إحياء - (134) سُنَّة الإكثار من الحوقلة

منذ 2015-01-25

في كل لحظة في الحياة نشعر أننا بحاجة إلى عون ومدد؛ فعلينا أن نجعل توكلنا واعتمادنا على الله، وكان رسول الله حريصًا على ذلك فأوصانا بالحوقلة..

في كل لحظة من لحظات الحياة يشعر الإنسان أنه في حاجة إلى عونٍ ومدد، ويُعَلِّمنا الله عز وجل في كتابه أن نجعل توكُّلنا واعتمادنا عليه سبحانه؛ فقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:23]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على زرع هذا المعنى في نفوسنا، فأوصانا أن نُكثر من ترديد قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وهي ما تُعْرَف بالحوقلة؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ».

وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنهما: "أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَخْدُمُهُ، قَالَ: فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ صَلَّيْتُ فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ -أي للتنبيه- وَقَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»".

وقال النووي رحمه الله في وصف معنى الكلمة: "هِيَ كَلِمَةُ اسْتِسْلاَمٍ وَتَفْوِيضٍ، وَأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَمْلِكُ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُ حِيلَةٌ فِي دَفْعِ شَرٍّ وَلاَ قُوَّةٌ فِي جَلْبِ خَيْرٍ إِلاَّ بِإِرَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى".

فما أجمل أن نُعلن كثيرًا هذا الاعتماد الكامل على الله،! ولْنُكْثِر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 2
  • 0
  • 3,038
المقال السابق
(133) سُنَّة النظر إلى الأرض في الصلاة
المقال التالي
(135) سُنَّة الحجامة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً