الرجل ذو السروال الأحمر!!

ما لنا ولألوان سراويل الرجال وملابسهم؟ لا شك في أن العنوان مثير أو لافت، وكما حرك فضولي لمعرفة الرجل وقصته فقد دفع الكثيرين غيري، لاسيما من عشاق القراءة النوعية التي تجمع بين جدية الموضوعات مع الجانب الممتع في تناولها إلى التساؤل عن رمزية العنوان.

باختصار (الرجل ذو السروال الأحمر) عنوان كتاب لرجل ملحد ابن ملحد!!

هكذا كان قبل أن يحكي لنا تحولاته في مسيرته الفكرية.

اسمه أنتوني فاتساوف غالفين غرين، بريطاني اعتنق الإسلام، ومؤسس أكاديمية البحث والمنهج الإسلامي، عرفه الوسط الإسلامي من ممارسته للدعوة إلى الإسلام، من خلال ظهوره في التلفاز، والدعوة في الأماكن العامة، مثل: الركن المختص بالخطب في منتزه هايد بارك، إضافة إلى أنه مقدم ومعد برامج على قناة السلام الناطقة باللغة الإنكليزية، وهو رئيس أكاديمية البحث والمنهج الإسلامي، وقد شارك في بعض المحافل الدولية مثل مؤتمر السلام في بومباي.

اختار اسم عبد الرحيم غرين لنفسه. ولد في تنزانيا، لأب كان مسؤولاً في مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية، ولأم من أصل بولندي. كان والده ملحدًا، أما والدته فكانت من أتباع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وبعد استقلال مستعمرة دار السلام في تنزانيا عاد والداه إلى المملكة المتحدة وهو في عامه الثاني. شارك عبد الرحيم في حضور الكنائس الكاثوليكية، ثم انتقل في سن 11 عامًا إلى القاهرة لقبول والده وظيفة هناك، وكان يحضرها في العطل الطويلة. وفي تلك الأثناء كان عبد الرحيم غرين يطرح أسئلة عن الحياة والإيمان منذ صغره على معلمه الكاثوليكي، ثم دافع عن الإيمان ضد الملحدين، رغم عدم اعتقاده بصحة ما يؤمن به آنذاك. وأخيراً بدأ اهتمام عبد الرحيم غرين بالإسلام كدين منذ عام 1987م، حيث استطاع في ذلك العام الحصول على نسخة من القرآن المترجمة معانيه، ليعتنق الإسلام رسميّاً في عام 1988م، وبدأ مباشرة الدعوة إلى الإسلام واستمر بهذا النهج حتى الآن.

تزوج غرين من امرأتين بريطانيتين مسلمتين من أصول هندية، ورزق منهما بعشرة أطفال.

وقام مركز دلائل بترجمة كتاب (الرجل ذو السروال الأحمر) ليخوض القراء معاً تجربةً حواريةً فريدةً وخفيفةً بين الكاتب البريطاني (عبد الرحيم غرين) وبين القارئ الكريم، حيث يتناول فيها بالتسلسل العقلي والمنطقي والعلمي البسيط رحلة الوصول إلى إثبات وجود الخالق عز وجل، ثم إثبات صحة الإسلام.

مزاجي الثقافة لا يميل لقراءة الروايات رغم ما فيها من خيال وابتكار في تناول الأفكار وذكاء في بث الرسائل الضمنية في تضعيف السرد وعلى ألسنة أبطال الرواية، كما أن الرواية تسمح للتأويل بشكل أكبر من الكتب المباشرة لما تتضمنها من رمزية ومعان مضمرة، وفضل على الروايات كتب الذكريات والسيرة الذاتية لأسباب عديدة وجاء هذا الكتاب (الرجل ذو السروال الأحمر) مناسبًا في توقيته وموضوعه لألتهمه ثم أشارككم التعليق عليه، وسيكون متوفرًا في معرض الكتاب المقبل في الرياض.