الله أكبر، أرحنا بها
ينما تُقبل على ربِّك خمسَ مراتٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ، هذا غير النافلة، وأول ما تبدأ به (الله أكبر): مِفتاح الراحة الأساسي، فَلِمَ لا تقولها بحقِّها، بإحساسها، باستحضار كلِّ شيءٍ يؤرقك، يؤلمك، يخيفك، يشقيك، تجمعه كحزمة حطب ثقيلة ومضنية، وتلقيه من على ظهرك، تطرحه على باب ملك الملوك الرحمن الرحيم البر الكريم؛ لتستريح حقَّ الراحةِ بعدها؟
هل تكالبت عليك الأحزانُ والصدماتُ واليأسُ وحال مصر، والأمةُ كلُّها في تدهورٍ يومًا بعد يومٍ؟
هل صِرتَ أنت الغريبَ والمقتولَ والمحاصرَ والمطاردَ، وأقربُ الناسِ إليك صاروا (أبعد) الناسِ عنك؟
والوَحدةُ -على مرارتها وآلامها- صارت لك هي الراحة الوحيدة الممكنة، لكن هناك راحة أنتَ عنها غافلٌ!
تأملْ: حينما تُقبل على ربِّك خمسَ مراتٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ، هذا غير النافلة.
وأول ما تبدأ به (الله أكبر): مِفتاح الراحة الأساسي، فَلِمَ لا تقولها بحقِّها، بإحساسها، باستحضار كلِّ شيءٍ يؤرقك، يؤلمك، يخيفك، يشقيك، تجمعه كحزمة حطب ثقيلة ومضنية، وتلقيه من على ظهرك، تطرحه على باب ملك الملوك الرحمن الرحيم البر الكريم؛ لتستريح حقَّ الراحةِ بعدها؟
اللهُ أكبرُ من كلِّ قَتَّالٍ سفاحٍ ظلّامٍ للعبيد، قتَلَ وأسرَ إخوانك وأخواتك، قتَلَ زوجَكِ ويتَّم أطفالَك، ثكَّل قلبَك وحرمَك قرة عينك وسندك وزهرة حياتك، اللهُ أكبرُ من سياسات البشر، من حدودِ البشر، من حروبِ البشر، من أحكامِ البشر وسجونِهم وأغلالِهم، اللهُ أكبرُ من يأسِك من صلاحِ نفسِك..
اللهُ أكبرُ من شيطانِك وهوى نفسِك، اللهُ أكبرُ من إبليس اللعين وجنوده وهم يحاصرون نومك، يثقلون جنبك وظهرك بطنين واحد: "أيها العبد الآبق الموحول في المعاصي، لا توبةَ لكَ، ولا أملَ فيكَ، ولا نجاةَ لكَ"، واللهُ يناديكَ، في كلِّ يوم وليلة يناديكَ، يفرح بتوبتِك، أحنُّ عليكَ من الأم الرءوم بوليدِها الضعيفِ، يناديك ويعلمك أن تمضي يومك كله، عمرك كله، بيقينٍ عظيمٍ ثابتٍ.. (اللهُ أكبرُ).
أكبرُ من زوجٍ أهملَ وقسَا وظلمَ وبخلَ، أكبرُ من زوجةٍ أهملَت وقسَت وظلمَت، أكبرُ من ابنٍ عَقَّ وجحَدَ، أكبرُ من أبٍ تخلَى، أكبرُ من أمٍ انشغلَتْ، أكبرُ من صديقٍ خانَ، أكبرُ من وطنٍ قُتِل وأعلَى ذِكرَ المنافقِ والجبانِ، أكبرُ من كلِّ الصدمات والأوجاع والأحزان، ربُّك أكبرُ، مَن يملك زمامَ أمرِك وأمرِ كلِّ البشرِ، مَن يقول للشيءِ كُنْ فيكون.. (أكبر).
اللهُ أرحمُ، اللهُ أحنُّ وأعزُّ وأكرمُ، فَبِمَن ستثقُ، ولمَنْ ستلجَأُ، ولمَنْ ستقِفُ قائمًا بين يديه تعلُو بها، تصرخُ بها، تبكي بها، تهمسُ بها في خشوعٍ، تضمد بها جراحَ روحِك ونفسِك، وتمحو بها حصادَ ذنبِك وقسوةَ قلبِك، وتبدَأُ بها ركعاتِكَ للملك، وتعلنها له وحدَه: يا ربَّاهُ أنت أكبرُ، عبدُك الضعيفُ الذليلُ مُقبلٌ عليكَ بِها: (اللهُ أكبرُ) فَاقْبلْ، بِأعلَى أنينِ قلبِك أَقبِلْ على ربِّك واصْدَعْ بها: (اللهُ أكبرُ).
مِن هنا تأتي الراحةُ، مِن هنا يأتي الأُنسُ، مِن هنا يأتي النصرُ، مِن هنا يأتي الشفاءُ واليقينُ والبقاءُ على العهدِ والوعدِ. (اللهُ أكبرُ) قد جعلَها الله لك راحةً، فَلِمَ وكيف تشقى بعدها؟
- التصنيف: