أشواق الأمة

منذ 2016-01-02

كانوا فيما سلف يتغزّلون في وسطية واعتدال واستنارة أردوغان وحزبه وقيادته الحكيمة ، وما أتاحه لشعبه من حريةٍ ونهضةٍ اقتصاديةٍ وحياة كريمة ، والوجه الانساني والمشروع الحضاري الذي يحمله ويقدمه للعالم بشرقه وغربه كجزء من حضارة أمة التوحيد ، التي أراد أعداءها أن يجعلوا من فكر ووجوه داعش ، والقاعدة ، ومن نحا نحوهما سيفاً مسلطاً على رقاب هذه الأمة ، ففاجأهم أحفاد العثمانيين بما قدموا من مشروع صنعه وقاده رجال لم يُحقن لهم التوحيد في أوردتهم حقناً من حُقن و" سرنجات " ملوثة العقل والفكر ؛ وإنما هضموا التوحيد ومعانيه ، وعلومه ومراميه ، فسرى نوره في أوردتهم وشرايينهم فكراً سائغاً نقياً صافياً يصلح العقول والقلوب التي تتغذى عليه ، فلا تمخر سفن عروشهم في بحار دماء الأبرياء ، ولا يكون بقاء ملكهم بفناء ممالك غيرهم ، وقتلهم ، والاستمتاع بحرقهم وشيهم ، أو المنّ عليهم ببقائهم رهن الأسر في معتقلاتهم .
انقلبوا على أردوغان النظيف حين أصر أن يبقى نظيفاً أو أن يرحل نظيفاً كما بدأ ، ولا يلتئم شمله إلا مع صنوه من البشر ؛ فكل إلف يلوذ بإلفه... إن الطيور على أشكالها تقع .
ما إن تقاربت تركيا بقيادة الرئيس أردوغان ، مع المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، تلبيةً لأشواق الشعوب ، وإعلاءً لقيم الانسانية والتعاون على البر والخير والسلام ؛ حتى غلت مراجل قلوب بما يعتمل فيها من كراهية وشر ، وأحقاد وفتن ، لا تتقن في الحياة تغريداً بغيرها ، ولا تعرف من ألوان الطيف إلا لون الدماء التي تستمتع برؤيتها ، ولا تنتشي إلا حين تخر جباه العبيد بين أرجلهم ساجدين ؛ يتوسلونهم الحياة خدماً في بلاط قصورهم.
لقد تعلمنا أن قوانين السماء عادلة ، ولقد تواضعت العقول سلفاً وخلفاً أن سنن الله في خلقه ماضية ، وأنها لم تحابي يوماً نبياً ولا رسولاً ، وإنما شاءها المليك قوانين مجردة ، من أقامها واحترمها مسيرةً وكفاحاً فاز بالعاقبة سعادةً ونجاحاً ، ومن ظن أنه غالب لله فليناطح ما شاء من الأقدار .
إنني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عمن يوافقونني الرأي من شعوبنا المسلمة في مشارق المعمورة ومغاربها لأتقدم أولاً بخالص العزاء إلى الرئيس الطيب رجب أردوغان في الصحفي التركي الراحل الأستاذ (حسن قرة قايا ) الذي وافته المنية أثناء عمله بصحبة الرئيس في زيارة المملكة العربية السعودية سائلين الله أن يتقبله في الصالحين ، ويلهم أهله الصبر والسلوان ، ونقدم جزيل الشكر والثناء والعرفان والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رفع الله بالحق قدره ، ووفقه لكل خير ، وللسيد الرئيس أردوغان ؛ لما يبذلان من مساعٍ حميدة ، وجهود خيّرة لصالح هذه الأمة عاملين بما رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى»  .
حسن الخليفة عثمان 

حسن الخليفة عثمان

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 1,409

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً