كيف ندعو الناس - الغزو الفكري
فأما الغزو الفكري فكان قد بدأ منذ وقعت بلاد العالم الإسلامي في قبضة الغرب، وبدأ العالم الإسلامي من جانبه ينبهر بما عند الغرب من تقدم مادي وعلمي، بينما المسلمون يومئذ متخلفون في جميع الميادين، ثم عملت مناهج التعليم ووسائل الإعلام على تعميق الغزو وترسيخه، وتخريج أجيال تنسلخ تدريجيا من الإسلام، وتدخل تدريجيا في عملية التغريب. ولكنه حين بدأت الدعوة قبل أكثر من نصف قرن، لم يكن قد آتى ثماره كاملة، فلم يكن يتعرى على الشاطئ إلا نساء الطبقة الأرستقراطية!
فأما الغزو الفكري فكان قد بدأ منذ وقعت بلاد العالم الإسلامي في قبضة الغرب، وبدأ العالم الإسلامي من جانبه ينبهر بما عند الغرب من تقدم مادي وعلمي، بينما المسلمون يومئذ متخلفون في جميع الميادين، ثم عملت مناهج التعليم ووسائل الإعلام على تعميق الغزو وترسيخه، وتخريج أجيال تنسلخ تدريجيا من الإسلام، وتدخل تدريجيا في عملية التغريب. ولكنه حين بدأت الدعوة قبل أكثر من نصف قرن، لم يكن قد آتى ثماره كاملة، فلم يكن يتعرى على الشاطئ إلا نساء الطبقة الأرستقراطية!
أما بنات الطبقة المتوسطة فكن ما زلن يستحين من ذلك العري، وإن اشتهته أنفسهن من كثرة ما تنشر الصحف والمجلات من صوره وأخباره!
وأما بنات الشعب فكن ينفرن منه نفورا ويستنكرنه استنكارا! وكانت الصداقات ((البريئة!)) بين الأولاد والبنات تتم على استحياء شديد، وفي تكتم عن الآباء والأمهات، والفتاة التي تستعلن به تعتبر ساقطة في نظر الناس! وكان الفكر الغربي ينشر في الصحف والكتب إما منسوبا إلى أصحابه الأصليين من مفكري الغرب، إذا كان الناقل أمينا يحترم نفسه، وإما مسطوا عليه ومنسوبا إلى ناقله في كثير من الأحيان! وكان المسرح، وكانت السينما، وكانت الإذاعة، كلها تعمل لحساب الغزو الفكري، ولكن روادها بعد محدودون، وتأثيرها بعد ما يزال في منشئه.
باختصار لم تكن عملية التحول قد تسارعت بالدرجة التي صارت إليها فيما بعد، والتي قفزت قفزات سريعة بعد الحرب الكبرى الثانية بصفة خاصة.
- التصنيف:
- المصدر: