حوارات أهل القراءات - (3) المقرئ د. وليد بن إدريس المنيسي

منذ 2015-10-02

هذا الحوار الثَّالث ضمن سلسلة من حوارات أهل القراءات في العالم الإسلامي، ممن عُرِفوا بالقراءة والإقراء، يطيب لنا في هذه الحلقة أن نتعرَّف على عالم من علماء القراءات بالولايات المتحدِّة الأمريكية، إنَّه الشَّيخ المقرئ المتفنن د. أبو خالد وليد بن إدريس المنيسي -سدَّد الله خطاه- شاكرًا له تفضله في إتاحة هذه الفرصة، أن يكون ضمن هذه السلسلة.

* نرحب بكم ضيفًا على قسم القراءات بملتقى أهل التفسير.
تشرَّفتُ بكم، وأسأل الله تعالى أن يبارك في ملتقى أهل التفسير، وفي القائمين عليه.

السؤال الأوَّل: فضيلتكم شخصية معروفة بجهودها في مجال الإقراء في الولايات المتحدِّة الأمريكية، لكنَّ متابعي ملتقى أهل التفسير بحاجة إلى مزيد معرفة عن شخصكم الكريم؟
هذا من تواضعكم وحسن ظنكم، وأسأل الله تعالى عفوه ومغفرته.

وأمَّا التَّعريف بي فأنا العبد الفقير: وليد بن إدريس بن عبد العزيز المنيسي (السُلَميّ نسبًا) حيث إنَّ جدي منيسي هاجر من مدينة درنة في ليبيا إلى مصر، وهو من قبيلة أولاد علي، إحدى قبائل بني سليم.

(الإسكندري مولدًا ونشأة ) نسبة إلى مدينة الإسكندرية بمصر، حيث ولدتُ بها ونشأتُ بها.

(الحنبلي مذهبًا) حيث أنتسب إلى الإمام المبجل أحمد بن حنبل ، وأقتدي به في عقيدته وفقهه.

ولدتُ في الإسكندرية سنة 1386هـ = سنة 1967م.

وأتولَّى حاليًّا رئاسة اتحاد الأئمة بأمريكا NAIF ، وأعمل رئيسًا للجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا IUMN، وعضوًا في لجنة الإفتاء بمجمَّع فقهاء الشريعة AMJA، وأستاذًا بجامعة جراديوت ثيولوجيكال GTF.

تخرجتُ من كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم اللغة العربية وآدابها سنة 1988 م، ثم حصلتُ على الماجستير في الفقه، والدكتوراه في الدراسات الإسلامية.

وحصلتُ على إجازات عديدة في القرآن الكريم بقراءاته العشر الصغرى والكبرى وفي الحديث الشَّريف.

وعملتُ مدرسًا للغة العربية والدراسات الإسلامية في عدد من المدارس المتوسطة والثانوية في مصر والسعودية من سنة 1988 م إلى 1998 م.

وعملتُ إمامًا بعدد من المساجد بمصر وأمريكا وداعية بمكتب الدعوة والإفتاء بالسفارة السعودية بأمريكا.

وقمتُ بتدريس القراءات القرآنية منذ عام 1412 هـ الموافق 1991 م في عدد من المساجد بالسعودية ومصر وأمريكا، وتخرج على يدي بحمد الله أكثر من مائة طالب، بعضهم حصل على إجازة منه بالقراءات العشر الكبرى، وبعضهم بالعشر الصغرى، وبعضهم بقراءة أو أكثر.

وشاركتُ بأبحاث علميَّة ومحاضرات في مؤتمرات وندوات بالكويت والبحرين وقطر والمغرب وأمريكا وكندا وأوروبا.

وأنا متزوج ولي ثلاثة أبناء وثلاث بنات أسأل الله أن يحفظهم ويبارك فيهم.

السؤال الثاني: متى كانت بدايتكم مع القرآن الكريم والعلم الشرعي؟ ومن أبرز شيوخكم في بدايتكم هذه؟
البداية كانت مع والدي أسأل الله أن يحفظه ويرعاه، فعندما كنتُ في المرحلة الابتدائية كان والدي مديرًا ماليًّا لأكبر الشركات الحكومية لتصدير الأقطان في مصر برتبة وكيل وزارة، وهو متقاعد حاليًّا، ولم يمنعه عمله ومشاغله من تخصيص أوقات كل أسبوع في أثناء الدراسة، وكل يوم في العطلة الصيفية يجمعني مع أطفال الحي والجيران في المسجد القريب منَّا لتحفيظنا ما تيسر من القرآن الكريم، وتعليمنا ما تيسر من العقيدة والسيرة وقصص الصحابة، وكانت والدتي كذلك بارك الله في عمرها، تجمع البنات وتدرسهن كذلك، وكان والداي يوزعان جوائز رمزية على الأطفال لتشجيعهم على الحضور والمشاركة، فحفظتُ على يد والدي في المرحلة الابتدائية الأجزاء الأربعة الأخيرة من القرآن الكريم، من سورة الذاريات إلى الناس، ثم وجَّهني والدي إلى شيخ كريم توفي إلى رحمة الله اسمه الشيخ علي، وكان إمام مسجد مصعب بن عمير في الإسكندرية، حفظتُ على يديه بقيَّة القرآن الكريم، حتى ختمتُه بحمد الله، عندما كنتُ في الرابعة عشر من عمري، وفي نفس الوقت كنتُ بدأتُ في طلب العلم الشَّرعي عندما كان عمري 11 سنة، إلى جانب حفظ القرآن، كنتُ أحضر دروسًا في العقيدة والفقه والتفسير والحديث والنحو الصرف، ففي سنة 1978 كان عمري 11 سنة، وحضرتُ دورة علمية خلال أشهر الصيف في مسجد الإمام أحمد بن حنبل، بحي فلمنج في دراسة بعض الأبواب من كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب، وفقه الصلاة، وحفظ أحاديث مختارة قام بالتدريس فيها الشيخ الدكتور أحمد حطيبة -حفظه الله- وأجرى في نهايتها اختبارًا للطلاب وكنا نحو 40 طالبًا، وحصلتُ على المركز الثاني، وكان الحاصل على المركز الأول الدكتور إيهاب يحيى -حفظه الله-.

ثم من سنة 1979 مـ إلى 1989م أي منذ أن كان سنِّي 12 إلى 22 سنة لازمتُ دروس فضيلة الشَّيخ السَّيَّد بن سعد الدين الغباشي، والذي تتلمذ على علماء الحرمين ولازم الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله، عدَّة سنوات في عنيزة، ورجع إلى الإسكندرية سنة 1979 م، وشرع في التدريس فانتفعتُ بدروسه انتفاعًا كبيرًا، وتأسَّستُ على يديه وكنتُ أساعده في الخطابة والتدريس في مسجد الإمام أحمد بن حنبل. 

السؤال الثالث: إقامتكم بمدينة الرِّياض مدَّة جعلتكم تتفنون في دراسة العلوم الشَّرعية، فمتى كان قدومكم لها؟ ومن أبرز مشايخكم بالرياض في شتى العلوم الشرعية؟
قدمتُ إلى الرياض سنة 1410 هـ وأقمتُ بها إلى نهاية سنة 1418 هـ وأبرز مشايخي في الرياض:
1. الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله درستُ عليه في الجامع الكبير بمدينة الرياض، وفي جامع الأميرة سارة، وفي بيته من سنة 1410 هـ، إلى 1418 هـ في دروسه: في شرح الصحيحين وسنن النسائي وسنن الدارمي ومسند أحمد وكتاب التوحيد وتفسير ابن كثير وإغاثة اللهفان وغيرها من كتب السُّنة والعقيدة والفقه والتفسير.
2. الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله لازمتُه خمس سنوات من 1410-1415هـ، كنتُ أزوره في بيته كل يوم سبت بين المغرب والعشاء لأسأله عن المسائل التي تحتاج إلى توضيح في متون العقيدة والفقه، وقد كتب لي تزكيةً سنة 1410 هـ، وكتبتُ ترجمة له في مجلد بعد وفاته، ، وطبعت بالرياض.
3. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله درستُ عنده عدَّة دورات علمية في العقيدة والفقه بالرياض، وبالمسجد الحرام في رمضان.
4. الشيخ عبد الله بن غُدَيَّانَ رحمه الله درستُ عليه في شرح الكوكب المنير في الأصول والزاد في الفقه بمسجده بالرياض.
5. الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله درستُ عليه في شرح العقيدة الطحاوية وغيرها بمسجد الراجحي بالرياض.
6. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- درستُ عليه في شرح العمدة في الفقه بمسجده بحي الملز بالرياض.
7. الشيخ عبد الله بن قعود رحمه الله كنتُ أصلي معه كل جمعة وزرتُه في بيته رحمه الله، مرارًا واستفدتُ من علمه. 
8. معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- كنتُ أزوره كذلك في بيته وحضرتُ معه دروسًا كثيرة في مسجده، وكتب لي سنة 1415هـ، تقريظًا لكتاب مختصر اقتضاء الصراط المستقيم.

السؤال الرابع: علم القراءات قائم على التلقي والمشافهة، فما هو تخصصكم الجامعي الأكاديمي؟ وأين كانت دراستكم لهذا العلم؟ ومن هم أبرز مشايخكم فيه؟ ومن تراه له الأثَّر البالغ فيكم من مشايخكم وانتفعتم به أكثر من غيره؟
تخصصي الجامعي كان في اللغة العربية وعلومها من نحو وصرف وعروض وأدب وغيره، أمَّا القراءات فتأخر طلبي لها بسبب انشغالي بالعلوم الإسلامية الأخرى، فكانت أول دراستي للقراءات أنَّه كان لي زميل في الدراسة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم اللغة العربية اسم هذا الزميل الشيخ الدكتور سعيد ربيع حفظه الله وهو من المملكة المغربية، وهو الآن أستاذ بكلية الآداب في الرباط، وكان مبتعثًا للدراسة بمصر وقتها وهذا سنة 1985 م و1986 م، وعرفتُ منه أنَّه مجاز في القراءات من الشيخ أبي عبد الله منير المظفر التونسي تلميذ الشيخ عبد الفتاح القاضي، فعلَّمني أصول رواية ورش، وقرأتُ عليه من الفاتحة إلى آخر سورة آل عمران برواية ورش، ثم بعدما سافرتُ إلى الرياض للعمل بها سنة 1989 م = 1410 هـ ، لازمتُ فضيلة الشيخ الدكتور عباس بن مصطفى أنور المصري ––، وقرأتُ عليه ختمة برواية حفص من طريقي الشاطبية والطيبة، وختمة برواية ورش من طريق الشاطبية، وبعض القرآن بالقراءات العشر الصغرى، وأجازني بذلك.

ولازمتُ كذلك فضيلة الشيخ الدكتور إيهاب بن أحمد فكري حيدر -حفظه الله- المقرئ بالحرم النبوي الشريف حاليًّا، والذي كان مقيمًا بالرياض وقتها، وقرأتُ عليه ثلاث ختمات كاملات: ختمة برواية قالون وروايتي شعبة وحفص، والثانية: بطريقة الجمع بالآية وهي أصعب طرق الجمع بالقراءات السبع من الشاطبية، والثالثة: بالقراءات الثلاث من الدُّرَّة جمعًا بالآية كذلك، وأجازني بالقراءات العشر الصغرى.

ثم لازمتُ فضيلة الشيخ الدكتور محمد سامر بن محمد ممدوح النص وقرأتُ عليه ختمة جمعًا بالقراءات العشر الكبرى بتحريرات الزيات، وكنتُ أقرأ عليه يوميًّا في بيته، وأحفظ متن الطيبة وأسمع له كل يوم خمسة أبيات، وقرأتُ من أول القرآن إلى أثناء سورة الإسراء، وأجازني بالقراءات العشر الكبرى.

ثم شرعتُ في القراءة على فضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد بن عبد الله خليل رحمه الله شيخ القراء بالإسكندرية، شرعتُ في القراءة عليه في بيته في الإسكندرية، ثم بعدما سافرتُ إلى أمريكا، وسافر هو رحمه الله إلى السعودية، واصلتُ القراءة عليه عبر الهاتف، وقرأتُ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشر الكبرى، استغرقت ست سنوات، حيث كنتُ أسأله كثيرًا في التحريرات، وقرأتُ عليه بتحريرات الخليجي، وأجازني بالعشر الكبرى.

ثم قرأتُ أيضًا على آخرين منهم: فضيلة الشيخ مصباح بن علي بن إبراهيم ودن الدسوقي -حفظه الله-، قرأتُ عليه ختمة بالقراءات العشر الصغرى، وأجازني بها، وفضيلة الشيخ محمد يونس الغلبان قرأتُ عليه ختمة بالقراءات السبع من الشاطبية، وأجازني بها، وعلى آخرين.

وكل مشايخي بحمد الله لهم عليَّ أثر كبير، وأعترف لهم بالفضل، ولكن الشيخ عباس المصري رحمه الله والشيخ إيهاب فكري -حفظه الله- تركا فيَّ أثرًا كبيرًا في زهدهما وورعهما وبذلهما لوقتهما في الإقراء والتعليم، محتسبين لوجه الله، ولم أرَ على كثرة من رأيتُ من المقرئين مقرئًا يبذل نفسه ووقته للإقراء كما كان الشيخ عباس يفعل، كنَّا نذهب إليه في مسجده بحي البطحاء بالرياض، وكان يسكن في طابق علوي في عمارة عالية، فكان الطلاب ينتظرونه قبل الفجر أمام باب المصعد، فيقرؤون عليه في المصعد، وفي الطريق إلى المسجد، ثم بعد الصلاة والأذكار يقرؤون عليه إلى موعد ذهابه للعمل بالتدريس في الكلية الأمنية بحي النظيم، فيقرؤون عليه في السيارة إلى أن يصل نحو ساعة أو أقل قليلًا، ثم بعد انتهاء عمله يجد الطلاب ينتظرونه يقرؤون عليه في السيارة من النظيم إلى البطحاء، ثم من بعد العصر إلى منتصف الليل إقراء متواصل، ولا يترك ورده في القراءة، كان يختم كل أسبوع، وإذا اقترب الغروب وبقي عليه شيء من ورده يوقف المقرأة، ويقرأ هو من حفظه المتقن وتلاوته الحدر في الساعة 3 أجزاء.

السؤال الخامس: نرى لكم دروسًا متعدِّدة في القراءات والنحو والفقه والعقيدة، فكيف يستطيع طالب العلم الجمع بين القراءات والعلوم الشرعية الأخرى؟ فهل من توجيه في ذلك؟
غالبية علماء القراءات السَّابقين نجد في تراجمهم أنهم لم ينقطعوا عن العلوم الإسلامية الأخرى، وهم قدوة لنا في ذلك، ويستطيع الطالب بإذن الله أن يجمع بين القراءات وبين بقية العلوم الإسلامية بالاستعانة بالله تعالى والإكثار من الدعاء بالبركة في الوقت، ثم بحسن التنظيم لوقته بحيث يجعل جزءًا من يومه للإقراء ومراجعة القراءات، ويجعل بقية يومه لتعلم وتعليم العلوم الإسلامية الأخرى. 

السؤال السادس: إذا ذكرنا القراءات بالولايات المتحدة الأمريكية ذكرنا اسمكم في قائمتهم، فمتى كان قدومكم إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟ وما هو أبرز نشاطكم فيها في مجال الإقراء وتعليم القرآن الكريم؟
قدمتُ إلى الولايات المتحدة سنة 1998 م، وأقرئ القراءات بحمد الله في مسجدي، وقرأ عليَّ عدد كبير من الطلاب وأكثرهم الآن يقرئون في مساجدهم ومعاهدهم، وفي عام 2002 الميلادي اجتمع عدد كبير من أئمة المسلمين وقرروا إنشاء اتحاد يمثِّل أئمة المساجد والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدِّة، انضم له لاحقًا أكثر من سبعمائة إمام من جميع الولايات، هم معظم أئمة أمريكا، وصار مؤسسة كبيرة لها وزنها لدى الجهات الرسميَّة، ويقيم مؤتمرًا سنويًّا يبعث فيه الرئيس الأمريكي مندوبًا عن البيت الأبيض لإلقاء كلمة في ذلك المؤتمر السنوي، ويشارك فيه مسؤولون من حكومة الولاية التي يعقد فيها المؤتمر، حيث يتنقل بين الولايات بصفة دورية، والعبد الفقير هو الرئيس الحالي لاتحاد الأئمة ولمجلس أمنائه ثم إنه في عام 2007 الميلادي، ونظرًا لاجتماع عدد من القرَّاء المجازين في القراءات في الاجتماع السَّنوي لاتحاد الأئمة انبثقت فكرة تأسيس مشيخة للقراء تتولَّى تنسيق الجهود بين القراء وتوثيق الإجازات القرآنية وإقامة مسابقات على مستوى أمريكا لحفاظ القرآن وتشجيعهم على نيل الإجازة فيه، فتمَّ ذلك بحمد الله، وتمَّ انتخاب العبد الفقير كاتب هذه السطور شيخًا للقراء بالولايات المتحدِّة وذلك تواضعًا من إخواني، وإيثارًا منهم على أنفسهم، وإلا فأنا أقلُّهم شأنًا وجهدًا، وزارنا عدَّة مرات كل من شيخ قراء الشام الشيخ محمد كريم راجح، وشيخ المقارئ المصرية السابق الشيخ أحمد المعصراوي -حفظهما الله- وأثنوا خيرًا على جهود الإقراء بأمريكا ومستوى المقرئين بها بحمد الله.

السؤال السابع: نسمع عن المعهد العالي للعلماء والدعاة بالولايات المتحدِّة الأمريكية، فمتى تأسَّس؟ وما هدفه؟ ومن يقوم عليه بالإدارة والإشراف؟
هذا المعهد هو جزء من الجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا، والتي تأسَّست سنة 2006 م والتي تعتمد نظامين في التعليم، الأول التعليم المباشر، والثاني بالدراسة عن بعد، وتهتمُّ بتدريس الدراسات الإسلامية والعربية، باللغتين العربية والإنجليزية، في مجالات: (الشريعة وأصول الدين، والتربية واللغة العربية والقراءات القرآنية)، للمراحل التعليمية (البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه). 

وتضمُّ حاليًّا كلية واحدة، هي كلية الدراسات الإسلامية وبها أربعة أقسام:
الأول: قسم الشريعة وأصول الدين.
الثاني: قسم الدراسات التربوية الإسلامية.
الثالث: قسم اللغة العربية.
الرابع: قسم القراءات القرآنية.

وإجمالي عدد الطلاب الذين سجَّلوا بالجامعة ودرسوا بعض الفصول الدراسية بها أكثر من ألف طالب، وطلاب الفصل الدراسي الحالي حوالي (400 طالب) موزَّعين على القسم العربي، والقسم الإنجليزي، وفرع الجامعة بولاية كاليفورنيا.

السؤال الثامن: الناس مع التأليف أصناف وأنواع، وبدأت تظهر لكم بعض المؤلفات والتحقيقات، فما هي مؤلفاتكم؟ وما أحب كتبكم إليكم؟
من مؤلفات العبد الفقير:
1. الفتوحات الصمدية شرح رسالة العبودية -مجلد-.
2. نثر الفوائد شرح نظم القواعد -مجلد-.
3. منحة واهب الحلم شرح حلية طالب العلم -مجلدان-.
4. الخير الكثير شرح النظم الحبير -مجلد-.
5. الأرجوزة الوليدية في المواريث وشرحها.
6. شرح التحفة العراقية -مجلد-.
7. شرح الرسالة التبوكية -مجلد-.
8. شرح الإيمان الأوسط -مجلد-.
9. ترجمة الشيخ عبد الرزاق عفيفي وفتاويه -مجلد-.
10. أثر اختلاف القراءات الأربعة عشر في مباحث العقيدة والفقه (رسالة الماجستير).
11. منهجية إثبات الأهلة (رسالة الدكتوراة).
12. العمل القضائي خارج ديار الإسلام -كتيِّب-.
ومن أحب مؤلفاتي إليَّ "نظم بهجة الأرواح" وهو أبيات قليلة، لكن جعل الله فيه بركة، وحفظه وانتفع به في إقراء رواية حفص من طريق المصباح عدد كبير من الطلاب، كذلك رسالة صغيرة اسمها "المجالس الرمضانية" شرحتْ بلغات كثيرة وبارك الله فيها، و"متممة الرحبية" كذلك حفظها طلاب كثيرون من محبي علم الفرائض، وبارك الله فيها ولقيتْ قبولًا عند أهل العلم. 

السؤال التاسع: نرى في عصرنا هذا حرص كثير من الطلبة في الحصول على الإجازة غير مبال بالضبط والإتقان، فما نصيحتكم لأمثال هؤلاء؟
النصيحة لهؤلاء هي أنَّ الإجازة بلا إتقان عديمة الجدوى، بل يخشى على حاملها أن يلحقه وعيد المتشبِّع بما لم يعط، فإتقان الحفظ والقراءات أصولًا وفرشًا وتحريرات، بل وإتقان العلوم المكمِّلة لعلم القراءات، والتي يقبح بالمقرئ أن يجهلها مثل: الرسم، وعدِّ الآي، وعلوم القرآن، والنحو والصرف، والوقف والابتداء، هو الأهم والأساس، ثمَّ الإجازة تأتي لتكميل الأمر وتحسينه. 

السؤال العاشر: يقولون: أنَّ الشيخ قد يستفيد من بعض تلاميذه ما ليس عنده، فهل حصل معكم شيء مع تلاميذكم من هذا الأمر؟
نعم بلا شك استفدتُ من تلاميذي أكثر مما استفادوا هم منِّي، وقد كان من نعم الله العظيمة عليَّ أنه سبحانه أكرمني بتلاميذ من الرجال والنساء والصغار والكبار منهم من هو متميِّز بإتقان الحفظ، ومنهم من هو متميِّز بعلو الهمَّة في طلب العلم وتعليمه، ومنهم من هو متميِّز بالاجتهاد في العبادة، ومنهم من هو متميِّز بزهده وورعه، فدائمًا أجد في كل منهم ناحية تكون محل إعجاب منِّي وتقدير، وأسعى للاقتداء بهم فيها. 

السؤال الحادي عشر: لُوحظ إعراض كثير من طلبة العلم عن تعلُّم علم القراءات والتجويد، بحجَّة أنَّ مشاهير علماء الأمَّة سلفًا وخلفًا لم يُعرف عنهم اشتغال به. فما توجيهكم لذلك؟
أمَّا حفظ القرآن وإقراؤه فهو هدي النَّبي عليه الصلاة والسلام، ثم هدي صحابته الكرام الذين أقرؤوا التابعين بأوجه القراءة المختلفة، ثم نجد أنَّ الإمام أبو حنيفة قد قرأ على الأعمش وعلى عاصم، وأمَّا الإمام مالك فقد قرأ على نافع، وأمَّا الإمام الشافعي فقد كان يقرأ بقراءة ابن كثير المكي قرأ بها على ابن القسط صاحب ابن كثير، وأمَّا الإمام أحمد فقد قرأ بقراءة أبي عمرو وقراءة عاصم وقراءة أهل المدينة، واختار لنفسه اختيارًا في القراءة من بينها وكان يقرئ به، ويكفي أن ينظر الإنسان إلى فهرس كتب تراجم القرَّاء للذهبي أو لابن الجزري ليجد جملةً وافرة من أئمَّة الفقهاء والمحدثين قد تُرْجِم لهم مع القراء، فكيف يقال: إنَّ مشاهير علماء الأمة لم يشتغلوا بالقراءات.

وأمَّا التجويد فالأسانيد المتواترة التي نُقلت بها قراءات القرآن عن القراء العشرة، وفيها أنهم رفعوا هذا أو نصبوه أو جروه أو قرؤوه بالتاء أو بالياء إلى آخره، هي نفس الأسانيد التي فيها أنهم فخَّموا هذا أو رقَّقوه أو أدغموه أو مدُّوه إلى آخره، وحيث إنَّه لا يجوز مخالفة الرواية في فتح أو ضم فلا يجوز مخالفتها في صفة النطق بالحرف، وهي التجويد.

ومن أحكام التجويد ما تؤدي مخالفته إلى تحريف معاني القرآن كمن قرأ ((مستورًا)) بتفخيم التاء أو ((مسطورًا)) بترقيق الطاء، فإنه يلبس إحدى الكلمتين بالأخرى، وكذلك من فخم ((محذورًا)) أو رقق ((محظورًا)). 

السؤال الثاني عشر: ملتقى أهل التفسير من الملتقيات العلميَّة المتخصصة على الشبكة العنكبوتية، فهل لكم متابعة له مباشرة أو عن طريق تلاميذكم؟ وكلمة أخيرة لأعضاء الملتقى ومتابعيه؟
كما تفضلتم ملتقى أهل التفسير من خيرة الملتقيات العلميَّة، وقد استفدتُ منه كثيرًا وسجَّلتُ فيه منذ افتتاحه في أول تأسيسه، ومعرفي فيه هو (أبو خالد السلمي)، وما زلتُ أتابعه باستمرار وأستفيد منه دائمًا، ولكن للأسف فقدتُ بيانات الدخول إليه قبل فترة ولم أعد أتمكَّن من دخوله، ولعلها مناسبة لأطلب من إخواني القائمين على الملتقى أن يمدوني بكلمة المرور اللازمة للدخول إلى الملتقى.

وكلمتي الأخيرة لأعضاء الملتقى ومتابعيه هي: أنَّي أحبهم في الله تعالى، وأدعو الله أن يجمعني بهم في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في دار كرامته.

حاوره تلميذه:
أبو إسحاق: محمد بن سعيد بكران
ليلة الأربعاء: 11 ذو القعدة 1436هـ.

المصدر: ملتقى أهل التفسير
  • 5
  • 0
  • 9,303
المقال السابق
(2) المقرئ د. عبد السلام مقبل المجيدي
 

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً