الموقف الباكستاني من حرب اليمن

منذ 2015-07-06

تتمتع باكستان بعلاقات عميقة مع السعودية تمثلت في دعم المشروع النووي الباكستاني وكذلك تزويد باكستان بالنفط بدون مقابل خلال مواجهتها مع الهند في سبعينات القرن الماضي، كذلك التبادل التجاري الذي يصل إلى 35 مليار دولار، وعمالة باكستانية في السعودية وحدها تقدر بــ 2 مليون عامل.. بخلاف الدعم الخيري للمؤسسات التعليمية والطبية والدينية في باكستان.

* تتمتع باكستان بعلاقات عميقة مع السعودية تمثلت في دعم المشروع النووي الباكستاني وكذلك تزويد باكستان بالنفط بدون مقابل خلال مواجهتها مع الهند في سبعينات القرن الماضي، كذلك التبادل التجاري الذي يصل إلى 35 مليار دولار، وعمالة باكستانية في السعودية وحدها تقدر بــ 2 مليون عامل.. بخلاف الدعم الخيري للمؤسسات التعليمية والطبية والدينية في باكستان.

* لباكستان حدود برية طويلة مع إيران، ولا يزيد حجم التبادل التجاري بين الطرفين عن مليار دولار يصب في صالح الميزان التجاري الإيراني. عام 2010 وقعت إيران وباكستان اتفاقية لإنشاء خط لنقل الغاز الطبيعي إلى الهند مرورا بالأراضي الباكستانية بطول يزيد عن 700 كلم، كان من المفترض أن يكتمل المشروع خلال عامين لكن تم تعطيله بسبب متطلبات هندية، من فوائد المشروع أن تقوم إيران بتزويد باكستان بالغاز لمدة 25 عام بدأ من عام 2014، يوجد كذلك قضية بلوشستان التي تمثل قضية شائكة حيث تشن جماعات سنية بلوشية هجمات تستهدف الجيش الإيراني على طول الحدود مع باكستان.

* صناعة القرار السياسي في باكستان يرجع إلى المؤسسة العسكرية التي تحكم البلاد منذ نشأت البلاد، يتمتع رئيس الوزراء نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية بأغلبية في البرلمان بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة عام 2013. احتضنته السعودية منذ عام 1997 بعد الإطاحة به من قبل برويز مشرف قائد الجيش في حينه، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع أركان الحكم في السعودية، لكن البرلمان الذي يمتلك أغلبية فيه صوت بالإجماع لصالح رفض طلب السعودية بشأن تقديم دعم عسكري باكستاني في الحرب على الحوثيين.. الاعتقاد السائد أن باكستان التي يعيش جيشها حالة استنفار دائم على طول الحدود مع عدوها الأبدي الهند، وتحارب حركة طالبان في بلوشستان وتعيش حالة توتر طائفي بين السنة والشيعية حيث يمثل السنة فيها 80% والشيعة يمثلون أكثر من 40% من شيعة العالم، ترفض الانجرار في حرب ستهدد بشكل استراتيجي الحفاظ على سيادتها، أو أنها تريد ثمن أكبر مقابل التدخل في الحرب التي إن تطورت لتدخل مباشر من إيران ستشعل حربا على طول الحدود بين البلدين.

* تركيا.. لن تؤثر في مجريات الصراع ولن تقدم أكثر مما قدمته في سوريا، لأنها ترتبط بإلتزامات اقتصادية ضخمة مع إيران أولها أنها تستورد 20% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من إيران بخلاف الطائفة الشيعية الموجود في تركيا وكذلك العمق الاقتصادي الإيراني المتغلغل في تركيا.

* أمام السعودية بشأن باكستان عدة خيارات أولها اللعب على وتر المصالح الاقتصادية، أو استخدام ورقة الجماعات الإسلامية التي تمثل عمق الشارع الباكستاني والتي فعليا بدأت تخرج مظاهرات في بيشاور وإسلام أباد ولا هور.. وستأتي ثمارها عما قريب، ولا أستبعد أن يطرأ تغير على الموقف الباكستاني خلال الأيام المقبلة إذا تطورت مستويات المعركة.

* قرار مجلس الأمن الأخير الذي وقف مساندا للمملكة يعكس انتكاسة جديدة لإيران، لذلك ستقوم السعودية بإستخدام الحرب لتوفير بيئة مناسبة تخرج منافسين جدد على الساحة اليمنية للحوثيين، لكن يبقى الرهان على الجماعات الإسلامية في اليمن التي من الممكن بشكل قاطع أن تكون البديل الثالث.


مجلة البيان
أحمد أبو دقة

  • 0
  • 0
  • 1,742

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً