رمضان واغتنام لحظات استجابة الدعاء

منذ 2015-06-06

في أكثر الأحيان، نركز في الغالب على احتياجاتنا ورغباتنا الدنيوية العاجلة عندما ننقلها إلى الله في الأدعية، وخصوصًا خلال شهر رمضان، حيث نريد الاستيلاء على لحظات ذهبية في صحوتنا ويقظتنا للنفع الخاص، وربما ننسى شكر النعم..

شهر رمضان المجيد سبب للأمة الإسلامية بأكملها في التحفيز والعمل، ويتميز بروح العبادة الجماعية الرائعة والتقوى والعمل الصالح، وخزات الجوع والعطش التي تنشأ نتيجة الامتناع التام عن الطعام والشراب، والتمسك ضد الشجار والانخراط في الخطايا والرذائل الأخرى من الفجر حتى غسق الليل خلال شهر رمضان، كلها عوامل تؤدي إلى وعي مكثف عند المسلم لاستحضار مراقبة الله، الذي لعله لا يبلغ ذروته في أي شهر من الشهور الأخرى.

مما لا شك فيه أن هذا المستوى العالي من الوعي واستحضار مراقبة الله لنا يكون الحالة المعروفة باسم "التقوى"، والتي تؤدي إلى اعتماد أسلوب حياة معين عند المسلمين مدة ثلاثين يوم وليلة من شهر رمضان، مما يجعل حتى الأكثر غفلة منا يرفعون معنوياتهم ويتمكنون من الوصول إلى جهود كبيرة ومشهودة من العبادة والروحانية. كون الناس أكثر وعيا بالله تلقائيا يؤدي إلى مزيد من الذكر عندهم خلال شهر رمضان.

في عمق داخلنا وفي قلوبنا، يشعر العبد بالذنب والأسف ويعترف للخالق كيف قد أهمل فيما يتعلق بالالتزامات الإسلامية على مدار العام، ونتيجة لذلك فإن معظم الناس مهما كانوا غير متدينين ظاهريًا يلجؤون للتضرع إلى الله خلال هذا الشهر، والعودة إلى الوراء، والتوبة والاستغفار، وهكذا كثير من المصلين الصائمين يجدون أنفسهم قد تحولت في كثير من الأحيان بشكل جدي، بفضل الله ثم أدعيتهم خلال شهر رمضان.

من أمثلة أوقات استجابة الدعاء: قبل الإفطار عند الصيام عندما يقترب الأذان لصلاة المغرب، كما أن هناك ظروف معينة خلال شهر رمضان يستجيب الله فيها ويهبنا إليها بشكل متكرر وخاص، وباهتمام حصري، هذا يتيح لنا مرارًا وتكرارًا فرصة للشروع بجدية في الأدعية الخاصة بتلك الأوقات والظروف. 

ضمن هذه الأوقات نجد كذلك الثلث الأخير من الليل، عندما يستيقظ معظمنا بشكل يومي للمشاركة في وجبة السحور قبل الفجر، حيث لا ينفرد المجدون بالدعاء فحسب، لكن يشمرون على سواعدهم ويستفيدون من رمضان للسعي في عبادات ذات الصلة، على سبيل المثال إعطاء الصدقات للمحتاجين، أو قراءة جزء من القرآن الكريم مع كامل الانتباه والحرص والتركيز، بشكل صحيح ورخيم.

عندما يفكر الإنسان في دعاء الله ليمنحه كل ما يريد خلال شهر رمضان، أي نوع من قائمة هذه الأشياء يمكن أن تأتي في ذهنه؟ بالنسبة لمعظمنا، المسائل الدنيوية الشخصية تهيمن على قوائم الدعاء لدينا، درجات جيدة في الدراسات، والقبول في الجامعة التي نريد، مهنة ترفع الشأن، وظيفة أو ترقية قد يتمنى الإنسان كذلك أن يرزق بمولود، أن يعالج من مرض، أو غير ذلك من المقاصد الدنيوية المادية، السطحية والمؤقتة مثل منزل كبير، سيارة براقة ومكلفة، أو أرباح أعمال خيالية.

في أكثر الأحيان، نركز في الغالب على احتياجاتنا ورغباتنا الدنيوية العاجلة عندما ننقلها إلى الله في الأدعية، وخصوصًا خلال شهر رمضان، حيث نريد الاستيلاء على لحظات ذهبية في صحوتنا ويقظتنا للنفع الخاص، وربما ننسى شكر النعم، لدينا فورية الغريزة الدنيوية على المدى القصير، والاحتياجات، والرغبات والنزوات تحتل عقولنا عندما يحين الوقت لتحري الاستجابة، بينما لا حرج في الحصول على المساعدات والإغاثة من الله، إلا أنا بحاجة إلى أن تكون لدينا رؤية أكبر للغاية، تضم الشأن العام والحساب بعد الموت.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

معاد كوزرو

كاتب إسلامي

  • 16
  • 0
  • 27,313

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً