إحياء - (339) سُنَّة قضاء قيام الليل
كان من النادر في حياته صلى الله عليه وسلم أن تمر عليه ليلة دون قيام، وكان من سنته قضاء صلاة الليل إن فاتته في ليلة! فما السر في ذلك؟
قيام الليل من أشرف العبادات وأعظمها، وهو أحبُّ صلاة إلى الله بعد الصلوات المفروضة، فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « ».
ولذلك كان من النادر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تمر عليه ليلة دون قيام، بل كانت له سُنَّة عجيبة تُبَيِّن مدى ارتباطه بهذه العبادة العظيمة، وهي سُنَّة قضاء صلاة الليل إن فاتته في ليلة!
فقد روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم «
»، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتصوَّر أن تفوته ليلة دون أن يُحَصِّل فيها أجر القيام، فإذا حدث أن مَرِض أو نام في إحدى الليالي عوَّض ذلك في صباح اليوم التالي! وبالإضافة إلى تحصيل الأجر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يترك عملًا صالحًا كان معتادًا عليه.وهذا هو المعنى الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها -فيما رواه مسلم عنها- قَالَتْ: « »، فهو يريد أن يُثْبِت العمل، أي يُوَضِّح ديمومته.
وقد بَشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجر القضاء لا ينقص عن أجر الصلاة بالليل، فقد روى مسلم عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «
»، فلنحرص على قيام الليل كل ليلة، فإن فاتتنا الصلاة في ليلةٍ فلنقضها في الصباح، ولْنسعد بسُنَّة نبينا صلى الله عليه وسلم.ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: