إعلام فاجر - الجزء الأول

منذ 2015-12-01

الفجور المقصود هنا هو الفجور بدلالته العامة التي تتجاوز الفجور في الخصومة المذموم شرعًا لأنه من علامات النفاق –والعياذ بالله-. وصفة الفجور هذه –على قبحها- لا تكفي لتشخيص الانحدار الفظيع الذي نشهده في الخطاب الإعلامي التغريبي، مع وجود حالات قليلة تبدر من وسائل إعلام غربية، فالقوم أشد مكرًا من الهبوط إلى المستنقع الذي يقيم عبيدهم في قاعه.

الفجور المقصود هنا هو الفجور بدلالته العامة التي تتجاوز الفجور في الخصومة المذموم شرعًا لأنه من علامات النفاق –والعياذ بالله-. وصفة الفجور هذه –على قبحها- لا تكفي لتشخيص الانحدار الفظيع الذي نشهده في الخطاب الإعلامي التغريبي، مع وجود حالات قليلة تبدر من وسائل إعلام غربية، فالقوم أشد مكرًا من الهبوط إلى المستنقع الذي يقيم عبيدهم في قاعه.

ولأن الطوفان مخيف، واستقصاءه متعذر، أختار هنا عناوين بارزة ونماذج فاقعة، تكفي كل ذي مروءة إلى ازدراء هذا الإعلام، الذي يجد متابعين -بكل أسف- وذلك لئلا يظن غير المتابع أنني أبالغ وأتجنى:

- موجة من الإرهاب الفلسطيني تجتاح إسرائيل:
هذا الانحطاط جاء على شريط قناة فضائية مصرية متجاوزًا أن بعض الإعلام الصهيوني يعف عن مستواه من الإسفاف، فكيف بخائن يزعم الانتماء إلى الإسلام؟ بل إن المثير للقرف أن هذا البوق الرخيص الذي يحقد على الشعب السوري لا يجد ما يبرر به جرائم نيرون العصر بشار الأسد، إلا افتراءه على الله تعالى وعلى خلقه، عندما يزعم أنه العربي الوحيد المرابط في وجه الصهاينة!!

- السعودية تدمِّر اليمن وإيران مظلومة والخليج فارسي:
هذه التوليفة المتناقضة أصلًا بالإضافة إلى الكذب البواح وقلب الحقائق، خلاصة ما ينبح به أحد المتشيعين خفيةً، مع حرصه على التظاهر بالعلمانية، لكنه يكاد يتخصص في الطعن بالصحابة الكرام وبرموز الأمة بعدهم كالإمام البخاري وشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله، حتى إن هذا المجرم حمَّل هؤلاء الأعلام الشوامخ وزر تفجيرات باريس، وهو عهر يترفع عنه أكثر إعلام أهل الكفر المحض!

ولكي نستكمل الصورة لهذا المسخ الذي يصر على وصف الخليج العربي بأنه "فارسي"، ينبغي التنبيه إلى أنه من المتشدقين بالعروبة!!

- أيها الأوربيون امنعوا اللاجئين السوريين ففيهم ألوف من الدواعش:
هذا ما تلح عليه قناة عربية اشتهرت بعدائها الفاضح لكل ما يتصل بالإسلام والمسلمين، ومن العجيب أنه إلحاحها على هذا التضليل، سبق هجمات باريس فقد بدأت فحيحها منذ اشتداد موجات اللجوء السورية قبل بضعة أشهر، وعندما وقعت تفجيرات باريس الأسبوع الماضي، تفردت القناة وموقعها على الإنترنت باختلاق تفاصيل خيالية عن جواز سفر سوري، عثرت عليه السلطات الفرنسية إلى جانب بقايا جثة شخص يقال إنه أحد الانتحاريين منفذي الهجوم.

وجاءتهم الصفعة من صربيا بعد أقل من ثلاثة أيام فقد حسمت الشرطة الصربية الجدل القائم حول "الجواز السوري" فقد اعتقل الأمن في صربيا رجلًا يحمل جواز سفر سوريًا مطابقًا بجميع تفاصيله لذلك "الجواز" المثير للجدل، الذي وُجد في باريس، وهو يحمل تقريبا نفس بصمات المُزَوَّر.

ولم يختلف الجواز الذي كان بحوزة الرجل المقبوض عليه في صربيا عن الجواز الذي وجد في مسرح هجمات باريس إلا بالصورة فقط، أما باقي البيانات فكانت متطابقة، وفق ما أوردت صحيفة "إندبندنت" في خبر نشرته يوم الثلاثاء وتولت ترجمته "زمان الوصل".

ويعد اختيار المزور لاسم "أحمد المحمد" مثيرًا للانتباه، حيث إن الاسم والكنية منتشران في عموم سوريا، ولا يمكن تمييز هوية صاحبهما، حتى في حالة كون الجوازين صحيحين، إلا بالعودة إلى بيانات تفصيلية أكثر مثل اسم الأم أو الجد، ومكان الولادة، وغيرها.

وإذا كانت الأبواق المصرية المشبوهة منسجمة مع الخط العام للنظام الحاكم ومواقفه الحقيقي منها والمفتعل، فإن أمر القناة المربية أكثر إلغازًا لأن ممارساتها الشائنة تتناقض مع المواقف السياسية الصريحة التي ينتهجها البلد الذي ينتسب مالكوها إليه!!

- العسكريون النصيريون الأسرى "دروع بشرية":
بعد اشتداد عدوان جحافل الكفر بدخول روسيا بنفسها ميدان ذبح الشعب السوري، وتفاقم جرائم الطيران الروسي وعميله الأسدي في حق أهل دوما العزل، عمد جيش الإسلام إلى وضع زنزانات حديدية محمولة على سيارات وضع فيها بعض الأسرى النصيريين، ومعظمهم عسكريون قتلة، وسارت تلك السيارات في الشوارع، في محاولة لردع القتلة عن قصف أسواق دوما بطيرانهم الغادر، فإذا بأبواق التغريب تمارس الكذب البواح، وتدَّعي أن "المتشدديين" يتخذون من المدنيين دروعًا بشرية!!

ومن بديهيات المصطلح أن وصف دروع بشرية ينطبق على مقاتلين يقتحمون مكانًا ويسوقون أمامهم مدنيين يهتم الأشخاص المهاجَمون لأمرهم، وهذا من السياسات الثابتة للعصابات الأسدية التي يتعامى عنها الغرب المنافق وعبيده الفجرة. 

 

منذر الأسعد 

  • 0
  • 0
  • 1,505

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً