ذكريات أول رحلة عمرة (3)

منذ 2016-03-13

تذكرت صديقى الذى أصبح مطربا؛ زميل الدراسة فى اﻻعدادية والثانوية وانفصلنا فى الثانوية ﻻنفصال التوجهات ومع ذلك كنا نحفظ لبعضنا الود حتى اﻵن وله قصة كبيرة ومثيرة تحتاج وقتا.

نسيت أن أذكر أنه كان معنا شخص رابع مصرى رجل كبير السن ولم يكن يتكلم وحان الوقت للصلاة فخرجت من الكابينة وﻷول مرة أتطلع لعالم البواخر فاكتشفت ما يطلق البولمان وهى كراسى مثل اﻷتوبيس تجلس عليها طوال الرحلة ثم تطلعت أكثر فوجدت عالم السطح وهو عالم فريد وغريب وقصة لوحده.

ويتم حجز تذكرة سطح والأعداد رهيبة فرجعت بسرعة للكابينة وحمدت الله على النعمة.

تانى يوم اشتقت لهواء البحر فصعدت بعد الفجر وﻷول مرة أرى الدﻻفين فأسرعت أتسابق فى رمى الخبز لها وهى تقفز فى فرح فى آية من الله وتبادلت الحديث مع من بجانبى فاكتشفت أنه مدرب سباحة فقلت له ﻻ أعرف السباحة فما الحل لوﻻقدر الله غرقت السفينة فضحك وقال ﻻشىء مدد جسمك بإرتخاء على الميه سيأخذك قانون الطفو فقلت له يارايق ومن وقتها سيرتخى ويمدد جسده هو قاعد فى الصالون فضحك وقال لى بسبب ذلك الناس تغرق وأخذ يشرح لى فقلت يارب سلم.

ثالث يوم كان أول رمضان صمنا لله والباخرة دخلت ميناء جدة فى العصر وكان أول أحداث معاملة المصريين بالخارج لى فى حياتى؛ ظللنا فى السفينة من العصر للعشاء ﻷن السادة فى الميناء يجهزون الإفطار ثم أفطروا ثم شربوا الشاى والجهوة.

ثم فتحت أبواب السفينة فاندفع المصريون وتم معاملتهم بالإهانة وما ﻻيتخيل والعجيبة أنه كان عادى عند الناس
ونظرا لارتباطى بالرجل المصرى كبير السن حيث كنت أساعده لكبر سنه فقد تأخرت والحمد لله حتى انتهت الفوضى وخرجت وأنا حزين وركبت ومعى الشيخ المصرى من جدة إلى مكة ودخلنا مكة ليلا وكان هناك من ينتظره.

وكنت نويت العمرة فى رابغ وارتديت ملابس اﻹحرام وكان معى عنوان لصديق فى مكة فقلت اضع شنطتى ثم أذهب للعمرة وكان الصديق يسكن فى شارع يسمى شارع الجزائر والعنوان واضح وأسفل البيت محل ذهبت إلى المحل وسألت السعودى فلم يرد وأشاح بيده وقال ما أدرى فتعجبت نحن فى مصر إذا سئل سائل تجمع عليه عشرات يدلونه.

المهم وجدت شاب مصرى ففرحت وسألته عن صحة العنوان واسم صديقى المصرى الساكن فيه ففعل مثل السعودى وأشاح بيده وقال ما أدرى وبينما أتصبب عرقا من التعب والشنطة التى أحملها وأريد شرب زجاجة ماء فى الحر الشديد واليأس يكاد يقتلنى قلت ﻻحول وﻻقوة إﻻ بالله؛ فأبصرت صديقى أمامى يسلم على الشاب المصرى الذى أشاح بيده كما فعل السعودى فاقتربت من صديقى ففرح وتعانقنا ثم قلت للشاب المصرى بقى كده تشوح بيدك وتعمل سعودى فيها والمحل فى ذات البيت. اللهم إنى صائم.

ده أنت حتى ماقلتش اتفضل كوباية ميه

وللحديث بقية.

  • 0
  • 0
  • 1,189

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً