القيود
ينطلق في الفضاء صوت جهوري ينادي (الله أكبر)، يدعوك لترك تلك العجلة المجنونة ولو لدقائق، يدعوك أن توقف الاستعباد ولو للحظات، فيأبى أغلبنا إلا البقاء في السلاسل! فلا يوجد لديهم وقت لبعض الحرية..!
كبرنا حتى اكتشفنا إننا نعيش في حقبة تكبلنا بآلاف السلاسل، لا نعرف شكلاً للحياة إلا من نافذة ضيقة حولها حوائط خرسانية، ليس لعيننا حرية الحركة إلا من خلال النافذة التي صاغها أناس لا نعرف من هم، بل ليس لعقلنا حتى التخيل خارج إطار النافذة..
نولد فتكتب لنا شهادة ميلاد تربطنا بحدود لا نعرف من رسمها على الخريطة، فنكبر قليلاً فتقيد حركتنا تلك الشهادة إن كانت ليست من الأماكن المحظية على الخريطة، ثم نلتحق بنظام تعليمي لا نعرف من صممه، وعلى أي أساس وضعه، فنتعلم تاريخًا كتبه قومًا لا نعرفهم، يعرضون فيه ما أحبوا فقط..
نتعلم عظمة الوطن الذي لا خيار لنا فيه، ونتعلم أن خارج هذا الخط على الخريطة هناك من لا ينتمون لهذه العظمة.. نمسك نقودًا لا نعلم من يحدد قيمتها ولا كيف تتغير، ولا ندري أتحتفظ بقيمتها الشهر القادم أم تنهار..
نكبر فندخل عجلة الحياة المجنونة، لا نعلم لماذا عدد ساعات العمل (40) في الأسبوع، وهل هذا عدل فعلاً أم استعباد؟! لا نعلم! لماذا دومًا نلهث؟ ولكنهم رسخوا فينا أن اللهث هو شعار الحياة، ظلمات بعضها فوق بعض..
ينطلق في الفضاء صوت جهوري ينادي (الله أكبر)، يدعوك لترك تلك العجلة المجنونة ولو لدقائق، يدعوك أن توقف الاستعباد ولو للحظات، فيأبى أغلبنا إلا البقاء في السلاسل! فلا يوجد لديهم وقت لبعض الحرية..!
- التصنيف: