من كاتبةٍ أمريكيَّة إلى كلِّ فتاةٍ سعوديَّة

منذ 2009-02-21

فقد خاطبتْ السعوديين والسعوديات خطاباً قويّاً قائلة لهم: "إنّ لديكم أشياء كثيرة تجعلكم تشعرون بالفخر، ولكنّ أدبكم الجمّ ورقَّتكم قد سمحت للغرب أن يطأكم بقدميه، وأن يصفكم بأنّكم مصدر تهديد للديمقراطية والعالم، يجب عليكم ألاّ تسمحوا بأن يستمر هذا الشيء".

(تانياسي هسو) اسمٌ ليس له علاقة بأسمائنا العربية، ولم يدرج على ألسنة أبناء وبنات المملكة العربية السعودية، اسمٌ لفتاة أمريكية خالصة، لا تجري في عروقها دماؤنا، ولا في بشرتها ألواننا، ولكنّه اسم أصبح مهمّاً بالنسبة إلينا لأنّه ارتبط ببلادنا ارتباطاً قويّاً، فوجّهت إلينا صاحبته رسالة قويّة، واضحة جليّة.

إنّنا نوجِّه ما يشبه هذه الرسالة إلى قرّائنا وقارئاتنا كثيراً، ولكنّ رسالة (تانياسي هسو) تكتسب أهميّة خاصة في هذه المرحلة التي لم نعد نلتفت فيها كثيراً إلى هجوم كُتّاب الأعداء على بلادنا وقيمنا من خارج بلادنا، لأنّنا قد شُغلنا بهجوم بعض كتّابنا وكاتباتنا على بلادنا وقيمنا من عقر دارنا.

نعم، إنّ ما كتبته هذه الفتاة الأمريكية عن خصوصية المملكة، وجمال التزامها، وجلال أخلاقها وقيمها، وعظمة محافظتها، وما سطَّرتْه عن جمال وجلال وعظمة حجاب المرأة المسلمة، وعن شعورها بالاعتزاز والطمأنينة والراحة، حينما ارتدت الحجاب ساترة جسدها ورأسها الذي عرّته (المدنيّة الغربيّة الزائفة)، إنّ ما كتبته يُعَدُّ بمنزلة الجوهرة الغالية المهداة إلى معظم أبنائنا وبناتنا الملتزمين بمبادئنا وقيمنا، وبمنزلة التنبيه لفئة قليلة من أبنائنا وبناتنا.

إنّه مقال متميِّز لهذه الكاتبة الأمريكية نشرته جريدة (عرب نيوز) وترجمته جريدة الرياض، ونشرته تحت عنوان (خطاب مفتوح للسعوديين) في يوم الثلاثاء 30-4-1426هـ، ويا له من خطاب جميل!!

نحن - والله - في غنى عن أيِّ أحدٍ من العالمين يقنعنا بما في ديننا من الفضائل، وما في بلادنا (المملكة العربية السعودية) من الخير العميم، وفضائل الالتزام بشرع الله، وخصوصية المظاهر المتميِّزة للتديُّن المعتدل.

ولكنّنا نفرح بكلمة الحقِّ التي ينطق بها غير المسلمين من أهل الوعي والعقل والإنصاف من الرجال والنساء الذين يرون ببصائرهم حقيقة ما نحن عليه من الحقِّ المبين.

تقول الكاتبة الأمريكية: "ولم يمثِّل ارتدائي للحجاب، وعدم تمكُّني من قيادتي للسيارة خلال المدة التي قضيتها في المملكة أيّ مشكلة بالنسبة لي، وبعد أربعة أسابيع، طرت إلى أتلانتا مرتدية الحجاب، ليس فقط لأختبر ردّ فعل الأمريكيين، ولكن لأنّه كان مريحاً وعمليّاً، ولقد أضفت لحجابي في سوق البدو بالرياض البرقع وأدركت لأوَّل مرَّة في حياتي بأنّ الرجال يتحدثون إليّ باحترام وتقدير، دون أن يكون لجسدي (كامرأة) أثر في ذلك التقدير".

إنّ هذا الكلام يذكِّرني بكلام قالته (الليدي ديانا) بعد أن زارت الرياض قبل موتها بسنوات، وعاشت أياماً مع النساء بحكم وضعنا الاجتماعي، فقالت: "ما كنت أتوقع أن أحظى بهذه الراحة النفسية الكبيرة التي وجدتها في انعزال مجتمع النساء عن الرجال، حيث تبتعد المرأة عن نظرات الفضول التي تؤذي المشاعر من قِبل الرجال الذين لا يمكن أن يتركوا عادتهم المتأصِّلة في نفوسهم المتمثِّلة في مراقبتهم لجسد المرأة المكشوف، مهما كانت المخالطة!!".

لقد قالت الكاتبة الأمريكية (تانياسي هسو) كلاماً مهمّاً، يجدر بكلِّ من يشكِّك في قيَم بلاده، وخصوصية ثقافتها أنْ يُعيد قراءته مرّات ومرّات.

فقد خاطبتْ السعوديين والسعوديات خطاباً قويّاً قائلة لهم: "إنّ لديكم أشياء كثيرة تجعلكم تشعرون بالفخر، ولكنّ أدبكم الجمّ ورقَّتكم قد سمحت للغرب أن يطأكم بقدميه، وأن يصفكم بأنّكم مصدر تهديد للديمقراطية والعالم، يجب عليكم ألاّ تسمحوا بأن يستمر هذا الشيء".

رسالة واضحة جاءت في الوقت المناسب نوجِّهها بصفة خاصة إلى بعض مثقّفينا ومثقّفاتنا الذين يظهرون في بعض البرامج الفضائية، لعلّهم يسمعون من الكاتبة الأمريكية ما لم يسمعوه من علماء بلادهم ومفكِّريها ومثقَّفيها ودعاتها المعتزِّين بخصوصيَّة بلادهم.

وهي رسالة خاصّة إلى كلِّ فتاة سعودية أوصلها الوَهم إلى درجة كشف حجابها، وتبرُّجها، ومهاجمتها ببعض الكلمات لمظاهر المحافظة المتميِّزة في بلادها.








عبد الرحمن بن صالح العشماوي

الشاعر المعروف أستاذ النقد الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 15
  • 0
  • 14,992
  • مُحمد أبو البراء

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أما بعد، فأسأل الله تعالى أن يبارك في كاتب هذه المقالة وأن يجزيه خير الجزاء وأرجوا من الأخوةالقائمين على الموقع ألا يدخروا جهدًا في عرض مثل هذه الأشياء الفعالة عسى الله أن ينير قلوبًا حال بينها وبين الحق ظلمات الضلال والجهل وأسأل الله تعالى أن يعم هذا الخير الذي تحظى به المملكة كل بلاد المسلمين وخاصة بلدي الحبيبة مصر إنه القادر على الجليل والجلل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
  • أم آمنة

      منذ
    [[أعجبني:]] حقا ان نظرات الرجال تترك اثرا سيئا فى النفس وقد شعرت بذلك حقا بعد ان اصبت بفتنه شديده وخلعت حجابى وعملت فى مجال السياحه وتشبهت بالغرب ثم والله كاننى اتنفس تحت الماء ماشعرت بالامان فماتحملت ورجعت سريعاااا الى الله [[لم يعجبني:]] الكلمه اللتى لم تعجب اختى فى الله منى ام القاسم
  • ولاء

      منذ
    [[أعجبني:]] وأنا أيضا من مصر أغبط السعوديات على ما يحظونه من ستر في بلادهم رغم ما يوجد في مصر من إلتزام إلا إنه ليس كما عندهم بالله عليكم حافظوا على نعمة الستر ولا تضجروا منها بحجة التشبه بالمدنية .
  • ابن بطيح

      منذ
    [[أعجبني:]] هاكذا ســفـيرات الاسلام,, نعم السفيرة مثل تلك الفتات وياليت بنات قومي يعلمون ماأصبحت هي فيه من جنة
  • أبو تسنيم

      منذ
    [[أعجبني:]] إن الله لينصر هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل....... وددت لو أن كل مسلمة قرءت هذا المقال لتفتخر بدينها
  • sakina

      منذ
    [[أعجبني:]] ما شاء الله طبعا بلا شك لها الحق فيما قالت و نحمد الله على نعمة الاسلام اعجبني المقال كثيييييييييرا وهذه دعوة لكل الفتيات العربيات المسلمات ليس فقط للسعوديات ...
  • منى القاسم

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني مضمون المقال الذي يلفت نظر الشباب المسلم الى البيئة الاسلامية السعودية من منظور "الغرب". [[لم يعجبني:]] اولا اتوجه بالشكر الى كاتب المقال و من ثم اتوجه اليه بالسؤال التالي: ما المقصود ب مصطلح "تدين معتدل" الذي ورد في المقال؟؟ هل يوجد في ديننا الاسلامي تدين متطرف و تدين معتدل؟؟ اعتقد ان الجواب هو لا. اتمنى من كاتب المقال ان لا يكون قد استعان ببعض مفردات اولئك " المثقفين و المثقفات" الذين يظهرون في البرامج الفضائية.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً