تنبيهات الشيخ العلامة / بكر أبو زيد رحمه الله في بيان ما يجتنب في القنوت

منذ 2015-06-25

بسم الله الرحمن الرحيم

▪ التنبيه اﻷول : 

إن التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء
منكر عظيم ينافي الضراعة والابتهال والعبودية وداعية للرياء 
واﻹعجاب و تكثير جمع المعجبين به 
وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث
فعلى من وفقه الله وصار إماما للناس في الصلوات وقنت في الوتر 
أن يجتهد في تصحيح النية وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد بضراعة وابتهال متخلصا مما ذكر مجتنبآ هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بريه 

▪ التنبيه الثاني : 

يجتنب جلب أدعية مخترعة لا أصل لها فيها إغراب في صيغتها وسجعها وتكلفها حتى إن اﻹمام ليتكلف حفظها ويتصيدها تصيدآ ولذا يكثر غلطه في إلقائها ومع ذلك تراه يلتزمها و يتخذها شعارآ وكأنما أحيا سنة هجرتها اﻷمة! 

▪ التنبيه الثالث : 

يجتنب التزام أدعية وردت في روايات لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ﻷن في سندها كذابا أو متهم بالكذب أو ضعيفآ لا يقبل حديثه وهكذا 

وقد ذكرها الشيخ رحمه الله بالتفصيل
في كتابه : دعاء القنوت
وسوف اذكرها هنا سرد دون تفصيل ومن اراد التفصيل يرجع إلى الكتاب :

١- 
( تم نورك فهديت فلك الحمد ألى قوله : ولا يبلغ مدحتك قول قائل )
رواه أبو يعلى بسند ضعيف وﻷن فيه عدة علل.

٢- 
(يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ...) هذا أخرجه الطبراني في اﻷوسط بسند فيه من لا يعرف.

٣-
(اللهم لا تدع لنا ذنباً إِلا غفرته وَلاَ هماً إلا فَرجته، ولا ديناً إِلاَّ قَضَيْتَه،ولا حاجة من حوائج الدُّنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أَرحم الراحمين)
وهو دعاء حسن لا يظهر فيه محذور،لكن يحصل الغلط من جهات هي: هجر الصحيح، والتزام ما لم يصح، والزيادة فيه بلفظ محتمل وهو: في مقامنا هذا فيحتمل أن يكون شرطاً على الله فهو باطل، ثم الزيادة بسجعات أضعافها.

▪ التنبيه الرابع : 

و يجتنب قصد السجع في الدعاء و البحث عن غرائب اﻷدعية المسجوعة على حرف واحد 
وقد ثبت في صحيح البخاري عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال { فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه فإني
عهدت رسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب } 

ومن اﻷدعية المخترعة المسجوعة : اللهم ارحمنا فوق اﻷرض وارحمنا تحت اﻷرض و يوم العرض . 

▪ التنبيه الخامس : 

و يجتنب اختراع أدعية فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة
لما تحدثه في تحريك العواطف وإزعاج اﻷعضاء والبكاء و الشهيق و الضجيج و الصعق إلى غير ذلك مما يحدث لبعض الناس حسب أحوالهم وقدراتهم و طاقاتهم قوة و ضعفآ 
ومنه:
تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر، ومن أهوال يوم القيامة، أوصافاً وتفصيلات، ورَصَّ كلمات مترادفات،يخرجُ عن مقصود الاستعاذة، والدعاء إِلى الوعظ والتخويف والترهيب 
وكل هذا خروج عن حدِّ المشروع، واعتداء على الدعاء المشروع وهجر له واستدراك عليه وأَخشى أَن تكون ظاهرة ملل وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيبطلها 

▪ التنبيه السادس : 

و يجتنب التطويل بما يشق على المأمومين ويزيد أضعافآ على الدعاء الوارد فيحصل من المشقة واستنكار القلوب وفتور المأمومين مما يؤدي إلى خطر عظيم يخشى على اﻹمام أن يلحقه منه إثم ..

▪ التنبيه السابع :

و يجتنب إيراد أدعية تخرج مخرج الدعاء لكن فيها إدلال على الله تعالى حتى إنك لتسمع بعضهم في أول ليلة من رمضان يدعو قائلاً :_ اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا_ وقد يدعو بذلك في آخر رمضان ولا يقرنه بقوله: _وتجاوز عن تقصيرنا وتفريطنا _

▪ التنبيه الثامن : 

ويترك زيادة ألفاظ لا حاجة إليها 
في مثل قول الداعي : اللهم انصر المجاهدين في سبيلك 
فيزيد عليها / في كل مكان أو / فوق كل أرض وتحت كل سماء / 
ونحو ذلك من زيادة ألفاظ لا محل لها بل بعضها قد يحتمل معنى مرفوضا شرعآ 
ومن اﻷلفاظ المولدة لفظة : ( الشعب ) 
في الدعاء المخترع : واجعلهم رحمة لشعوبهم .. 
وهو من إطلاقات اليهود من أنهم شعب الله المختار
ولا يلتبس عليك هذا بلفظ الشعب في ( باب النسب ) فلكل منهما مقام معلوم لغة 

▪ التنبيه التاسع : 

ولا يأتي اﻹمام بأدعية ليس لها صفة العموم
بل تكون خاصة بحال ضر أو نصرة ونحو ذلك 
ومنه : الدعاء بدعاء نبي الله موسى عليه السلام في سورة طه من ٢٥ _ ٣٥ 
ومنه : دعاء اﻹمام بمن معه : اللهم أحينا ما كانت الحياة خيرآ لنا
و توفنا إذا كانت الوفاة خيرآ لنا .

لما ثبت في الصحيحين من حديث أنس
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم { لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لابد فاعﻵ فليقل : اللهم أحيني ..} 
وعليه ترجم النووي رحمه الله
في اﻷذكار بقوله : باب كراهية تمني الموت
لضر نزل باﻹنسان و جوازه إذا خاف فتنة في دينه 

▪ التنبيه العاشر :

ليس من حق الإِمام أَن يراغم المأمومين، ولا أن يُضارهم بوقوف طويل يشق عليهم، ويُؤمَّنُوْنَ معه على دعاء مخترع لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أَو يكونوا في شك من مشروعيته وبينما هو في حال التغريد والانبساط فهم في غاية التحرج والانزعاج 
ولو سمع بعض اﻷئمة ما يكون من بعض المأمومين بعد السلام من تألم وشكوى من التطويل وأدعية يؤمن عليها ولا يعرفها و تستنكرها القلوب ، لرجع إلى السنة من فوره 

فيجب على من وفقه الله وأم الناس في الصلاة
أن يتقيد بالسنة وألا يوظف مزاجه واجتهاداته مع قصور أهليته 
وأن يستحضر رهبة الموقف من أنه بين يدي الله 
ومن استحضر هذه المعاني في قلبه 
لم يقع في شيء من ذلك


كما يجب على المأموم إحسان الظن بإمامه في الصلاة
وأن يتحلى بالتحمل وأن لا يبادر إلى الاستنكار إلا بعد التأكد من أهل العلم الهداة ومن ثم يكون تبادل النصيحة بالرفق واللين والبعد عن الشنيع وإلحاق اﻷذى به ومن فعل فقد احتمل إثما.


سعيد آل بحران

  • 4
  • 0
  • 34,806

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً