عمليات التجميل والبحث عن الجمال الدائم

منذ 2015-01-20

على أن الكثير من هذه العمليات، تسبب الآلام، وتكلّف الناس أموالاً طائلة، تذهب إلى جيوب الأطباء والمراكز التجميلية، التي قد تستطيع تقديم جمال محدود للبعض، ولكنه في كل الأحوال، يبقى جمالاً زائلاً. فالجمال الحقيقي في أخلاق الإنسان، وروحه، والتزامه الديني بتعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقياته. فهو جمال لا يقف عند حد، ولا ينتهي مع الأيام، فهو جمال تورثه المرأة الجميلة الأخلاق، لبناتها وأبناءها، فيكون جمالاً دائماً.

الكثير من النساء يتهافتن إلى مراكز التجميل، على أمل إعادة جمال زائل، أو قوام ذابل، فلا يحصلون في النهاية إلا على شيء من الأمل، وأشياء من خيبة الأمل.

فالكثير من العمليات التجميلية هي نوع من أنواع تغيير خلق الله - عز وجل -، وهو أمر محرّم شرعاً، والبعض الآخر منها محاولة للتغلب على ما خطّته السنون، وحفرته الأيام، وخلفته حياة سابقة، لم تحافظ فيه المرأة على قوامها وجمالها.

وبعض عمليات التجميل مشروعة، والتي تقوم على إزالة ما خلّفته بعض الحوادث، كالحروق والجروح والمشاكل الأخرى.

وقد عقدت العديد من الندوات الشرعية حول هذه المسائل، ولا يمكن الفصل هنا في مشروعية كل حالة، إذ تحتاج لرأي شرعي متخصص.

ولكن بشكل عام، من المفيد أن تتعرف النساء على هذه العمليات، وعلى الأسس الأولية التي تجرى فيها هذه الجراحات، ومن أهمها:

- شفط الدهون: وتقوم في الأساس على تخليص بعض مناطق الجسم المحددة، من كميات الدهون الزائدة، التي تعطي قواماً كبيراً لبعض النساء.

وتلغي بعض الترهلات الناتجة عن السمنة الزائدة، أو الحمل والولادة.. وتتركز في معظمها حول البطن والأرداف والأفخاذ والعنق، وأحياناً حول الرقبة والظهر.

- جراحات تخفيف الوزن: بعض النساء لا يستطعن اتباع حمية غذائية معينة، وتمارين رياضية لإنقاص الوزن، فيلجأن إلى "الجراحة" الخطيرة، في سبيل تقليل وزنهنّ.وبهذه الحالة، يجري الطبيب عملية تصغير حجم المعدة، والتي تساعد الناس على إنقاص حجم الغذاء الداخل إلى المعدة، وتسبب إحساس سريع بالشبع، وبالتالي تقلل الوزن. وتتعرض الفتاة فيها لمخاطر عديدة، وتكاليف باهظة.

-  معالجة الجلد والبشرة: هناك العديد من الإجراءات الطبية التي تطبّق على الجلد، منها التقشير الكيميائي التي تساعد على الحد من تجاعيد البشرة، وتعطي البشرة إشراقاً واضحاً، ولكنها تسبب الكثير من الألم، وتضطر الفتاة خلال فترة العلاج للاختباء من الناس، بسبب الاحمرار في الجلد.

- شد الوجه: وفيها تجرى عمليات جراحية متركّزة على الوجه، في سبيل شد التجاعيد، وتقليل الترهلات الجلدية في الوجه والعنق، ويقول فيها الطبيب بإزالة الجلد الزائد من هذه الأماكن، عبر الطرق الجراحية المؤلمة.

- تجميل الأنف: بعض الفتيات يبحثن عن الجمال بتغيير شكل أنوفهنّ، فيضطرن للجلوس تحت يد الطبيب الجراح، وبيده المشرط والإبر والخيوط. إلا أن بعض الفتيات يلجأن إلى هذه الجراحة، من أجل تصحيح مشاكل التنفس، أو غيرها.

- تكبير الثديين: تعتقد بعض الفتيات، أن جزء من جمالهن وأنوثتهنّ يتركز في الثديين، لذلك يلجأن إلى الجراحة أو العلاجات الأخرى، لتكبير حجم الثديين، وتتم عن طريق الحقن وبعض الطرق الأخرى، والتي من شأنها أن تسبب المتاعب في البداية، والألم، وتعرضهنّ للمخاطر الصحية.

على أن الكثير من هذه العمليات، تسبب الآلام، وتكلّف الناس أموالاً طائلة، تذهب إلى جيوب الأطباء والمراكز التجميلية، التي قد تستطيع تقديم جمال محدود للبعض، ولكنه في كل الأحوال، يبقى جمالاً زائلاً. فالجمال الحقيقي في أخلاق الإنسان، وروحه، والتزامه الديني بتعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقياته. فهو جمال لا يقف عند حد، ولا ينتهي مع الأيام، فهو جمال تورثه المرأة الجميلة الأخلاق، لبناتها وأبناءها، فيكون جمالاً دائماً.


ياسمين عمايري

  • 0
  • 0
  • 3,674

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً