نقض عرى الإسلام
كثير منهم لا يصلي رأسًا، ومنهم من يصلي رياء وتكلفًا، وعلى كل فهذا آخر الزمان وعرى الإسلام تنقض يومًا بعد يوم شيئًا فشيئًا..
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «
معنى الحديث: النقض هو الحل، ونقض الأمر إفساده بعد التئامه، وعرى الإسلام ما يتمسك به من أمر الدين ويتعلق به من شعب الإسلام، وقوله: « » أي نقضًا متتابعًا « » أي يعلقوا بها « » أي القضاء..
قال المناوي: "وقد كثر ذلك في زماننا حتى في القضية الواحدة تنقض وتبرم مرات بقدر الدراهم.
وكذلك تبعًا للأهواء لضعف الإيمان في النفوس، وتبدلت الأحكام الإِسلامية بالأحكام الطاغوتية وقوله «وآخرهن الصلاة» أي آخر ما تنقض من عرى الإسلام الصلاة، لأنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي تميزه، ويتركها الناس وإن أتوا بها أتوا بها على صفة لا تقبل كما قد وقع ذلك في دهرنا، فقد يمتلئ المسجد بالرجال ما فيهم من يقيم أركان صلاته ولا من يقول له أقمها..
ولذلك فإنها تكون من آخر ما ينقض ويترك، ولو نظرت في حال المسلمين لرأيت بوادر نقضها وتركها بارزة للعيان فكثير منهم لا يصلي رأسًا، ومنهم من يصلي رياء وتكلفًا، وعلى كل فهذا آخر الزمان وعرى الإسلام تنقض يومًا بعد يوم شيئًا فشيئًا، فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، هذا مجمل ما ذكره المناوي في ذلك الحديث" (انظر: فيض القدير والتنوير للمناوي).
- التصنيف: