كيف يبارك لك في طعامك؟
من أعظم أسباب البركة فيه أن يكون طيبًا مباحًا، أُخذ من حلِّه، ويقصد به التقوي على طاعة الله تعالى والاستعانة به على مراضيه.
الحمد لله الذي يرزق من يشاء بما يشاء كيف يشاء متى يشاء، لا يعجزه عطاء عن عطاء، فيده بالخير سحاء، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فالطعام كثير، والخير وفير، والغذاء موجود، والشكر محدود، فإلى الله المشتكى من قلة شكرنا، وله الحمد على كثرة جوده وفضله علينا. والبركة في الطعام وغيرة نعمة عظيمة من الله تعالى يجود بها على من يشاء من عبيده، فهي تكثر القليل، وتقوي الضعيف الهزيل، وتجمع الشتات، وتكبر الصغير، وترفع قدر الحقير، قليل مبارك خير من كثير ممحوق البركة.
ولذا ينبغي على طالب الخير أن يبحث عن أسباب البركة في طعامه، فللطعام أثر بالغ في قوة الجسد في الطاعة لله تعالى، لا تخفى إلا على المحروم منها عياذًا بالله تعالى من الحرمان والخذلان، فإليك بعض ما ينفعك الله به في طعامك، فمن أسباب البركة فيه:
[1]- الانتظار حتى تذهب فورة حرارته:
فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها كانت إذا ثردت غطته حتى يذهب فورهُ، ثم تقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « » [1].
[2]ـ الاجتماع على الطعام:
فعن وحشي بن حرب رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله! إنا نأكلُ ولا نشبعً؟! قال: « ». قالوا: نتفرّق، قال: « » [2].
[3]ـ التسمية في أوله:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة نفر، فجاء إعرابيّ، فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » [3].
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم في صحيحه).
[4]ـ لعق الأصابع في آخر الطعام:
فعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « » [4].
[5]ـ الأكل من جوانب الطعام:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » [5].
ومن أعظم أسباب البركة فيه أن يكون طيبًا مباحًا، أُخذ من حلِّه، ويقصد به التقوي على طاعة الله تعالى والاستعانة به على مراضيه، وكثرة الشكر والحمد لله عليه، فإن الله تعالى يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها، ويحرص أن يأتي بآداب الطعام كما وردت عن سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، فإن البركة فيما جاء به، والخير كلّ الخير في التأسي به والسير على طريقه.
______________
[1]- السلسلة الصحيحة (392، 659) والمشكاة (4241) وصحيح موارد الظمآن (2/6) (1124).
[2]- السلسلة الصحيحة (664) صحيح موارد الظمآن (2/7) (1125).
[3]- إرواء الغليل (1965) وصحيح موارد الظمآن (2/6) (1121)
[4]- السلسلة الصحيحة (1404) وصحيح موارد الظمآن (2/7) (1123) وأصله في مسلم بمعناه.
[5]- السلسلة الصحيحة (2-30) وصحيح موارد الظمآن (2/8) (1126) والمشكاة (4211).
موقع هاجس
19/4/2007
- التصنيف: