رمضانُ اقترَبْ.. فاسْجُدْ واقْتَرِبْ

منذ 2015-05-15

ما أخبار القلوب؟ وما حال النفوس؟ ما أخبار خطوط الشرك الخفيّ التي تتخلل أعمالنا؟ هل كنسنا الكِبْر؟ هل لمعنا النوايا لتعكس صورتنا الداخلية البهية؟ هل فرمنا الحقد؟ هل عصرنا الهَوَى وعَجنّا النفس؟ أم تركنا بيت الإيمان كالبيت الخرب حتى صار كبيت العنكبوت يسقط بنفخة؟ وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون..

نظفنا البيت؟ عصجنا اللحم؟ عصرنا الطماطم؟ صلصلنا البهاريز؟ فرمنا المفاريم كلَّها؟ لمعنا كريستالات الثريات –النجف- واحدة واحدة؟ ولمعنا مصابيحها –اللمبة- كذلك؟ نظفنا الخطوط التي بين السيراميك وأعَدناها بيضاء من جديد؟ ومرآةُ البوتاجاز اعتنينا بها حتى تركناها وهي تلمع وتعكس صورتنا الخارجية البهية؟ 

فما أخبار القلوب؟ وما حال النفوس؟ 
ما أخبار خطوط الشرك الخفيّ التي تتخلل أعمالنا؟ هل كنسنا الكِبْر؟ هل لمعنا النوايا لتعكس صورتنا الداخلية البهية؟ هل فرمنا الحقد؟ هل عصرنا الهَوَى وعَجنّا النفس؟ أم تركنا بيت الإيمان كالبيت الخرب حتى صار كبيت العنكبوت يسقط بنفخة؟ وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون..

أحبتي:
نحن مقبلون على شهور المناسك والعبادات: شعبان، رمضان، شوال..
فهل نذهب لحشو المحاشي وتنفيض السجاجيد مما علق بها من أتربة؟! أم نتجه نحو تنفيض القلوب مما علق بها من ضغائن وغسلها مما كساها من ران، وحشوها بالإيمان والتقوى استعدادًا للملحمة؟ 
معلوم في الأصل أن ليس كل من استعد للسباق يفوز في النهاية، فما بالنا بمن لم يستعد ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!

أحبتي:
نحن على أعتاب شهور السباق الحقيقي.. وكما قال د. خالد أبو شادي: "مقبلون على 90 يوم ثورة..".
أقول لكم: شعبان استعداد، رمضان انطلاق، شوال استمر استمر.. فإن صح التوصيف، نحن على أعتاب امتحان "ميد تيرم" خلال أقل من ثلاث أسابيع (شعبان)، قبل امتحان التيرم الحقيقي (رمضان).

يا أحبة:
شهر شعبان هو شهر بين رجب ورمضان يغفل عنه الناس كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو مقبل علينا بأمر الله خلال أٌقل من أسبوعين.. شهر رفع الأعمال الخاصة إجمالًا بالأحد عشر شهر التي مضت من عمرنا طيلة العام الهجري السابق.. هو شهر اختبار قدرات مدته ثلاثون يومًا، هم آخر محطة لاختبار القدرات قبل بلوغ مضمار القدرات الرئيسي العظيم في رمضان.. ومن مر عليه شعبان بلا غفلة فأُبشرُه بانتباهٍ ويقظة في رمضان بإذن الله.

وماذا أقول عن رمضان؟ 
فضله وأهميته وعظيم أجره وثوابه من المعلوم من الدين بالضرورة، لكن أكتفي فقط بالتنويه على نقطة واحدة فحسب، جلّ الناس يعلمها، لكني أول مرة أنتبه إلى عمق معناها، ألا وهي: جاء في رقائق السلف وآثار الترغيب -ليست بأحاديث-، أنهم كانوا يظَلون طيلة ستة أشهر قبل رمضان يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم بعد أن يأتي رمضان يمكثون ستة أشهر أخرى يدعون الله أن يتقبل منهم رمضان..!

وماذا يعني هذا؟ كأن السنة كلها عندهم ليس فيها إلا رمضان! لَعَمرِي لَكأنه وتد رئيسي لأيامهم وتقويم زمني لعمرهم كله! وهؤلاء في الأصل هم أناس أفضل منا قد سبقونا بمراحل في مراتب الخيرية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..» (جامع العلوم والحكم:477/2)، فماذا عسانا نحن المساكين أن نفعل بعد سماع تلك الكلمات؟ نحشي؟ ونفرم ونصلصل؟ ونهتم بتفاصيل في البيوت مرهقة فوق الطاقة؟ ونفرغ الطاقات في مهام البيت التي لا تنتهي وتجهيز قائمة الطعام الهائلة في ورمضان –وكأننا صاعدون في رحلة إلى القمر الله أعلم متى نعود منها! في حين أن رمضان شهر التخفف من الطعام والتفرغ للعبادة بنشاط- فننشغل بكل ذلك عن مضمار السباق الحقيقي! 

والله الأمر لا يستحق كل هذا العناء، الأمر أعجل من ذلك..
ما معنى كلمتي تلك؟
اقرأوا معي الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أُطَيِّنُ حائطًا، -أي يبني حائطًا ويهتم به-، فقال له النبي: «الأمر أسرع من ذلك»" (الترغيب والترهيب:200/4، إسناده صحيح)، أي أن القيامة يا عبد الله قد قربت والموت قد انفرط عقد أيامه.. ركزوا أحبابي في حرث الآخرة ودعكم من الغنم الأسك.

وما ذاك أيضا؟!
فلتقرأوا معي أيضًا الحديث في صحيح مسلم عن جابر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كَنَفَيه، فمر بجديٍ أسكٍ ميتٍ، فتناوله فأخذ بأذنه فقال: «أيكم يحب أن هذا لهُ بدرهم؟» فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء! وما نصنع به؟! قال: «أتحبون أنه لكم؟»، قالوا والله لو كان حيًا كان عيبًا فيه لأنه أسك فكيف وهو ميت؟! فقال صلى الله عليه وسلم: «والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم»" (الجدي الأسك: مقطوع الأذنين)، فلنجتهد إذًا ونتوكل على ربنا المستعان ونريه من أنفسنا خيرًا فيؤهلنا لخيره وعونه ومدده (شعبان)، ثم يؤهلنا للعتق والرحمات (رمضان)، ثم والأهم من ذلك يؤهلنا للثبات (شوال وما بعده)، ودعكم من الغنم الأسك..

بسم الله نبدأ.. دورة إعداد قبل شعبان ورمضان مكونة من عشر خطوات:
1- الخطوة الأولى: صيام القضاء.
ابدئي أخيتي بصيام الأيام التي عليكِ قضاؤها من العام السابق، فالوقت قد أزف وأخشى من مزيد تسويف أن لا تدركي الأمر إلا بعد فوات أوانه.

2- الخطوة الثانية: الدعاء ببلوغ رمضان منذ الآن، بل منذ خمس أشهر! 
عوضي ما فاتك من دعاء بذلك بالفعل طيلة الفترة الماضي، كفاكِ تأخرًا أربعة أشهر عن هذا الدعاء اللهم بلغنا رمضان إن كنتِ تريدين اقتفاء أثر السلف الصالح حقًا في مدى اهتمامهم برمضان، ومدى تهيئتهم لنفوسهم له بكل الطرق.

3- الخطوة الثالثة: التخلية قبل التحلية. 
بمعنى: فلنفرض أنك تمتلكين ثوبًا متسخًا منذ أحد عشر شهرًا، كل بقعة جديدة فيه تأتي لتؤنس بقعة قديمة على الثوب دونما تنظيفٍ من قِبَلِك إلا قليلًا.. هل ستقومين بتثبيت بعض الخرز والحِليات عليها وهي على هذه الحال أم ستقومين بتنظيفها أولًا؟! كذلكِ قلبُكِ حبيبتي.. لا بد له من حملة نظافة تشبه حملة تنظيف البيت قبل رمضان والأعياد، بل أشد.

فتشي في قلبكِ عن الكِبْر عن النصيحة، لا تقلقي لن تبحثي طويلًا! ستجدينه ظاهرًا على السطح، فلن تتعبي في البحث عنه بكل أسف.. واعلمي أن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبر، ما بالكِ جنة رمضان؟ وما بالكِ تلك مجرد ذرّة! ومن الكِبر احتقار الناس وإنكار الحق..

فتشي كذلك عن العُجْب ولاحظي نفسكِ كم يا ترى تهتمين بتتبع عدد وكلام المعجبين بكلامك بدلًا من أن تهربي من رؤيتهما حرصًا على قلبكِ، ولاحظي كم تفرحين بإعجاب الناس بكلامك الدعوي وسمتِكِ الإسلامي وعقليتك العلمية الفذّة، وحطّمي صنمكِ في الحال.. أعلم إحدى أخواتي في الله يصيبها الرعب حين تكتب منشورًا أو مقالًا ما وتتلقى رنات الإشعارات بالإعجاب وتعليقات الإعجاب، فتفتحها بوجل وارتعاب خوفًا على قلبها وعلى نفسها من "فَقَدْ قِيل"، وما تلك فقد قيل؟! 

تلك جملة ستقال لمن عملوا الصالحات ابتغاء مرضات الناس ومدحهم في الدنيا والعياذ بالله، فيدّعون أمام الله يوم القيامة أنهم فعلوها ابتغاء مرضات الله فقط، فيقال لهم بل أردتَّ أن يقال فلان قارئ للقرآن، وفلان جواد كريم وفلان جريء مقدام، فقد قيل.. أي فقد قيل عنك ذلك في الدنيا وأخذتَ حظك من المدح وانتهى الأمر، واليوم تُكَبُّ على وجهك في النار مع أول من تُسَعَّر بهم والعياذ بالله.. (1).

فتشي ثانية في قلبكِ وابحثي عن الحقد والحسد الدفين، الذَين يأكلان حسناتك ليل نهار، وربِّي قلبكِ على ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم، وعلى ولكني أبيت ليس في قلبي حسد أو غش لمسلم.. وما ذاك الكلام أيضًا؟!
ذاك الكلام هو قصة رجل قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أمام الصحابة يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة.. قالها أكثر من مرة في أكثر من يوم وهو في جمع مع الصحابة في كل مرة.. فذهب إليه عبد الله بن عمرو بن العاص يريد أن يراقبه ليعرف ما هذا الشيء الذي سبقهم به الرجلُ إلى الجنة حتى بُشِّرَ بها من النبي، وهو لا يزالُ فوق الأرض وليس تحتها! فبات معه ولم يلحظ على الرجل الصالح شيئًا يزيل حيرتَه، فاضطُرَّ في النهاية أن يقص عليه القصة قائلًا له أنه أراد أن يبيت معه لينظر ما عمله فيقتدي به ليفوز بالبشرى بالجنة مثله، وأخبره أنه لا زال متعجبًا لأنه لم يره من ذوي العمل الصالح الظاهر أوالكثير! بل قليل الجدّ في الطاعات.. 

وتساءل أمامه لماذا قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا؟! فأجابه الرجل: "ما هو إلا ما رأيتَ، غيرَ أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه"، فقال عبد الله بن عمرو: "هذه التي بَلَغَتْ بكَ، وهي التي لا تطاق.." صدقت يا عبد الله! (2).

نقبي عن التراب المنتشر في حجرات الإيمان في قلبك، وفتشي عن العناكب التي أكلت ونامت ولعبت الكرة في غرف الإخلاص والتواضع والخضوع والإحسان، وانقَضِّي على كل ذلك بـ(المكنسة) غرفةً غرفةً بلا هوادة، دعي قلبكِ يتنفس، دعي قلبكِ يعِشْ. 

كل غرفة لها مفتاح تنظيف مخصوص في المكنسة، وزرُّ تشغيل خاص بها أو عدد من الأزرار..
أزرار غرفة الإخلاص:
1- أن يستوي عندكِ مدحُ الناس وذمهم طالما عملكِ موافق للقرآن والهدي النبوي. 
2- وأن تستوحشي مدح الناس، فيصير وقعه عليكِ حين تسمعيه كوخز الإبر المؤلم إذ أنكِ أدرى بحالكِ الأعرج، وبباطنكِ الأعوج الذي ستره الله عن الأعين، وتدركين أن الناس إنما يمدحونكِ تأثرًا بستر الله عليكِ.

أزرار غرفة التواضع: 
1- أذلة على المؤمنين. 
2- ورحماء بينهم. 
3- والجنة لمن ألان الكلام (من حديث في هامش3).

زر غرفة الخشوع: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم؟! وكفى بها قارعةً للقلوب الحيّة والله.. 
ألا نستحي أن عتبة بن ربيعة الكافر قد ارتجَّ كيانه بآيات معدودات من سورة فصلت وهو ميت القلب أصلًا، وناشد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوقف عن التلاوة؟! وفي أي موقف؟! في موقف يحتاج فيه الكافرُ إلى عزة وإباء وإفحام لا إلى ذلة وخضوع واستسلام! ولكن رضخ قلبه الكافر رغم أنفه، وزلزلت الآيات أركانه النجسة، واستغاث بالمصطفى أن يرحمه ويتوقف عن إكمال السورة من فرط التأثر! فما بالنا نحن المؤمنين! أَوَ قد أخرتنا عن الخشوع طبقات الران أم على قلوب أقفالها! اللهم لا حول ولا قوة إلا بك.

زر غرفة الإحسان: زيني باطنك وقلبك للخالق كما تزينين ظاهرك للمخلوقين، فالإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك.. أزرار ومكنسة وغرف! تعتقدون إني أهذي أو أقول دعابات؟!

اقرؤوا أحبتي معي إن شئتم: قيل: "يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: «كل مخموم القلب صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم: «هو التقي النقي الذي لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد»، تأملوا اللفظ النبوي: «مخموم القلب» فالمخموم: من خممتُ البيت إذا كنسته -أي أنه ينظف قلبه في كل وقت بين الفينة- (صحيح ابن ماجه، والشرح منقول من صيد الفوائد)، أرأيتِ أخيتي كيف أن كلامي ليس بدعًا من القول!

كذلك لا تنسي أن تمري بفُوطَةِ التوبة على الجوارح أيضًا، توبة واستغفار من الماضي وإقلاع فوري في الحاضر وعزم على عدم العودة في المستقبل، لأي شيء حرام قد ارتكبته جوارحك، وكل امرئ على نفسه بصيرة وكل إنسان أدرى بحاله في الخفاء والعلن.. تلك النظرة الحرام والنميمة والغيبة والكذبة البيضاء! -الكذب كله أسود يا مسلمة إلا ما استثناه الشرع-.

وذاك المصيف الحرام المشهور بالفجور وتلك النزهات –الخروجات- التي تعرفينها جيدًا، وتعرفين كم الاختلاط والسفور والإسراف والمعاصي والشيشة التي فيها وما تعج به من أجواء الشياطين، وذلك المسلسل الفاحش وتلك الأغاني الماجنة والروايات السافرة، ومنشوراتك على مواقع التواصل الاجتماعي وميوعتك وتباسطكِ مع الجال الأحانب.. وإلخ، امسحي بفوطتك واستغفري دون كلل أوملل، وتوبي توبة نصوحًا آمرةً ناهيةً بحق.

وماذا عن حقوق العباد؟ السب والنميمة والغيبة، والكذب والتجسس، والمحسوبيات والعدوان على العباد، وفتح رسائل الزوج والأهل والأصدقاء الخاصة، وضرب أحد إخوانك، وإفشاء الأسرار.. إلخ، تلك الحقوق كلها واجبة الإعادة عليكِ قطعًا لاستكمال التوبة إن أردتِ النجاة بنفسكِ يوم الفزع الأكبر.. ولكن قدر الإمكان ما لم يترتب على إعادتها لأصحابها وتبرئة الذمة منها ضررًا أشد أومنكرًا أعظم.. وتنتهي فورًا عن ممارستها مجددًا.. 

فإن تعذر إعادتها فلتحرصي على الدعاء لأصحاب الحق عليكِ والاستغفار لهم.. 
فعلى سبيل المثال: تخشين من إبلاغ أحد المسلمين باغتيابك إياه في مجلس ما لئلا يحدث ضرر ما أكبر، فلا تبلغيه وواظبي على الدعاء والاستغفار له واذكريه بالمحالسن في تلك المجالس ذاتها وفي نفس الجمع من الناس قدر المستطاع..

4- الخطوة الرابعة: لمّعِي النية وجدديها واعتني بها أيما اعتناء.. 
فبعد أن نظفنا الغرف نقوم بفرش أثاث البيت وأساس االقلب على أرض نظيفة مهيأة، ونية الصيام خاصة والمناسك كلها عامة هي إيمانًا واحتسابًا ولله رب العالمين لا شريك له (بالإمكان الرجوع لمقالي هنا على الموقع انعش قلبك قبل فوات الأوان ففيه استفاضة إن شاء الله في موضوع تجديد النية، أضعه قريبًا إن شاء الله في إثر مقالنا الحالي).

5- الخطوة الخامسة: ادخلي الآن بكل حماس على التمارين.. تمارين التقوى.
تُرى إذا مشى أحد الناس في طريق كله شوك ومسامير مدقوقة بالعكس -سنُّها المدبب هو الذي في أعلاها- وهذا الإنسان يرتدي ملابس طويلة، تُرى ماذا عساه يفعل كي يمر في سلام؟ يشمر ملابسه ويخطو بحرص وحذر متفاديًا تلك الأشواك والأسنّةِ المدببة لئلا ينشكُّ في قدمه بالتأكيد أو تتقطع ثيابه.. وكذلك هي التقوى كما عرّفها السلفُ الصالح من خير القرون.. فقد سأل الفاروق أبيَّ بن كعب في مرة عن التقوى فقال أبيُّ: أرأيتَ لو مضيتَ في مكان فيه شوك، ماذا تفعل؟. فقال عمر: أشمر وأجتهد. فقال أبيُّ: فكذلك التقوى.

هذا الكلام يعني أن عليكِ أن تفكري أختي كثيرًا قبل أي كلام أو قرار أو نية.. وإن حدث وتكلمتِ أو قررتِ أو انتويتِ شيئًا فلتمرريه على كتاب الله والهدي النبوي وانظري هل قراركِ أو كلامكِ هذا، أو نيتكِ تلك كانوا خيرًا أم شرًا.. إن كان خيرًا فخيرٌ، وإن كان شرًا فتوبي من فورك وكوني من أولي الألباب، ستعجبين ربما وتقولين لي: ما هذا يا أسماء! أنتِ بهذه الطريقة كأنكِ تطلبين مني أن أضع لساني داخل فمي أسلم وأسهل؟! فأقول لكِ: يا ليتكِ تفعلين والله أخيتي، فهذا هو ديننا.. ألم يقل النبي العدنان «أمسِكْ عليك لسانَكَ»؟! (4). وما أحكم وأبلغ التشبيه! حيث جعل اللسان كأنه لجام يحتاج إلى الربط في عامود أو شجرة!

وهذا الكلام يعني كذلك أن التقوى هي أن تعملي الفرائض وتجتنبي النواهي كلها ومقدماتها.. كما جاء في تعريف ابن القيم للتقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الأوامر وترك النواهي، فمثلا: ضعيفةٌ أنتِ أمام المسلسلات؟ فلتضعي موعدًا ثابتًا في موعد المسلسل لمقرأةٍ أو لغرفة صوتية لدرس علمٍ ما، ضعيفة أنتِ أمام الأغاني؟ فلتسجلي القرآن على شرائط الأغاني كلها لديكِ.. ليست شرائط وإنما هي إم بي ثري؟ إذن بضغطة زر واحدة ديليت تصبحين مستعدة لاستقبال زيارة نبوية –إن تخيلنا الأمر- في أي وقت لبيتك دون حرج أو خذلان، إن كنتِ حقًا تتمنين زيارته لك ورؤيته لا سيما في المنام، فهيئي نفسك لاستحقاق ذلك وجاهديها واخلعي أسباب المعاصي من حولك تكسبين رضا رب السموات والأرض وترتقين في معارج أهل الطاعات.. 

مثال آخر: ضعيفة أنتِ أمام الغيبة؟ فلتُحضري قطعة لحمة نيئة من المبرد لديك -الفريزر- وضعيها في فمك مدة ثلاثين ثانية على سبيل المثال دون أي مضغ حتى، واستحضري في ذهنكِ: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات من الآية:12]، وأتحداكِ أن تغتابي أحدًا ثانية.. 

مثال آخر: ضعيفة أنتِ أمام الخروج للتنزه في نزهات المعاصي والسفور مع رفقة من أهل المعاصي هداهم الله؟ 
فلتطلبي من والدكِ أن يصحبكِ دومًا في تلك الخروجة، ستفكرين مائة مرة قبل أن تُقدِمي عليها قطعًا حياءً من أن يراكِ والدك على هذه الحال، فالله عز وجلّ أولى بحيائكِ منه حبيبتي.. ضعيفة أنتِ أمام شهوة السخرية من الناس؟ فلتجلبي هدية في كل مرة للشخص الذي سخرتِ منه، ضعيفة أنتِ أمام التهافت على قراءة الروايات الماجنة مثيرة الشهوات؟ فلتطلبي من أهلكِ أن يخبئوها منكِ إذا لمحوها في أي مكان، حتى وإن أصابكِ فِعلُهم هذا بالجزع والجنون.. فجزع الآخرة أشد وأبقى.. 

اجزعي في دنيا فانية بدلًا من أن تجزعي في نار لو مسّت كعب قدمكِ جمرة منها لصار يغلي منها دماغُكِ (بنص الحديث النبوي في هامش5)، وذلك أهون عذاب أهل النار.. ضعيفة أنتِ أمام زيارة ومشاهدة مواقع العري والفواحش؟ فالتقوى أن تضعي جهاز الكمبيوتر الخاص بكِ في مكان ظاهرٍ بالبيت وليس ظهره للحائط في آخر ركن في آخر غرفة داخل الدولاب أو تحته أو داخل الحائط ربما! واتقين الله.. واتقين الله.. واتقين الله.

6- الخطوة السادسة: تهيئة نفسية وروحية للشهرين.
بمعنى: أنكِ كل ثلاثة أيام أو على الأكثر كل أسبوع من الآن قومي بالاستماع إلى أحد الدروس الدينية الخاص بأمراض القلوب وعلو الهمة، أو بالاطلاع على أحد الكتيبات التي تبرز عظمة شهور مواسم الطاعات لا سيما رمضان وأحكامه بشكل خاص، أو تتكلم عن سيرة أمهات المؤمنين والصحابيات، وفضل القيام وأحوال السلف مع الله، عن الصحابة والدنيا.. إلخ.

أكاد أقسم غير حانثة أنكِ لو كان لديكِ امتحان عملي في إحدى المواد الدراسية في الكلية أو المدرسة خلال أسبوعين لقمتِ بتجميع الملازم اللازمة والأسئلة الهامة بل وأسئلة السنوات السابقة!، وستشترين أقلامًا ذات حبر مضيئ فوسفورية بكل الألوان، فهذا قلمٌ محددٌ أخضرٌ للعناوين الرئيسية، وذاك أصفرٌ لما يحتاج تكرار لاحقًا، وذاك أزرقٌ للفقرات الهامة، وتنهمكين في الاستعداد بكل الوسائل المعينة على النجاح.. أليس رمضان أولى حبيبتي؟ أليس اختبار العتق من النار أحق بـ أقلامكِ المضيئة كي تنتبهين دون زيغ أو سِنَةٍ؟ رمضان قد اقترب أخيتي.. جهزي أقلامك وأدواتك وملازمك الهامة، وأرِيِ اللهَ منكِ خيرًا يؤتِكِ خيرًا.. (جملة من الدروس المقترحة للسماع في هذا الصدد، تجدوها في الهامش:6).

7- الخطوة السابعة: تجهيز خطة للدعوة في شعبان ورمضان.. 
من أبسط الخطط وأيسرها: توزيع كتيبات أو شرائط أو مصاحف على الناس، من الآن استعدي وجمعي كتيب مع شريط مع مصحف صغير الحجم على سبيل المثال في كيس شفاف مربوط برباط أنيق، وجمعي عدد من الأكياس في صندوق كرتونة بجوار باب منزلك، يأتي شعبان ورمضان فتقومين بتوصية زوجك تارة أو ابنك تارة أخرى بسحب حفنة من الأكياس في طريقه وهو خارج من البيت ليقوم بتوزيعها على الناس في الشارع مثلًا، وبإمكانك أن تأخذي حفنة أنتِ أيضًا لتوزعيها معكِ في موائد الإفطار التي ستدعون إليها، كذلك تهادين بها أي ضيف يأتي إلى بيتك في أي وقت.. تلكم أبسط فكرة للدعوة إلى الله.. والأفكار الأكبر منها لا تعد ولا تحصى..

أيضًا بإمكانك تجهيز كرتونة أخرى لـشنطة رمضان، أكياس ليست شفافة تجمعين فيها طعامًا (كيس مكرونة مع كيس أرز مع كيس سكر وعبوة شاي علبة جبن صغيرة محكمة الغلق مع زجاجة زيت وعبوة تمر طازج مثلًا)، بحيث تكون جاهزة من الآن للتوزيع كذلك في غمضة عين على الفقراء، فلا تهدرين طاقتكِ ووقتك وصحتكِ في تجميعها في الأيام المخصصة فيما بعد للعبادات والمناسك.

8- الخطوة الثامنة: صلة الرحم.. صلة الرحم.. صلة الرحم.
أَجَلْ ثلاثًا، وخصصتُ لها فقرة مستقلة وعنوان منفرد قطعًا، نظرًا لأهميتها وغفلة معظم الناس عن حقها.. 
سؤال جاءني: خالتي أرسلت إليّ تهنئة وأنا قمت بالرد عليها برسالة، ماذا تريدين مني أن أفعله أكثر من ذلك يا أسماء؟! حبيبتي: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» (رواه البخاري)، والمكافئ الذي يعطي لغيره بقدر ما أعطاه له ذلك الغير، والواصل هو الذي إذا مُنِعَ الإحسانَ أعطاه ووصلَ رحمِ مانعيه، والذي إذا انقطعت الصلة وصلها من جديد.. وصلها من جديد بسؤال عن الأحوال بتهنئة أخرى، بمساعدة، بهدية، باتصال هاتفي، بزيارة.. إلخ. 

ثم لماذا في الأصل تأخرتِ أنتِ حبيبتي حتى سبقتكِ خالتك بالتهنئة؟! فلتبدئي أنتِ وتتحري السبقَ، وحددي مع رحمكِ سويًا اليوم المناسب لكِ ولهم للإفطار معًا، وبالطبع أنا في غنىً عن أن أذكركِ بمنع الاختلاط والغيبة والنميمة، وعدم الانشغال بالزيارة عن صلاة المغرب والتراويح والصلوات عمومًا، فأنتِ بالطبع تعرفين حكم تلك الأمور كلها.. ولا شك أن هذه قوانين للعام كله وليست فقط في رمضان..

9- الخطوة التاسعة: اعتقاد شبه جازم أن هذا هو رمضان الأخير لكِ في هذه الدنيا (من وحي كتيب رمضان الأخير للد. راغب السرجاني).

هل هذا مستحيلٌ حدوثه؟ هل صعبٌ؟ أتقولين لنفسكِ: أنا لا زلتُ شابة صغيرة ولا أمراض عندي، والموت أقرب لغيري مني؟ بل الموت أخيتي أقرب لأحدنا من شراكِ نعله لو ندري.. تذكري جيدًا كم ودعنا من شباب وفتيات صغارٍ هذا العام كانوا يتوهمون مثلكِ زُهدَ الموتِ فيهم، وكانوا يخططون لرمضان ليقضوه معنا، فلتكوني من ذوي العقول المستبصرة وبادري من فورك بـفرم طولِ الأملِ وطَحْنِه في مطحنة أمراض القلوب، واستعدي في أي لحظة لسحب ورقة الإجابة من بين يديكِ: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء" (قول لعبد الله بن عمر). 

فأنتِ إن علمتِ أن هذا هو رمضانكِ الأخير ما كنتِ لتضيعي وقتك في لعاعاتٍ لا طائل من ورائها، ولا في إسرافٍ في نوم وأكل وملبس وإنفاق، ولم تكوني لتؤخري حجابك، لا سيما نقابك، ولا كنتِ كنزتِ النقود وبخلتِ بها عن أهلك أو في سبيل الله والمحتاجين، وما كانت جبهتك فارقت سجادة قيام الليل والله لو تعلمين، ولا كانت عَبراتُكِ التائبةُ انقطعت، ولا كنتِ ستتركين المصحف من يدك سواء لمراجعة أو حفظًا أو قراءة أو تفسير أو استشفاء.

وقطعًا لو أنكِ متأكدة أن هذا هو رمضانكِ الأخير ما كنتِ لتفتحي الجرائد والبرامج والمجلات الماجنة والمسفّة، ولا كنتِ ستبحثين عن مواعيد المسلسلات والأفلام الخليعة، لأنكِ أيقنتِ أن أنفاسك معدودةٌ عليكِ وأوشكتْ على التوقف، فستلهثين وراء التزود بمتاع الآخرة، "فلنا دار هناك نرسل إليها متاعنا تباعًا" (جملة لأبي الدرداء تُنقش بماء الذهب، وأصل قصتها في هامش:7).

10- الخطوة العاشرة: جدول خفيف يشتمل على (تمارين سويدي) إن صح التعبير، عبارة عن الحد الأدنى لما لا يسع المسلم تركه من الطاعات في اليوم والليلة، (مرفق في الهامش:8 نسخة للطباعة لجدول المحاسبة هذا) ثم يليه في رمضان جدول آخر تعلو فيه الهمم أكثر، وتُضاعف فيه الأورادُ والطاعاتُ، إذ أن رمضان الحسنةُ فيه تكتب مضاعفة وتؤجري عليها بالضعف أيضًا (والسيئة في رمضان كذلك أخيتي تعاقبين عليها بالضعف فلا تنسي وتغتري) (9)، ويمكن لجدول رمضان الاستعانة بنفس الجدول السابق (الخاص بشعبان)، مع إضافة خانات جديدة بما تيسر من طاعات ومضاعفة كميات طاعات الخانات القديمة.

وأخيرًا أخيتي.. 
اهربي من تأمين الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء عليكِ ويلٌ لمن أدرك رمضان ولم يغفر له.
صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: «آمين، آمين، آمين» قيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: «آمين، آمين، آمين» فقال النبي: «إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله، قلْ: آمين. فقلتُ: آمين» (الترغيب والترهيب:407/2،صحيح الإسناد).‏‎

لا أقول نترك الطبخ وتنظيف البيت وتدبير شئونه اليومية، وإنما أقول: قبل الانشغال ببيت الدنيا المقام على جسرنا إلى الآخرة، فلننشغل ببيت الآخرة المقام على الشط الآخر أولًا.. فالدنيا معبرنا للآخرة. 
فهل رأيتم عاقلًا يبني بيتًا فوق جسر؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش المقال: 
(1) ثبت في الصحيحين وفي صحيح الترغيب والترهيب للألباني أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل يقتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب، قال فماذا عملت فيما علمت، قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة».

(2) عن أنس قال: "كنا جلوسًا مع رسول الله فقال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال رسول الله مثل، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان في اليوم الثالث قال رسول الله مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام رسول الله تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله وكبر، حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكني سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرار: «يطلع الآن رجل من أهل الجنة»، فطلعت أنت الثلاث المرار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك تعلم كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعاني: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه، قال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لاتطاق" (رتبته صحيح).

(3) حديث الجنة لمن ألان الكلام: «إن في الجنة غرفًا، يُرى ظاهرُها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصل بالليل والناس نيام».

(4) قال له صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك» (رواه الترمذي وحسنه).

(5) عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه» (صحيح البخاري)، وفي رواية أخرى في (صحيح البخاري) أيضًا عن النعمان بن بشير: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل في القمقم».

(6) سلسلة كن صحابيًا للد. راغب السرجاني 

درس رمضان وبناء الأمة مسموع

درس رمضان وبناء الأمة مقروء

كتيب رمضان الأخير لراغب السرجاني

(7) قصة "لنا دار هناك نرسل إليها متاعنا تباعًا": أبو الدرداء نزلت به جماعة من الأضياف في ليلة شديدة البرد فأرسل إليهم طعامًا ساخنًا، ولم يبعث إليهم بالأغطية فلما هموا بالنوم جعلوا يتشاورون في أمر اللُّحف، فقال واحد منهم: أنا أذهب إليه وأكلمه، فمضى حتى وقف على باب حجرته فرآه قد اضطجع وما عليه إلا ثوب خفيف لا يقي من حر ولا يَصُون من برد، فقال الرجل لأبي الدرداء: ما أراك بت إلا كما نبيت نحن! أين متاعكم؟! فقال: لنا دار هناك نُرسل إليها تباعًا كل ما نحصل عليه من متاع ولو كنا قد استبقينا في هذه الدار شيئًا منه لبعثنا به إليكم، ثم إن في طريقنا الذي سنسلكه إلى تلك الدار عقبة كؤود المُخِفّ فيها خير من المُثقِل، فأردنا أن نتخفف من أثقالنا علَّنا نجتاز.

(8) جدول المحاسبة
(9) رابط خاص بمضاعفة الأجر والعقوبة على الحسنات و السيئات في الأزمنة والأماكن ذوات الفضل 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أسماء محمد لبيب

كاتبة مصرية

  • 15
  • 0
  • 20,775

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً