرك، فحزن عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون حزناً شديداً، وذكر رسول الله أنه عوض بجناحين في الجنة فسمي بجعفر الطيار، وكان يقول له النبي:
 «إنه شبيه بِخلْقِه وخُلُقِه» والحديث في البخاري بلفظ: «أشبهت خلقي وخلقي»، توفي سنة 8هـ (طبقات ابن سعد [3/34-41]، طبقات خليفة [1/11، 14]، أسد الغابة [1/341]، سير أعلام النبلاء [1/205-218]، الإصابة [2/85]).

7.الحسن بن علي بن أبي طالب:
خامس الخلفاء الراشدين وآخرهم، ولدته فاطمة في المدينة وهو أكبر أبنائها، وكان عاقلاً حليماً محباً للخير، وكان أكثر الأسباط شبهاً بجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حباً جماً، بايعه أهل العراق بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة 40هـ، وأشاروا عليه بالمسير إلى الشام لمحاربة معاوية، فزحف بمن معه، وتقارب الجيشان في موضع يقال له "مسكن" بناحية الأنبار، ولم يشعر الحسن الثقة بمن معه، وهاله أن يقتتل المسلمون وتسيل الدماء، فكتب إلى معاوية يشترط شروطاً للصلح، ورضي معاوية، فخلع الحسن نفسه من الخلافة، وسلم الأمر إلى معاوية في بيت المقدس سنة 41هـ، وسمي هذا العام (عام الجماعة) لاجتماع كلمة المسلمين فيه، وانصرف الحسن إلى المدينة، وأقام فيها إلى أن توفي سنة 50هـ (سير أعلام النبلاء: [3/35]، الاستيعاب [1/383]، البداية والنهاية [8/14،33،45]، الإصابة [2/11-13]).

8.الحسين بن علي بي أبي طالب:
أبو عبد الله السبط الشهيد، الابن الثاني لفاطمة الزهراء، ولد بالمدينة ونشأ في بيت النبوة، وبسببه تأصلت العداوة بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش بني أمية، فقد تخلف عن مبايعة يزيد بن معاوية وخرج خروجه المشهور من مكة إلى الكوفة ومعه أسرته ونحو ثمانين من الرجال، فاعترضه جيش يزيد، وكانت كربلاء في ذلك اليوم العاشر من محرم، استشهد الحسين بعد بطولات منه واستبسال لا حدود له، ونقل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى يزيد بدمشق. وكان ذلك سنة 61هـ (تاريخ بغداد [1/141]، أسد الغابة [2/18]، سير أعلام النبلاء [3/280-321] البداية والنهاية [8/149]، وتهذيب التهذيب [2/345]، مروج الذهب [3/348]).

9. أبو ذر الغفاري:
اسمه جندب بن جنادة بن سفيان الفغاري، صحابي جليل، مشهور، من السابقين الأولين، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بني غفار إلى مكة، واختفى في أستار الكعبة أياماً حتى رأى النبي صلى الله عليه وسلم بالليل فآمن به، وهو أول من حياه بتحية الإسلام، ثم هاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها، وكان يفتي في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، واشتهر بزهده وفضله، وكان له في دمشق مع واليها معاوية مجادلات وأخبار حتى استدعاه عثمان إليه ثم نفاه إلى الربذة حيث مات بها سنة 32هـ، وصلى عليه عبد الله بن مسعود (طبقات ابن سعد [4/219]، تاريخ خليفة [166]، أسد الغابة [1/357]، سير أعلام النبلاء [2/46-78]، تهذيب التهذيب [12/90]، الإصابة [7/60]).

10. حذيفة بن اليمان:
صحابي من الولاة الشجعان والفاتحين، كان صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم، هرب أبوه إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لمحالفته اليمانية، أسلم حذيفة مع أبيه ولم يحضرا بدراً، ثم شهد أحداً حيث استهشد اليمان بها، استعمله عمر على المدائن، وكانت له فتوحات، سكن الكوفة وبها مات بعد مقتل عثمان بأربعين يوماً. وكانت وفاته في سنة 36هـ (طبقات ابن سعد [6/15،7/317]، تاريخ خليفة [182]، أسد الغابة [1/468]، سير أعلام النبلاء [2/361]، تهذيب التهذيب [2/219]، الإصابة [223]).

11. المقداد بن الأسود:
هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة البهراني، الكندي، أبو عمر الحضرمي صحابي جليل من الأبطال، مشهور، أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام، وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله، وأحد الأربعة الذين أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحبهم كما جاء في الحديث. شهد بدراً وغيرها، وسكن المدينة حيث توفي على مقربة منها سنة 33هـ فحمل إليها ودفن بها، وصلى عليه عثمان بن عفان، وروى عنه عدد من الصحابة وكبار التابعين (طبقات ابن سعد [3/162]، تاريخ خليفة [61،67،168]، أسد الغاية [5/251]، سير أعلام النبلاء [1/385]، تهذيب التهذيب [10/285]، الإصابة [9/273]، الاستيعاب [4/1481]).

12. سلمان الفارسي:
أبو عبد الله، أصله من مجوس أصبهان، قرأ كتب الفرس والروم واليهود، ورحل إلى الشام فالموصل، وقصد بلاد العرب فلقيه ركب من بني كليب فاستخدموه، ثم استعبدوه وباعوه، فاشتراه رجل من بني قريظة، فجاء إلى المدينة، وأسلم حين مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وكان أول مشاهده الخندق الذي دل المسلمين على حفره في غزوة الأحزاب. وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم خلال حفره: 
«سلمان منا أهل البيت» (قال الألباني: "ضعيف جداً"، انظر ضعيف الجامع [3272])، وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وحدث عنه أحاديث، وكان نبيلاً، حازماً، لبيباً، عاقلاً، عابداً، توفي في المدائن آخر خلافة عثمان، وهو أمير عليها وقيل: سنة ست وثلاثين (طبقات ابن سعد [4/75-82]، تاريخ خليفة [90]، الروض الأنف [1/142]، دلائل النبوة الأصفهاني [1/7]، أسد الغابة [2/417]، سير أعلام النبلاء [1/505-558]، تهذيب التهذيب [4/137]، الإصابة [4/223-225]).

13. عمار بن ياسر بن عامر أبو اليقظان:
صحابي من الولاة، وأحد السابقين إلى الإسلام، ممن عذب في الله، شهد بدراً، وأحداً وبقية المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأول من بنى مسجداً في الإسلام (مسجد قباء في المدينة)، لقبه النبي صلى الله عليه وسلم الطيب المطيِّب، وفي حديث: 
«تقتلك الفئة الباغية» (البخاري ومسلم)، وكان من أصحاب علي يوم الجمل وصفين، وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين، وكان شيخاً تجاوز عمره التسعين (طبقات ابن سعد [3/246]، تاريخ خليفة [144، 149]، الروض الأنف [1/202-203]، سير أعلام النبلاء [1/406]، الإصابة [7/64-65]، الطبراني [1/300]).

14. بلال بن رباح الحبشي.
أبو عبد الله، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخازنه على بيت ماله، من مولدي السراة، أحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وممن أوذي في دينه من قريش، شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخر أذان له يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام في المدينة حتى خرجت البعوث إلى الشام، فسار مجاهداً معهم، وتوفي بدمشق أو دارياً في سنة 20هـ (طبقات ابن سعد [3/232-239]، تاريخ خليفة [99، 144]، الروض الأنف [2/18-21، 84]، أسد الغابة [1/243]، سير أعلام النبلاء [1/347-360]، تهذيب التهذيب [1/502]، الإصابة [1/171]، التاريخ الكبير [2/106]).

15. مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي:
يكنى أبو عبد الله، من جلة الصحابة وفضلائهم، كان أول من هاجر إلى الحبشة، وأول من قدم المدينة مقرئاً، شهد بدراً وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم أحداً وكانت الراية بيده، واستشهد في أحد، فدفع الرسول الراية إلى علي بن أبي طالب (سيرة ابن هشام [2/73]، تاريخ خليفة [39]، أسد الغابة [5/181]، سير أعلام النبلاء [1/145]).

المصدر: موقع الكلم الطيب.
  • 100
  • 14
  • 128,725
المقال السابق
(3) قواده -صلى الله عليه وسلم- في الغزوات والسرايا
المقال التالي
(6) خطبائه وخدمه صلى الله عليه وسلم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً