رطب لسانك بذكر الله تعالى

منذ 2015-03-08

أحاديث وأقوال الصالحين عن ذكر الله تعالى.

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار؛ وبعد.

فقد قال الله عز وجل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152].

وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، فعُلِم بهذا أن من أفضل حالِ العبد، حالُ ذكرِه ربَّ العالمينَ، واشتغالُه بالأذكارِ الواردةِ عن رسولِ اللهِ سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

فضل الذكر:

[1] ذكر الله أكبر من كل شيء.

قَالَ الله تَعَالَى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:45].


[2] الله يذكر من يذكره.

قال تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152].
وفي الصحيحين عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» [1].

وروى مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» [2].


[3] ذكر الله امتثال لأمر الله.

قال تَعَالَى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف:205].

[4] ذكر الله سبب من أسباب الفلاح في الدنيا و الآخرة.

قال تَعَالَى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة:10].


[5] ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الذنوب.

في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، في يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ» [3].


[6] ذكر الله من أثقل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى.

في الصحيحين عن أَبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» [4].

وروى مسلم عن أَبي مالك الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ» » [5].

[7] ذكر الله يعدل عتق عشر رقاب ومائة حسنة ويمحو مائة سيئة، وهو أفضل شيء يأتي به العبد يوم القيامة.

في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ» [6].

وفي الصحيحين عن أَبي أيوب الأنصاريِّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ: لا إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ؛ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ أعْتَقَ أرْبَعَةَ أنْفُسٍ منْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ» [7].


[8] ذكر الله أفضل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى.

في الصحيحين عن أَبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ فُقَراءَ المُهَاجِرِينَ أَتَوْا رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذَهَبَ أهْلُ الدُّثورِ [8] بِالدَّرَجَاتِ العُلَى، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أمْوَالٍ، يَحُجُّونَ، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، فَقَالَ: «ألاَ أُعَلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبَقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلاَ يَكُون أَحَدٌ أفْضَلَ مِنْكُمْ إِلاَّ منْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟»، قالوا: بَلَى يَا رسول الله، قَالَ: «تُسَبِّحُونَ، وَتَحْمَدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ» [9].

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ، أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» [10].

وروى الترمذي بسند صحيح، عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أعْمالِكُمْ، وأزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وأرْفَعِهَا في دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ؟»، قَالَوا: بَلَى، قَالَ: «ذِكر الله تَعَالَى» [12].

وروى ابن حبان بسند صحيح عن مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ أن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال لهم: إن آخر كلام فارقتُ عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن قلتُ: أي الأعمالُ أحبُّ إلى الله؟ قال: «أن تموتَ ولسانك رَطْبٌ من ذكرِ الله» [12].


[9] ذكر الله كنز من كنوز الجنة.

في الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ له: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ» [13].


[10] مثل الذي يذكر ربه كالحي والذي لا يذكر ربه كالميت.

في الصحيحين عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ» [14].


[11] ذكر الله سبب من أسباب استجابة الدعاء.

روى البخاري عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ [15] مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لله، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ» [16].


[12] الذاكرون هم السابقون.

روى مسلم عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سَبَقَ المُفَرِّدُونَ»، قالوا: وَمَا المُفَرِّدُونَ يَا رسولَ الله؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونََ اللهَ كثيرًا والذَّاكِرَاتِ» [17].


[13] ذكر الله أحب الكلام إلى الله سبحانه.

روى مسلم عن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ألاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الكَلاَمِ إِلَى اللهِ؟ إنَّ أَحَبَّ الكَلاَمِ إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» [18].


[14] ذكر الله عمل يسير وأجره عظيم.

روى مسلم عن سعد بن أَبي وقاصٍ رضي الله عنه قَالَ: كنا عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَكْسِبَ في كلِّ يومٍ ألْفَ حَسَنَةٍ»، فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ ألفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ ألْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ ألفُ خَطِيئَةٍ» [19].


[15]- ذكر الله غراس الجنة.

روى الترمذي، وحسنه عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «من قَالَ: سُبْحان الله وبِحمدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ» [20].

وروى الترمذي، وحسنه عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَقِيْتُ إبْرَاهِيمَ لَيلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمّدُ أَقرِئ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُمْ أنَّ الجَنَّةَ طَيَّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الماءِ، وأنَّهَا قِيعَانٌ وأنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، وَلاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أكْبَرُ» [21].


[16] ذكر الله يعطيك أجر حجة وعمرة تامتين.

روى الترمذي بسند حسن عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» [22].


[17] ذكر الله ينجيك من عذاب الله يوم القيامة.

روى أحمد بسند صحيح، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ» [23].

حال السلف مع الذكر:

قَالَ: أَبُو بَكْرٍرضي الله عنه: "ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ اللهَ بِالْخَيْرِ كُلِّهِ" [24].

وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق:4]، قَالَ: "الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا سَهَى وَغَفَلَ وَسْوَسَ، فَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ" [25].

وقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ جِلَاءً، وَإِنَّ جِلَاءَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ عز وجل" [26].

وقال كَعْب بن مالك رضي الله عنه: "مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ" [27].

وقال سلمة بن شَبِيبٍ: "كَانَ خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ يُسَبِّحُ فِي اليَوْمِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ تَسبِيْحَةٍ، سِوَى مَا يَقْرَأُ مِنَ القُرْآنِ، فَلَمَّا مَاتَ فَوُضِعَ عَلَى سَرِيْرِهِ لِيُغَسَّلَ، جَعَلَ بِأُصْبُعِهِ كَذَا يُحَرِّكُهَا [28]"، يَعْنِي: بِالتَّسْبِيْحِ.

وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ: "كَانَتْ عِنْدَنَا امْرَأَةٌ بِمَكَّةَ تُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَةَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ، فَمَاتَتْ فَلَمَّا بَلَغَتِ الْقَبْرَ، اخْتُلِسَتْ مِنْ أَيْدِي الرِّجَالِ" [29].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟" [30].

وقال أيضا: "لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعدَّ بتلك الراحةِ لذكرٍ آخر" [31].

وقال ابن القيم: "وَأفضل الذّكر وأنفعه مَا واطأ فِيهِ الْقلبُ اللِّسَانَ، وَكَانَ من الْأَذْكَار النَّبَوِيَّة، وَشهد الذاكر مَعَانِيه ومقاصدَه" [32].

وقال أيضا: "حضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إلي وقال: هذه غَدْوتي، ولو لم أتغدَّ الغداءَ سقطتْ قوتي" [33].

وقال بعض العارفين: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها؟ قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى، ومعرفته، وذكره" [34].

 

خالد بن محمود بن عبد العزيز الجهني

______________________


[1]- متفق عليه: رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675).

[2]- صحيح: رواه مسلم (4868).

[3]- متفق عليه: رواه البخاري (6405)، ومسلم (2691).

[4]- متفق عليه: رواه البخاري (6406)، ومسلم (2694).

[5]- صحيح: رواه مسلم (223).

[6]- متفق عليه: رواه البخاري (3293)، ومسلم (2691).

[7]- متفق عليه: رواه البخاري (6404)، ومسلم (2693).

[8]- الدثور: جمع دثر، وهو المال الكثير.

[9]- متفق عليه: رواه البخاري (843)، ومسلم (595).

[10]- صحيح: رواه مسلم (2694).

[11]- صحيح: رواه الترمذي (3377)، وصححه الألباني.

[12]- صحيح: رواه ابن حبان (818)، وصححه الألباني.

[13]- متفق عليه: رواه البخاري (4205)، ومسلم (2704).

[14]- متفق عليه: رواه البخاري (6407)، ومسلم (779)، وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: «مَثَلُ البَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالبَيْتِ الَّذِي لا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ»

[15]- تعار: أي استيقظ.

[16]- صحيح: رواه البخاري (1154).

[17]- صحيح: رواه مسلم (2676).

[18]- صحيح: رواه مسلم (2731).

[19]- صحيح: رواه مسلم (2698).

[20]- صحيح: رواه الترمذي (3375)، وحسنه، وصححه الألباني.

[21]- حسن: رواه الترمذي (3462)، وحسنه، ووافقه الألباني.

[22]- حسن: رواه الترمذي (586)، وأحمد (11/214)، وحسنه الألباني.

[23]- صحيح: رواه أحمد (36/379)، والترمذي (3377)، وصححه الألباني.

[24]- رواه البيهقي في الشعب (2/86).

[25]- رواه أبو داود في الزهد (337)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/135).

[26]- رواه البيهقي في الشعب (2/63).

[27]- رواه البيهقي في الشعب (2/98).

[28]- رواه الذهبي في السير (4/540)، وأبو نعيم في الحلية (5/210).

[29]- انظر: جامع العلوم والحكم، (2/517).

[30]- انظر: الوابل الصيب، لابن القيم صـ (42).

[31]- انظر: السابق، صـ (42).

[32]- انظر: الفوائد، لابن القيم، صـ (192).

[33]- انظر: الوابل الصيب ، صـ (42).

[34]- انظر: الوابل الصيب، لابن القيم، صـ (48).

 

 

 

  • 219
  • 2
  • 51,761

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً