أهالي مضايا… من أتخموهم شبعاً في 2006 قتلوهم جوعاً في 2016

منذ 2016-01-09

هكذا كان رد حزب الله على من استضافهم في حرب تموز 2006... قتلهم جوعًا

قضى العديد من أبناء بلدة (مضايا) المحاصرة جوعاً في الأيام القليلة الماضية، على يد ميليشيا حزب الله اللبناني، من أتخموهم شبعاً في عام 2006، فردوا لهم الجميل بأن قتلوهم جوعاً في 2016، ما اضطر الأهالي إلى أكل لحوم القطط والكلاب.

البلدة التي تتبع إدارياً لمدينة الزبداني في محافظة ريف دمشق، كانت من أولى البلدات التي نادت مع بدء الثورة بإسقاط النظام صراحة، مما دفع الجيش السوري إلى قصفها في الشهر الأول من العام 2012، وبعد معركة ضارية مع الجيش الحر تم الاتفاق بين الطرفين على الانسحاب من أبواب البلدة، فعاد الأهالي إليها.

وخلال الفترة اللاحقة خصعت مضايا لسيطرة الجيش الحر مع شبه حصار مفروض عليها من قبل النظام السوري، الذي يعمل لضمها تحت سيطرته، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية ومقتل العديد من المدنيين، قبل أن تخضع لحصار مطبق عليها منذ قرابة السبعة أشهر، مُنع خلاله أي شخص من الخروج لجلب المواد الغذائية.

وفي ظل المعركة التي بدأت على المدينة في الشهر السابع من عام 2015، بدأ أهالي الزبداني بالنزوح إلى بلدة مضايا، التي كانت مبعدة بعض الشيء عن ساحة المعركة.

وبعد الهدنة وربط مصير الزبداني بمصير الفوعة وكفريا بريف إدلب، ضيقت قوات النظام وحزب الله اللبناني الحصار على بلدة مضايا، وزادوا من تهجير من تبقى من المدنيين في الزبداني إلى بلدة مضايا، وأصبح الجيش السوري يحاصر المدينة من جهتي الشرق والشمال، وحزب الله يحاصرها من الغرب والجنوب، كما زرعت القوات المحاصِرة المدينة ومحاورها بألغام بلغ عددها 6000 لغم.

بدأ المدنيون يفقدون الطعام بشكل كامل منذ أكثر من مئة يوم، فحاول العديد من الشباب الخروج وجلب الطعام من خارج المدينة بطرق غير شرعية، ولم ينجح أحد منهم في فك حصار حتى أسرته، كما لم يعد أحد منهم سالماً.

عشرات حالات بتر الأطراف سجلت نتيجة انفجار الألغام بمن حاول جلب الطعام من خارج المدينة، وحوالي ثلاثين شاباً لقوا حتفهم وهم يحاولون جلب القليل من الطعام لسد جوع أطفالهم.

واضطر كل ذلك إلى أن يعتمد الجميع في المدينة على أكل أوراق الشجر أو المياه المغلية مع الحامض أو المياه المغلية مع البهارات فقط، وفي الثلاثين من الشهر الفائت سجلت أول حالة ذبح كلب في المدينة، وبعدها بدأ الناس بذبح القطط والكلاب وأكل لحومها، فيما سجل حوالي 25 حالة وفاة نتيجة نقص الغذاء والجوع، إضافة إلى 4 إصابات بين المتوسطة والخطيرة لنساء أطلق النار عليهم من قبل حزب الله أثناء محاولتهن إحضار طعام.

وقال الناشط الإعلامي من بلدة مضايا (أمجد) (27 عاماً) لـ (كلنا شركاء): "الوضع مأساوي جداً، وحالات كثيرة يئس ذويهم من حياتهم، ووجهوهم لجهة القبلة بانتظار وفاتهم في أي لحظة، حتى أن أمنية أطفال المدينة الوحيدة باتت آكل البسكويت، فهم لم يذوقوا طعمه منذ زمن".

وأضاف "لم نعد بحاجة لفتاوي الشيوخ أو العلماء لكي نأكل لحم القطط والكلاب، لأننا وضعنا بين نارين، إما الموت جوعاً أو الموت بالألغام التي زرعها الحزب، والتي تحيط بسجننا الكبير، سجن مضايا المركزي".

ويروي (أبو محمد - 38 عاماً) عضو المجلس المحلي في بلدة مضايا لأحد الناشطين في حملات إنقاذ مضايا قائلاً: "المستشفيات ملينة بأناس تنتظر الموت".

وتقوم بعض حواجز حزب الله ببيع بعض المواد خلسة للأهالي، ولكن بأسعار جنونية، فمثلاً كيلو الأرز أو البرغل أو السميد يباع بـ 200 دولار أمريكي، بينما حطّم سعر كيلو حليب الأطفال الرقم القياسي، فبلغ 300 دولار، أي ما يعادل حوالي 120 ألف ليرة سورية، وذلك في ظل غياب كامل لمجلس الأمن الدولي، ومكتب (ديمستورا) وتهرّب (ديمستورا) ومكتبه في دمشق من الإجابة على كل سؤال بخصوص مضايا والزبداني

كما أن النظام يرفض بشكل كامل إدخال مساعدات إنسانية وطبية إلى المدينة، إلا في حال واحدة، وهو فك الحصار وفتح الطريق للمحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام، فيما صرح القاضي الأول في جيش الفتح (عبد الله المحيسني) في تغريدات له عبر حسابه في (تويتر)، إما أن يدخل الطعام إلى مضايا أو ستُقتحم الفوعة وتمطر بالقذائف. 

 

محمد القاسم

المصدر: موقع كلنا شركاء
  • 0
  • 0
  • 1,082

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً