معنى الطاغوت

منذ 2014-12-04

فالأمراء والحكام الخارجين عن طاعة الله، والمبدلين لشرعه؛ طواغيت، وطاعتهم في معصية الله هي خيانه لله، ولدينه ولرسوله

عندما نتحدث عن الطواغيت يتبادر إلي الذهن أن الحديث عن الأصنام والأوثان وفقط، وهذا تصور قاصر، فما هو الطاغوت؟

فكما قال المنطقيون قديمًا: "والحكم علي الشيء فرع عن تصوره"، فالطاغوت كما قال ابن القيم رحمه الله: "كل ما تجاوز به العبد حده، من متبوع أو معبود أو مُطاع"(1).

ومراد المتبوع أو المعبود أو المطاع منه راضیًا بذلك؛ ھو طاغوت؛ باعتباره عابده، وتابعه، ومطیعه، لأنه تجاوز به حده، حیث نَزَّلَهُ فوق منزلته التي جعلھا الله له، فتكون عبادته لھذا المعبود، واتباعه لمتبوعه، وطاعته لمطاعه طغیانًا لمجاوزته الحد بذلك.

- فالمتبوع مثل: الكھان والسحرة وعلماء السوء.

- والمعبود مثل: الأصنام.

- والمُطاع مثل: الأمراء الخارجین عن طاعة لله.

فإذا اتخذھم الإنسان أربابًا؛ یُحِلُ ما حرم الله، من أجل تحلیلھم له، ویُحَرِّمُ ما أحل الله من أجل تحریمھم له، فھؤلاء طواغیت، والفاعل تابع للطاغوت.

فالأمراء والحكام الخارجين عن طاعة الله، والمبدلين لشرعه؛ طواغيت، وطاعتهم في معصية الله هي خيانه لله، ولدينه ولرسوله.

فيقول شيخ الإسلام (ابن تيمية): "والمُطاع في معصية الله، والمُطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق -سواء كان مقبولًا خبره المخالف لكتاب الله، أو مطاعًا أمره المخالف لأمر الله- هو طاغوت، ولهذا سُمي من تُحوكم إليه من حاكم بغير كتاب الله طاغوت)(2).

قال الإمام (محمد بن عبد الوهاب): "الطواغيت كُثر، ورؤوسهم خمسة"، وذكر منهم "الحاكم الجائر؛ المُغير لأحكام الله تعالى، الذي يحكم بغير ما أنزل الله"(3).

وقال الإمام (مجاهد ابن جبر): "الطاغوت الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه"(4).

وقال الإمام (عبد الرحمن السعدي): "كل حكم بغير شرع الله فهو طاغوت"(5).

ويقول الأستاذ (سيد قُطب): "إن الطاغوت هو كل سلطان لا يستمد من سلطان الله، وكل حكم لا يقوم على شريعة الله، وكل عدوان يتجاوز الحق، والعدوان على سلطان الله وألوهيته، وحاكميته هو أشنع العدوان،"(6).

فالحكام الخارجين عن طاعه الله، والمبدلين، والحاكمين بغير شرعه، طواغيت، ونحن مأمورون أن نكفر بالطاغوت، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60]، وقال تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ} [البقرة:256].

فهؤلاء الحكام الخارجين عن طاعة الله نكفر بهم، ولا نطيعهم، وكذلك علماء السوء؛ المضلون؛ الذين يوهمون الناس بأن الحكام المبدلين ولاة أمر، يأثم من يعارضهم، أو يقومهم، فهؤلاء أيضًا طواغيت، نكفر بهم، ولا نتبعهم في معصيه الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) (أعلام الموقعين:50\1).

(2) (مجموع الفتاوى:1 28/20).

(3) (مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان؛ ص:377).

(4) (تفسير مجاهد؛ ص:284).

(5) (تيسير الكريم الرحمن:1/ 363).

(6) (في ظلال القرآن).

 

بقلم/ أحمد عز الدين

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 21
  • 5
  • 27,638

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً