صلاة الضحى

منذ 2024-08-21

قال رسول الله ﷺ: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بعدُ:
فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته نوافل يتقربون بها إلى الله عز وجل، تزداد بها محبة الله لهم، كما قال عز وجل «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» (رواه البخاري)، فالمسلم ينبغي عليه أن يحافظ على هذه النوافل ولا يتركها، أو يتكاسل عن أدائها، ومن هذه النوافل صلاة الضحى.

فضل صلاة الضحـى:

وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة نذكر منها ما يلـي:
1- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» (رواه أحمد ومسلم، وأبو داود).

2- وعن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال «في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفضل منها صدقة»، قالوا: "فمن الذي يُطيق ذلك يا رسول الله؟"، قال: «النخاعة في المسجد يدفنها، أو الشيء ينحيه عن الطريق،فإن لم يقدر فركعتا الضحى تجزئ عنك» (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم [666]). قال الشوكاني: "والحديثان يدلان على عِظَمِ فضل الضُّحى وكبر موقعها وتأكد مشروعيتها، وأن ركعتيها تجزيان عن ثلاثمائة وستين صدقة، وما كان كذلك فهو حقيق المواظبة والمداومة، ويدلان أيضاً على مشروعية الاستكثار من التسبيح والتحميد والتهليل، والأمر المعروف، والنهي عن المنكر، ودفن النخاعة، وتنحية ما يُؤذي المارَّ عن الطَّريقِ وسائر أنواع الطاعات ليسقط بذلك ما على الإنسان من الصَّدقاتِ اللَّازمةِ في كُلِّ يومٍ" (نيل الأوطار [3/78]).

3. وعن النَّواس بن سَمْعان رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره» (رواه أحمد والترمذي والنسائي، الحاكم والطبراني، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم [1146]).

4. وعن عبد الله بن عمرو قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فغنموا وأسرعوا الرجعة، فتحدث الناس بقرب مغزاهم، وكثرة غنيمتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى، وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة؟ من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب مغزى، وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة»(رواه أحمد والطبراني، وقال الألباني: "إسناده صحيح على شرط مسلم" تمام المنة [257]).

5. وعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: "أوصـاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام في كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام" (متفق عليه).

حكم صلاة الضحى:

دلَّتِ الأحاديثُ المذكورة على استحبابِ صلاةِ الضُّحى، وأنَّ مَنْ شاء ثوابها فليؤدها، وإذا تركها فليس عليه تثريب، وإنما حرم نفسه من الثواب المترتب عليها، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: "كان صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يُصلِّيها" (رواه الترمذي، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي [72].

وقت صلاة الضحى:

وقت صلاة الضحى يبتدئ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها قدر رمح، ويمتد إلى قبيل الزوال؛ أي وقت قيام الشمس في كبد السماء، والأفضل أن يصلي إذا اشتد الحر، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، «فقال صلاة الأوَّابين (الأوابين: الراجعين إلى الله) إذا رمضت (رمضت: احترقت، والرمضاء: التراب الحار) الفصال (الفصال: جمع فصيل: وهو ولد الناقة) من الضحى» (رواه أحمد، ومسلم)، أي: حين تحمى الرمضاء؛ فتبرك الفصال من شدة الحر (راجع: الملخص الفقهي [1/128]، وفقه السنة [1/156]).

عدد ركعاتها:

أقل صلاة الضحى ركعتان؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام في كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام" (متفق عليه).

وأكثرها ثماني ركعات؛ لما روت أم هانئ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح صلى ثماني ركعات سبحة الضحى يسلم بين كل ركعتين" (رواه الجماعة)، ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله" (رواه أحمد، ومسلم، وابن ماجه).

نسأل الله أن يتقبل أعمالنا، ويوفقنا لكل خير، ويجنبنا كل شر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

  • 27
  • 1
  • 30,167
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    المحورين الهامين إنّ معارك المجاهدين مع أعدائهم تدور اليوم على مِحورين هامّين، الأول هو المحور العسكري وسبق، والثاني هو محور مجابهة الإعلام الشيطاني الذي مسخ هوية الأمّة وحرّف عقيدتها وقيّمها وأرسى دعائم التبعية والهزيمة النّفسية، فإنّ حِمم قذائف الإعلام أكثر فتكاً و أشد خطراً على الأمّة ورجالها من لهيب حِمم قذائف الطّائرات. ولذا ينبغي على المجاهدين الذين وفّقهم الله لكسر شوكة أعدائهم عسكرياً أن يناضلوا على جبهةٍ أخرى هي جبهة الإعلام. الشيخ المجاهد أبو حمزة المهاجر (تقبله الله تعالى)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً