قصة صديقي (المهموم)!!!
فإذا أقبلتْ جحافلُ النهار مبشرةً بانبلاج الفجر، وولتْ عساكر الليل البهيم معلنةً الخضوع لسطوة الضياء العميم، خرجتُ مسرعاً إلى عملي لعلّي أجدُ في خلطة الناس ما آنسُ به ساعةً من نهاري فلا أجدُ إلا مايلعج (الفؤاد) ويرمض (الجوانح) .!!
يقولُ صاحبي متنهداً:
لقد كظمني حزنٌ لا أتبين مأتاه
وأصلى ضلوعي همٌّ يدكدك رواسي الطمأنينة في قلبي
* إنك لو رأيتني عندما يرخي الليلُ سدوله وسيتتب للظلام سكونه كيف أهيمُ في أودية حزني وأتيهُ في بيداء أفكاري المزعجة
أتطلّبُ هجوعَ سويعاتٍ ولا هجوع
وأترجى سكونَ لحظاتٍ ولا سكون
قد افترشتُ الهمَّ وتوسدتُ القلق وبتُّ أتقلبُ على مثل (الجمر)
ثم أقومُ من على مثل (القتاد)!!
* فإذا أقبلتْ جحافلُ النهار مبشرةً بانبلاج الفجر، وولتْ عساكر الليل البهيم معلنةً الخضوع لسطوة الضياء العميم
خرجتُ مسرعاً إلى عملي لعلّي أجدُ في خلطة الناس ما آنسُ به ساعةً من نهاري فلا أجدُ إلا مايلعج (الفؤاد) ويرمض (الجوانح) .!!
لم أعدْ أهنأُ بـ(طعامٍ) ولا أستسيغ (شراباً) ولا أطرب لـ(لهو).
* ثم انخرطَ بعدها في بكاءٍ يذيبُ لفائفَ القلب، فاعتنقته مواسياً وقلتُ له:
لا بأسَ عليك ياصديقي فكلنا تمرُّ بنا أوقاتٌ تضيق علينا فيها الوسيعةُ على رحبها
وتلمُّ بنا ساعاتٌ نستوحشُ فيها حتى من أنفسنا على قربها
* لكن سأدلك على علاجٍ ناجع لـ(علتك)
ودواءٍ شافٍ لـ(بليتك)
* لن تلبثْ أياماً من المداومة عليه إلا وقد ثابَ إليك أنسك، وعشعشتْ في وجهك بهجتك
* واعلم أنّ هذا (العلاج) لن يجدي إلا بشرطين:
1-استعماله بيقينٍ لا بنية التجربة
2-الإكثارُ منه قدرَ ماتستطيع.
* نظرَ إليّ بـ(لهفةٍ) تحكي حجمَ المعاناة التي قاساها قائلا لي:
ماهذا العلاج (العجيب) الذي سيذهب مااعتراني من هم ثقيل في أيام قليلة؟؟
قلت له:
* إنّ هذا العلاج يا صديقي ليس لطردِ الهم فحسب!!!
بل إنه فعـّال في دفعِ الكثير من البلايا، وجلبِ العديد من العطايا
* فهو جالبٌ للسعادة، جاذبٌ للرزق، ماحقٌ للحزن، دافعٌ للكرب، ناشرٌ للبركة، قائدٌ للتوفيق
* ومع (فوائده الجمـّة) و(عوائده المبهجة) فهو سهلٌ ميسورٌ لا ينالك بسببه نصبٌ، ولا تلحقك من كثرة استعماله (مشقةٌ)، وليس له مضاعفات أو (آثار جانبية)
* إنه (الاستغفار)
نعم (الاستغفار)!!!
* فإنك متى عودتَ لسانك كثرةَ الاستغفار مستغلاً أوقات الفراغ ولحظات الخلوة ودقائق الانتظار فستجد من نفحات الرحمن مايعقدُ لسانك دهشةً، ويكاد يـُذهب اللبَّ فرحاً
* وقد رُوي في الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داوود وغيرهما وصححه الحاكم وأحمد شاكر
(من لزم الاستغفار جعل الله له
-من كل همٍّ فرجاً
-ومن كل ضيقٍ مخرجاً
-ورزقه من حيث لا يحتسب)
* فماهو إلا أنْ يتحرك لسانك بالاستغفار صدقاً ويقيناً حتى تتحرك أبوابُ الفرج مؤذنةً بنزوله
* وأحسنُ صيغةٍ للاستغفار ماكان فيها توحيدٌ بأن تقول:
(أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو وأتوبُ إليه)
* وبقدرِ استحضارك لعظمةِ مـَنْ تطلبه المغفرة وإكثارك من ترداد الاستغفار بقلبك ولسانك تكونُ سرعةُ التعافي وعظمةُ الأعطيات
* غابَ صديقي عني أياماً ثم فاجأني اليومَ برسالةٍ يبشرني فيها بانجلاء غمةِ الأحزان وتوالي رحمات (الرحمن) وترادف مـِنـَنِ (المنان)
* إنـــّه (الاستغفارُ ) ياسادة
عبد الله بن أحمد الحويل
- التصنيف:
- المصدر: