الاتصالات الحديثة آداب ومحاذير

منذ 2015-06-08

فهذه التقنية الحديثة، تقنية التواصل والاتصالات ذات آداب وأخلاقيات، يجب مراعاتها، والعناية بها

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى من بين أنبيائه وإخوانه. أما بعد،

فهذه التقنية الحديثة، تقنية التواصل والاتصالات ذات آداب وأخلاقيات، يجب مراعاتها، والعناية بها، ومن أهمُّهَا:

أولاً، النية الصالحة في استعمالها واستخدامها، فتكون في الاستعانةَ بِهَا علَى الطاعاتِ، وقضاءِ الحاجاتِ، مبتعدًا عن الأذية للمسلمين والمسلمات، فإنَّ الأذَى يُنافِي الدينَ، ويصِلُ بصاحبِهِ إلَى البُهتانِ الْمُبينِ، قالَ اللهُ العليم: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [الأحزاب:58]، فإيَّاكَ يَا عبدَ اللهِ أَنْ تُؤذِيَ المؤمنينَ فِي تَتَبُّعِ العوراتِ، ونَشْرِ الشائعاتِ عبْرَ وسائلِ الاتصالاتِ، لأنَّ ذلكَ يَتنافَى معَ الأخلاقِ الفاضلةِ، والمروءةِ النبيلةِ، يقول صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِى بَيْتِهِ» (أخرجه الإمام أحمد:20/33، وأبو داود:4880) عن أبي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيّ.

وعلى المسلم أن يحذر أشد الحذر من إيذاء المسلمين عامة والمصلين خاصة وذلك بجلب هذه الوسائل إلى بيوت الله، وتركها في وضع يتأذى منه عباد الله، فإن هذا منكر عظيم، وجرمٌ خطير؛ والأعظم من ذلك وأخطر أن يتجرأ بعض الناس بوضع منبهات من الموسيقى والغناء مما حرمه الله تعالى، فيجعل المنكر في بيوت الله، ويؤذي عباد الله، ألا فليتقِ الله كل متجرء على حدود الله وحرماته.

ثانيًا، عدم الإفراط في استخدامها، فالإفراط في استخدامها يؤدي إلى مشاكل اجتماعية من خلافات زوجية، وتفككات أسرية، وكذلك تؤدي إلى أمراض صحية خطيرة، وخاصة على الأطفال؛ فتأثير على العقل، وتلف لخلايا المخ، وضعف للبصر، وآلام الرقبة، والعمود الفقري، ومفاصل اليدين، وغيرها.

ثالثًا، الاستفادة من هذه التقنية بما يفيد، وتفعيلها التفعيل الإيجابي، وذلك من خلال الاستفادة منها في صلة الأرحام، ونشر الخير، وتقريب العلم الصحيح للناس، والتحذير من البدع والمنكرات، والتحذير من الكذب والشائعات.

رابعًا، الاحترازُ مِنَ المشاركة في وضع ونقل الأخبارِ الكاذبةِ، والأوهامِ الفاسدةِ، والأحاديث المكذوبة أو الضعيفة، والبدع المضللة، مِمَّا يتنافَى معَ الدينِ والأخلاقِ، والقِيَمِ والأعرافِ، ويُؤَثِّرُ علَى أديان وأخلاق المجتمعاتِ، وينشُرُ الفسادَ فِي الأرضِ.

خامسًا، احترام آداب المجالس والمُجَالسة، وبخاصة عند مجالسة الوالدين، فلا ينشغل عنهما بهذه الوسائل والتقنيات، فإن الانشغال بها عنهما من قلة الأدب والدين، ومما يجلب إيغار الصدور، وحلول البغضاء والشحناء.

سادسًا، عدم الانشغال بها أثناء قيادة السيارة وخاصة في الزحام، وذلك لما فيه من الخطر العظيم العام، فمن انشغل بوسائل التواصل والاتصالات أثناء القيادة ثم أدى به انشغاله بها إلى أذية نفسه أو غيره فإنه مفرط يأثم ويغرم.

سابعًا، عدم التساهل والتهاون في استخدامها، ومن ذلك الاستهانة في التعامل مع تقنية التصوير، فبعضهم يصور كلَّ ما بدا له حتى ربما بلغ به الحال إلى تصوير عائلته ومقتنياته الخاصة، فيفاجأ بعد تخلصه من تلك الصور والملفات لصيانة الجهاز أو بيعه أنه بإمكان الطرف المقابل استرداد جميع الملفات والصور حتى وبعد الحذف وبتقنية متيسرة، فكم جلب ذلك التساهل ابتداء من أمراض نفسية ومصائب اجتماعية يندى لها الجبين ويعتصر لها القلب، وقد أمرنا الباري بأخذ الحذر وتوخي وسائل السلامة في شؤوننا كلها، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ} [النساء:71].

المصدر: الموقع الرسمي للشيخ
  • 4
  • 1
  • 1,861

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً