إحياء - (218) سُنَّة قصر الأمل
من أصعب سنن الرسول تطبيقًا سُنَّة قصر الأمل! فالإنسان مجبول على حب الدنيا والرغبة في طول العمر؛ لهذا كان يحب للمسلم أن يزهد في الدنيا..
من أصعب سنن الرسول صلى الله عليه وسلم تطبيقًا سُنَّة قصر الأمل! فالإنسان مجبول على حبِّ الدنيا، والرغبة في طول العمر؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « ».
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم على العكس من ذلك يحبُّ للمسلم أن يزهد في الدنيا، ولا يتوقَّع أن يعيش فيها طويلاً؛ لأن إحساس المرء أنه سيعيش كثيرًا يدفعه إلى التسويف في التوبة، وكذلك في سائر الأعمال الصالحة، ولقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوُّرَه لحياته على أنها مجرَّد ساعة راحة في رحلة طويلة؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: "« »، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً. فَقَالَ: « ».
لهذا كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يشعر أنه مسافر في هذه الدنيا، فليست هي دار القرار؛ وقد روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: «
»"، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ".وروى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: «
».فلْيكن هذا شعورنا في كل لحظة؛ فالموت قريب، والدنيا قصيرة، والنجاة في سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: