التكفير عند الشيعة !
منذ فترة وجيزة صدر تصريح خطير جدا عن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي يصف فيه " القتال الدائر في سوريا، والذي تقف إيران فيه إلى جانب نظام الأسد بأنه "حرب الإسلام على الكفر" وبالطبع فقد مر التصريح مرور الكرام ولم تخرج بيانات الشجب والإدانة ضد هذا الغلو المقيت ، والتكفير الفج .
والإشكال أن كثيرا من الناس يظن أن الخوارج - وحدهم - هم المنفردون بنزعات الغلو والشطط والانحراف في التعامل مع المخالفين ، والمسارعة لتفسيقهم وتكفيرهم ، واستباحة دمائهم ، مع أن تراث المذهب الشيعي الاثني عشري أيضا مكتظ بركام هائل من المرويات والآراء العقدية والفقهية لكبار أئمة القوم قديما وحديثا ، والتي تصب في نفس تلك الوجهة المغالية في التضليل والتكفير .
لكن آراء الخوارج جاءت صريحة واضحة ، خالية من التقية أو الروغان ، بينما تسربلت آراء الاثني عشرية في - أحيان كثيرة - بقناع التقية ، وازدواج الخطاب ، والتمسح بفكرة التقريب ،وتوزيع الأدوار ، بحسب اختلاف الأحوال ، والدول ، والظروف السياسية ، وطبيعة المخاطبين مما جعل من غلو الخوارج في التكفير أمرا بينا وحقيقة متفقا عليها ، بخلاف الغلو الشيعي الذي ربما خفي على الكثيرين .
وعلى المستوى العملي تثبت حقائق التاريخ أن الشيعة حينما تمكنوا من الإمساك بزمام السلطة ، وقامت لهم دول في بعض المراحل التاريخية ، كالدولة البويهية والصفوية ، فقد ساموا مخالفيهم سوء العذاب وارتكبوا مذابح يندى لها الجبين ، ولم يتورعوا عن التحالف مع أعداء الإسلام الخلص ، نكاية في مخالفيهم من أهل السنة ، مثلما حدث في سقوط بغداد قديما على يد التتار، وسقوطها حديثا على يد الأمريكان ، وكذلك ما حدث في أفغانستان منذ سنوات ، وما يحدث هذه الآونة في اليمن وبلاد الشام .
- التصنيف: