فائدة تساعد فى فهم العديد من آيات القرآن: الاستثناء المنقطع

منذ 2015-07-20

قال الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [الفرقان:57]، قد يفهم البعض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل الناس أجراً على دعوته إلا إن أحب أحد أن يتخذ إلى الله سبيلاً بإعطاء النبي أجراً! وهذا فهم خاطئ سببه عدم معرفة الناس بمفهوم الاستثناء المنقطع.

1. قال الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [الفرقان:57]، قد يفهم البعض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل الناس أجراً على دعوته إلا إن أحب أحد أن يتخذ إلى الله سبيلاً بإعطاء النبي أجراً! وهذا فهم خاطئ سببه عدم معرفة الناس بمفهوم الاستثناء المنقطع.

في الاستثناء المنقطع فإن ما بعد حرف (إلا) ليس جزءاً مما قبلها.

فتقدير الكلام: لا أسألكم على دعوتي أجراً وإنما من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً بالإنفاق في أوجه الطاعات فليفعل، ولا أريد أنا من هذا الإنفاق شيئاً.

وذكر بعض المفسرين أيضاً تقديراً آخر معناه: لا أسألكم على دعوتي أجراً. إنما إن اتخذتم سبيل الإسلام والطاعات فهذا أجري لما أناله من الله تعالى ثواباً على ذلك.

2. كذلك قوله تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} [الشورى من الآية:23]، قد يفهم البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يطلب من قومه أجراً على دعوته إلا أن يودوه، وليس كذلك، فلو طلب منهم مودة لأجل الدعوة فهو قد طلب إذن نوعا من أنواع الأجر.

إنما معنى الآية: لا أسألكم على التبليغ أجراً البتة، وإنما أسألكم المودة لأجل القربى التي بيني وبينكم، فمودتكم لي لقرابتي مما تقتضيه مروءتكم.

فهذا أيضاً استثناء منقطع، وحتى طلبه منهم أن يودوه كان لصالح دعوته عليه الصلاة والسلام، قال ابن عاشور في (التحرير والتنوير): "وإنما سألهم المودة لأن معاملتهم إياه معاملة المودة معينة على نشر دعوة الإسلام، إذ تلين بتلك المعاملة شكيمتهم فيتركون مقاومته فيتمكن من تبليغ دعوة الإسلام على وجه أكمل" فصارت هذه المودة غرضاً دينياً لا نفع فيه لنفس النبيء صلى الله عليه وسلم".

3. مثال أخير نورده من أمثلة الاستثناء المنقطع: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ . إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر:30-31]، لا يعني الاستثناء أن إبليس من الملائكة، بل ما بعد (إلا) في الآية منقطع عما قبلها، فيصبح المعنى: سجد الملائكة ولم يسجد إبليس.

والله تعالى لأعلم وأحكم. 

  • 25
  • 0
  • 45,927

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً