ترجمة الشيخ إسماعيل عبد العال أحمد
إمام القراءات في اليمن في عصره بلا منازع حفظاً وإتقاناً وقوة استحضار وكثرة التلاميذ، لا يُسأل عن شيء يتعلق بالقراءات إلا أورد شواهده من المتون سليقةً، أحيا الله به علم القراءات في اليمن بعد أن أوشك على الاندثار
وصفه الدكتور عبد السلام مقبل المجيدي حفظه الله بـ (الإمام العابد المقرئ) وإنه لحريٌّ بتلك الأوصاف، فهو إمام القراءات في اليمن في عصره بلا منازع حفظاً وإتقاناً وقوة استحضار وكثرة التلاميذ، لا يُسأل عن شيء يتعلق بالقراءات إلا أورد شواهده من المتون سليقةً، أحيا الله به علم القراءات في اليمن بعد أن أوشك على الاندثار، وعابدٌ كثير التعلق بالله، رغم الابتلاء بالأمراض المتكررة، وكثرة الانشغال، إلا أنه كان صاحبَ صلاة وذكر وتلاوة وحث على الخير، سنوات عديدة وأنا أتردد على منزله في أوقات مختلفة فإن لم يكن منشغلاً بالإقراء فلا بد أن يكون في الصلاة أو الاستعداد لها، وقد أدخل غرفته وهو متهيئٌ للصلاة فيقول لي: "انتظرني أصلي ركعتين" فيمر وقت طويل جدّاً وهو ما زال في الصلاة، أخبرني بعد إلحاحٍ شديد عليه أن قراءته في الصلوات النوافل نحو خمسة أجزاء يوميّاً، وطلب مني أن لا أخبر بذلك، فقلت له: "لن أخبر بذلك في حياتك"، فسكت رحمه الله.
حدثت لي ظروف في أمر ما كادت أن تسبب لي الإحباط وشغلت بالي عن المذاكرة والاطلاع فذكرت تلك الظروف للشيخ فكان رحمه الله يدعوني في أي فرصة يجدها ويسألني عن أحوالي ويقول لي: يا بني أنا أضمن لك الفرج العاجل بإذن الله؛ لأن الله يقول: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف من الآية:30] ويكثر من الدعاء لي، وكان الأمر كما قال عليه سحائب الرضوان من الواحد المنان. ومقرئ متمكن محبٌّ للإقراء، شغوف به، يقضي أغلب ساعات نهاره وجزءاً كبيراً من ساعات الليل في الإقراء، حتى في حالة المرض والتعب لا يتوقف إلا للضرورة القصوى، كان بيته مفتوحاً لرواد القراءات ذكوراً وإناثاً، فأسأل الله تعالى أن يرفعه مكاناً عليّاً، وأن يكون به حفيّاً، وأن يجعله عنده مرضياً، وأسأله عز وجل كما جمعنا به في الدنيا على تعلُّم كتابه الكريم أن يجمعنا به في جنات تجري من تحتها الأنهار، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه النبيين عليهم أفضل الصلاة والتسليم، وجميع أحبتنا في هذا الملتقى المبارك، وسائر عباد الله الصالحين، اللهم آمين.
- التصنيف: