علامات الفشل والنجاح على الطريق إلى الله!!
وهذه اليقظة تتمثل في استشعارك لطوفان الغفلة الذي يجتاح الجميع من حولك، ومحاولة بذل أقصى الجهد في النأي بقاربك عن الاتجاه في نفس المنحى الذي يجرف الغافلين فيه، وذلك بالصحبة الصالحة، والتشبث بالأعمدة الصلبة التي بني عليها هذا الدين، والكفيلة بأن تضمن لك من شدة متانتها النجاة من أي طوفان يجتاح العالمين، وذلك بحسب مصداقيتك في الالتزام بنهج ربنا وشرعه!!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى : (وقليلٌ من عبادي الشكور) الآية، وقال تعالى : (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الآية، وقال أيضاً في محكم التنزيل : (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) الآية . . فالقلة عند الشكر والطاعة، والكثرة عند الغفلة والضلالة، مؤشر خطير، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن طوفان الغفلة لا يزال يكتسح في طريقه الكثير من سواد الخلق، والصالحون على قلتهم؛ يحاولون وسعهم التشبث بما يعتقدون فيه النجاة من هول يوم الفزع الأكبر؛ غير أن استعار رياح الفتن، وتقلب القلوب، والانغماس في مشاغل الدنيا بين الحين والآخر؛ يجعل تحقيق تلك الغاية محفوف بالمصاعب وممتزج بالمشقة!!
ولكن هناك سبيل لتيسير تلك المشقة، وتسهيل تلك المصاعب، وذلك من خلال استكشاف الصالحين مدى ملازمتهم للوجهة الصحيحة خلال مسيرتهم إلى الله تعالى، كسبيلٍ للنجاة بأنفسهم من هول يوم المحشر؛ إذ لابد لهم من التماس بعض العلامات الاسترشادية التي توضح لهم صحة التوجه على هذا الطريق من عدمه!!
فإذا وجد العبد في نفسه مسارعة للتوبة عند الوقوع في أي زلل، واستشعر في قلبه صدق الندم على الوقوع فيه، وأكثر من الاستغفار منه، بل وبذل أقصى الجهد لتلاشي الاقتراب من مواطنه التي تضعف فيها نفسه، ويسهل على الشيطان استدراجه بسببها، فضلاً عما يجده في نفسه من خفة للقيام بالطاعة، وانقباضاً في القلب من ذكر المعاصي؛ فإن مباغتة الموت لهذا العبد وهو على هذه الحال، يرجى معها بإذن الله حسن الخاتمة!!
أما إذا وجد في نفسه عدم اكتراث بفعل المعاصي، بل والإكثار منها؛ للدرجة التي تحدث فيها ألفة بينه وبينها، كما أضحى قيامه بالطاعات أقرب ما يكون إلى العادات منه إلى العبادات، وما يقترن بها من صدق انعقاد النيات، فإن ذلك العبد قد ران على قلبه رصيدٌ من كثرة المعاصي، لا تستقيم معه لحظة مباغتة الموت؛ سوى سوء الخاتمة عياذاً بالله!!
فاستيقظ لنفسك يا عبد الله، فما هي إلا لحظة مباغتة، تجعل حاضرك ماضياً، وتسلب من مستقبلك أي فرصة للعودة أو الرجوع لإصلاح ما فسد!!
وهذه اليقظة تتمثل في استشعارك لطوفان الغفلة الذي يجتاح الجميع من حولك، ومحاولة بذل أقصى الجهد في النأي بقاربك عن الاتجاه في نفس المنحى الذي يجرف الغافلين فيه، وذلك بالصحبة الصالحة، والتشبث بالأعمدة الصلبة التي بني عليها هذا الدين، والكفيلة بأن تضمن لك من شدة متانتها النجاة من أي طوفان يجتاح العالمين، وذلك بحسب مصداقيتك في الالتزام بنهج ربنا وشرعه!!
فهلا نظرت في أعمالك نظرة المتفحص بعمق؛ كي تتعرف على علامات الفشل أو النجاح في مسيرتك إلى الله تعالى؛ قبلما تباغتك لحظة الفراق؟!
- التصنيف:
- المصدر: