الإطار العام للنظر في الظاهرة السياسية أو الإستراتيجية
هذا المقال يوضح الإطار العام الذي أحلل به ظاهرة سياسة أو إستراتيجية ما، لأن بعض من لم يعرفوني لا يظهر لهم هذا الإطار بوضوح..
هذا المقال يوضح الإطار العام الذي أحلل به ظاهرة سياسة أو إستراتيجية ما، لأن بعض من لم يعرفوني لا يظهر لهم هذا الإطار بوضوح..
أول قاعدة عندي هي النظرة الكلية الشاملة للموضوع وإلى مآلاته فمثلا عندما انتقدت داعش.. البعض هاجمني إذ كيف أهاجم نكايتهم للرافضة.. إلخ، وفي الواقع أنا لم أحكم على معركة أو اثنتين أو عشرة انتصرت فيها داعش على هذا أو ذلك، وإنما أنظر وأقيم ما سيؤول إليه الوضع بعد عدة سنوات.. ونفس الشيء ينطبق على نقدي لأداء الإخوان في الحكم بمصر مع الشهر الأول لحكم مرسي، ووقتها شتمني البعض..
وثاني قاعدة تحكم نظرتي عند التحليل هو المقارنة بالقوى المناظرة أو المشابهة أو المرجو الوصول لمستواها في جانب ما.. فمثلاً عندما تبث داعش أو القاعدة فيديو يظهر عشرات من مقاتليها يحملون أسلحة متوسطة -مدفع 12 بوصة مثلا أو جرينوف ثقيل أو بيكا أو غيره أيا كانت الأسماء- ويمتطون سيارات دفع رباعي فأنا لا أنتشي كما ينتشي الكثيرون.. لماذا؟
لأن طموحي وتطلعاتي هي أن تكون دار الإسلام الحقيقية تمتلك تسليحًا متقدمًا ورادعًا إستراتيجيًا في مستوى فرنسا أو الصين أو بريطانيا (الدول الثالثة والرابعة والخامسة في الردع الإستراتيجي حول العالم) فلا أنتشي لمدفع 12 بوصة لا لطموحي في 14 بوصة، ولكن في صاروخ بالستي أو طائرة بدون طيار تصل لأي نقطة في العالم متى تشاء دار الإسلام ولا أنتشي لسيارة دفع رباعي لطموحي في سرب قاذفات إستراتيجية مثل البي 52 تمتلكها دار الإسلام..
وأيضًا من ضمن المقارنات المقارنة الجزئية.. أي المقارنة بجزئية واحدة ما عند جهة ما أنت تنتقدها في جزئيات أخرى، لكن ترى أنها ناجحة في هذا الجانب، الذي تقارن به أو تستشهد به، وهذه قاعدة علمية وموضوعية ومشروعة في هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال عن الغيلة « » (صحيح مسلم:1443)، رغم أنه يكفر ويعادي وينتقد فارس والروم في جوانب أخرى..
فعندما أستشهد أنا بأن القاعدة أو داعش تمكنت من إنجاز أشياء معينة رغم معاداة العالم كله لها، لا يعني أني أنتقدهم بمزاجي وأستشهد بهم بمزاجي، ولكن يعني أني أنتقدهم في جوانب وأمدحهم وأستشهد بهم في جوانب أخرى غير الأولى، ونفس الشيء كما عندما استشهد بشيء فعلته إيران أو الحوثيون أو حزب الله أو أمريكا، فهذا كله ليس هوى ولكنه موضوعية قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة من الآية:8]، لكن الهوى أن أنتقدهم في شيء ثم أستدل بنفس الشيء الذي أنتقدتهم فيه..! والنظر الشامل والنظر إلى المآلات والمقارنة هو الفرق بين نظرة المتفرج العادي ونظرة التحليل العلمي للظاهرة.
وهناك أمر آخر وهو خاص بكتابتي في الفيسبوك أو أي مقالة قصيرة، وهو أنه من المستحيل أنني سوف أناقش وأقوم كافة جوانب ظاهرة ما (خاصة إن كانت كبيرة مثل الإخوان أو داعش أو القاعدة أو إيران أو الحوثيون) في مقال قصير فعادة تكون أغلب جوانبها في ذهني، ولكن تسطيرها كاملة يحتاج وقت وكتابة كتاب، ولكن أسطر جانب واحد منها باختصار لمناسبة هذا للمقال القصير، فمن يرد تفتيش ذهني والحكم على شخصي الضعيف بشأن كافة جوانب الظاهرة عليه، أن يتابع كافة ما أكتبه حتى يتمكن من وضع يده على رؤيتي الكاملة بشأنها.
والله المستعان.
7 أبريل، 2015
- التصنيف: