المرجئة‬ ودورهم الخبيث في تعطيل الجهاد (1-2)

منذ 2016-02-25

عقائد المرجئة لها تأثير بالغ على إزالة الجهاد بالكلية أو إضعافها وزعزعتها في النفوس، فمن اعتقد أن الإيمان هو المعرفة فقط! كيف يتصور منه أن يجاهد الكفار من اليهود والنصارى والمشركين، ومن اعتقد أن العمل خارج عن دائرة الإيمان وأن الإنسان يكون مؤمناً بمجرد التصديق أو النطق من غير عمل مطلقاً فما الذي يحمله على المخاطرة بنفسه وماله وتعريضهما للهلاك وإيمانه كامل تام!!

المرجئة هم الذين يخرجون العمل من دائرة الإيمان وهم أصناف شتى فمنهم من يزعم أن الإيمان هو المعرفة (أي معرفة القلب فقط) ومنهم من يزعم أنه قول اللسان، ومنهم من يزعم أن إيمان أفسق الفساق من بني آدم كإيمان الملائكة والأنبياء، لأن الإيمان عندهم شيء واحد لا يزيد ولا ينقص، ومنهم من يقول من قال لا إله إلا الله فهو المؤمن ولو أتى من العمال ما أتى.

وعقائد المرجئة لها تأثير بالغ على إزالة الجهاد بالكلية أو إضعافها وزعزعتها في النفوس، فمن اعتقد أن الإيمان هو المعرفة فقط! كيف يتصور منه أن يجاهد الكفار من اليهود والنصارى والمشركين، ومن اعتقد أن العمل خارج عن دائرة الإيمان وأن الإنسان يكون مؤمناً بمجرد التصديق أو النطق من غير عمل مطلقاً فما الذي يحمله على المخاطرة بنفسه وماله وتعريضهما للهلاك وإيمانه كامل تام!!

وما الذي يستفيده من جهاده إذا تساوى في اعتقاده إيمان من مات بين الصفوف -محارباً للكفار- مع إيمان من مات مخموراً في أحضان المومسات وهو ينطق بالإيمان.

هل يتصور عاقل أن هناك من يضحي بماله ونفسه وولده ووقته وهو يستطيع أن يكون إيمانه كإيمان جبريل عليه السلام بدون تلك التضحيات، بل بمجرد كلمة ينطق بها وهو مستلق على فراشه لا تكلفه جهداً ولا عملاً!!

ومن يعتقد أن من يعلن الإسلام بلسانه لا يخرج من دائرة الإيمان مهما عمل من الأعمال هل يتصور أن يجاهد المرتدين والزنادقة والمنافقين الذين يعلنون الإسلام بأقوالهم ويهدمون أصوله وفروعه بأفعالهم.

إننا في العصر الحاضر نكتوي بنار (عقائد المرجئة) فها هي جموع كثيرة من المسلمين تخضع لملاحدة، وزنادقة ينادون بالعلمانية -وهي إقامة الحياة على غير الدين أو فصل الدين عن السياسة- أو ينادون بمذهب لينين وإخوانه الاقتصادي -كالشيوعيين والاشتراكيين- أو يمارسون التشريع للبشر من دون الله أو مع الله -كسائر الطواغيت الذين يحكمون المجتمعات بأهوائهم وقوانينهم التي لا تستمد من كتاب الله وسنة رسوله، صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- ولا تفكر هذه الجموع في جهاد أولئك مطلقًا؛ لأنهم يعلنون إسلامهم على رؤوس الأشهاد، وقد يحتفلون بالمولد النبوي والهجرة، وما هذا السكوت وهذا الخمود، وعدم الإحساس بالأمر إلا من تأثير (عقائد المرجئة) التي ابتليت بها الأمة الإسلامية.

إن الأمة الإسلامية إن لم تنهض من كبوتها فتصحح عقيدتها وتعرف معنى الإيمان، ومعنى الكفر، ومعنى لا إله إلا الله، وماذا ينقضها من أعمال أو أقوال، وما هي مقتضياتها، فلن تقوم بالجهاد كما أمر الله تعالى.

لأن الله أمر المؤمنين بأن يجاهدوا الكافرين، فإذا حصل لبس في مسمى الإيمان والكفر؛ فأعطيت صفة الإيمان لمن لا يستحقها، أو نزعت صفة الكفر عمن استحقها، فكيف ينفذ أمر الله وحدوده غير معروفة؟!

 

علي بن نفيع العلياني

المصدر: كتاب أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية
  • 2
  • 1
  • 3,524

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً