كيف تحمي نفسك من الشياطين؟!

منذ 2015-04-23

ومن أعظم الأعداء الذين يحيطون بك، ويكيدون لك، ويمكرون بك مكر السوء؛ عدوك اللدود، وهو الشيطان الرجيم نعوذ بالله منه!

الحمد لله الذي خلق الجن والإنس لعبادته، وألزمهم بطاعته، والصلاة والسلام على من بعثه الله إلى الثقلين بدينه وشريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: 

فإن الأخطار والأضرار تحيط بالعبد من كل مكان، وليس له حافظ إلا الله، فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين، فهو الذي يرسل الحفظة، ويحمي عبده مما يضره، ويرعاه ويعتني به، والعبد لا يشعر بما حوله من مدلهمات تكاد أن ترديه في الحافرة، بل فيما هو أعظم منها؛ إلى نار السموم!

ومن أعظم الأعداء الذين يحيطون بك، ويكيدون لك، ويمكرون بك مكر السوء؛ عدوك اللدود، وهو الشيطان الرجيم نعوذ بالله منه!
فكيف تحمي نفسك من أذاه وبلاه؟! وكيف تنجو من مكره وضره؟ وكيده وشره؟!

وإليك الإجابة على ما يلزمك معرفته والأخذ به والحرص عليه، وإلا فلا تلومنّ إلا نفسك، فيداك أوْكَتَا وفوكَ نَفَخ. 

1- عبادة الله تعالى:

قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر:42].
فالعبادة حصنك الحصين ودرعك المكين الذي تترس به من عدوك البغيض.

2- الإخلاص في عبادة الله تعالى:

وهذا يشمل الإخلاص في التوحيد لله تعالى بتحقيقه، والإخلاص له في العبادة بأن لا يراد بها غيره. 
قال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر:39-40].

3- لزوم الجماعة والبعد عن الانفراد إلا لطاعة:

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمُ الجَمَاعَةَ» [رواه الترمذي:2165].

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان الناس إذا نزلوا تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ» (مسند بن حنبل: [17736]، أبو داوود: [2628]).

وقال صلى الله عليه وسلم في السفر: «الرَّاكبُ شيطانٌ، والرَّاكبان شيطانان، والثَّلاثةُ رَكْبٌ» (رواه أبو داود: [2607]، والترمذي: [1674]).

وقال صلى الله عليه وسلم في الخلوة والسفر في الليل منفردًا: «لو يعلم الناسُ ما في الوحدةِ ما أعلمُ، ما سار راكبٌ بليلٍ وحدَه» (رواه البخاري: [2998]).

4- المحافظة على صلاة الجماعة:

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استَحوذَ عليهمُ الشَّيطانُ، فعليكُم بالجماعةِ، فإنَّما يأكلُ الذِّئبُ من الغنَم القاصيةَ» (رواه أبو داود: [547]).

5- الاستعاذة بالله من نزغات الشيطان وتلبيسه وتوهيمه:

قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف:200].

6- الاستعاذة بالله من الشيطان عند قراءة القرآن:

قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98].

7- الاستعاذة بالله من الشيطان عند دخول الخلاء:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أَعُوذُ بك مِن الخُبْثِ والخبائثِ» (رواه البخاري: [6322]، ومسلم: [375])، وهم ذكور وإناث الشياطين.

8- الاستعاذة بالله من الشيطان عند الدخول في الصلاة:

فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، قال: «اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للَّهِ كثيرًا وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا (ثلاثًا) أعوذُ باللهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ من نفخِهِ ونفثِهِ وهمزِهِ» (رواه أبو داود: [764]، انظر: صحيح الكلم الطيب: [55]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نوديَ للصلاةِ أدبرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ، حتى لا يَسمعَ التأذينَ، فإذا قُضِيَ النداءُ أقبلَ، حتى إذا ثُوِّبَ بالصلاةِ أدبرَ، حتى إذا قُضِيَ التَّثْويبُ أقبلَ، حتى يَخطِرَ بين المرءِ ونفسهِ يقولُ: اذكُرْ كذا، اذكُرْ كذا، لِما لم يكن يذكُرُ حتى يَظَلَّ الرجلُ لا يدري كمْ صلى» (رواه البخاري: [608]، ومسلم: [389]).

9- الاستعاذة بالله من الشيطان عند الغضب:

عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلان يستبان، فقال: «إني لأَعلَمُ كلمةً لو قالها ذهَب عنه ما يَجِدُ، لو قال: أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ، ذهَب عنه ما يَجِدُ» (رواه مسلم: [2610]).

10- الاستعاذة بالله من الشيطان عند نباح الكلاب ونهيق الحمير:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمِعتُم صِياحَ الدِّيَكَةِ فاسأَلوا اللهُ من فضلِه، فإنها رأَتْ ملَكًا، وإذا سمِعتُم نَهيقَ الحمارِ فتعوَّذوا باللهِ منَ الشيطانِ، فإنه رأى شيطانًا» (رواه البخاري: [3303]، ومسلم: [2729]).

11- الدعاء عند جماع الزوجة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنَّ أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: اللهم جَنِّبْنا الشيطانَ وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقْتَنا، فقُضِيَ بينهما ولدٌ لم يَضُرُّه» (رواه البخاري: [141]، ومسلم: [1434]).

هذه بعض الدروع الحصينة من سهام إبليس اللعينة، ويوجد غيرها كثير، فاحرص على نجاة نفسك من عدوك، بالالتجاء إلى الله الذي بيده مقاليد السموات والأرض، وهو على كل شيء قدير، نعم المولى، ونعم النصير.

المصدر: موقع هاجس

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .

  • 6
  • 0
  • 18,358

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً