تعليقات

منذ 2016-04-03

نمر في حياتنا بمواقف عديدة ومختلفة منها الطريف ومنها الغريب ومنها المعتاد ومنها الؤلم؛ وهي كلها لا تخلوا من العبرة وكلها دالة على حكمة الله ونفاذ مشئته وأن كل شيئ عنده بقدر وأنه لا مكان للصدفة التي يتحدث عنها غير المؤمنين لافي كبير الأمور ولا في صغيريها.

نمر في حياتنا بمواقف عديدة ومختلفة منها الطريف ومنها الغريب ومنها المعتاد ومنها الؤلم؛ وهي كلها لا تخلوا من العبرة وكلها دالة على حكمة الله ونفاذ مشئته وأن كل شيئ عنده بقدر وأنه لا  مكان للصدفة التي يتحدث عنها غير المؤمنين لافي كبير الأمور ولا في صغيريها .

​الأول: نفَس الصحابة بيننا

أصيبت إحدى صديقاتى رحمها الله بمرض الموت ونصح الأطباء بعودتها إلى بلادها فى توقيت هى أحوج ما تكون فيه إلى المال، فاجتمع أهل الخير من أجل دعمها ماديًا، وجاء دور جارتى عرضت عليها الأمر فلم تترد لحظة وجادت بما تستطيع أو هكذا ظننت ، ثم أطلت علىّ فى صباح اليوم التالى لتسألنى هل يمكن أن أقرضها نفس المبلغ الذى تطوعت به بالأمس لتسطيع به إكمال الشهر؛ فكانت مفاجأة كالحلم هل لازلت أخلاق الصحابة تتوارث حتى الآن 

الثاني: دع التكلف وكُن طبيعيا (تلقائيا)

كان لدى إحدى صديقاتى فتاة على أعتاب المراهقة وكانت تجرب على الحاسوب اختبار للشخصية فعرضت على أمها أن تمرر نفسها على هذا الاختبار؛ فوافقت صديقتى ولما كانت ابنتها ملازمة لها طوال زمن الاختبار. وكانت صديقتى حريصة على صورتها أمام ابنتها فكانت تتوخى الإجابات التى تظن أنها سترفع المجموع فجاءت نتيجة الاختبار أنها على مشارف 80% من الدرجات لكنها تشعر بحاجتها إلى معرفة الحقيقة فأعادت الاختبار فى غياب ابنتها و كانت المفاجأة أن المجموع على مشارف التسعين.

الثالث: من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

كان أحد الأخوة السوريين يعمل بدولة خليجية لعدة سنوات، وبعد وفاة والده؛ طمع أخوته في نصيبه من الميراث إذ أنه ليس في حاجة إليه وفقا لوجهة نظرهم، وأنهم أولى به منهم، فتقاسموه بينهم، فما كان منه إلا أن احتسب وفوض أمره إلى الله، لكنه فقد الرغبة في العودة إلى بلده واستكمال حياته بينهم كما يحلم كل مغترب، فوجه استثماره إلى أكثر من بلد ليستقر بإحداها بعد انتهاء فترة عمله بالخليج، ثم حدث بسوريا ما حدث والباقي معروف.

الرابع: إنما الأعمال بالنيات

قامت أختى بزيارة إحدى جارتها للاطمئنان عليها والأنس بها، فأحضرت جارتها فستانا قد أعدته لحضور زفاف أحد أفراد العائلة، وكان فستان جميلًا بحق إلا أن جارتها لا تزال بين حين وآخر تسألها عن رأيها فى الفستان (وهل ستتوارى الآخريات بجوارها بعد ارتدائها هذا الفستان؟) فتجيبها أنه فعلًا رائع و لازالت بها تسألها حتى انتهت الزيارة(هل ستكون نجمة الحفل وتنطفئ بجانبها بقية النسوة؟)  حتى أن أختى كانت قد ملت و لكنها كانت ترد عليها برفق، وبعد مرور أيام عديدة من حفل الزفاف سألت أختى عن جارتها إذ انقطعت أخبارها عنها فجأة؛ فعلمت أنها سقطت من على الدرج قبل الزفاف بيومين ولازالت قعيدة الفراش منذ ذلك اليوم بسبب كسر أصاب رجلها.

الخامس:سبحان الله

عندما دخلت ابنتى الصف الرابع أخبرتنى عن صديقة جديدة تعرفت عليها مع بداية العام الدراسى الجديد، ووجدت أن العلاقة تتوطد بينهما يومًا بعد يوم مما دفعنى للرغبة فى معرفة أم هذه الصديقة من أجل الاطمئنان على ابنتى، ووجدت لدى الأم نفس الرغبة فاتفقنا على اللقاء فى عطلة نهاية الأسبوع وحددنا المكان والزمان، المكان بداية الكورنيش، والزمان بعد صلاة العشاء، وفى الموعد تمامًا توجهنا إلى المكان المتفق عليه فوجدنا ازدحامًا شديدًا و لم نجد لهم أثرا، فأدركنا أنهم مثلنا قد وصلوا إلى المكان المحدد ولم يجدوا فرصة للجلوس فغادروا، وقلت لنفسي أنه لم يكتب لنا اللقاء مع أسرة الفتاة، وذهبنا نبحث عن مكان آخر أقل ازدحامًا فالكورنيش طوله عشرة كيلومترات ولن يضيق بنا وبعد أن سرنا نلتمس مكانًا بعيدًا عن الازدحام و قد قطعنا حوالى ربع طول الكورنيش فوجدنا مكانًا مناسبًا فوضعنا أمتعتنا فجلسنا و بمجرد التلفت حولنا فؤجنا بأسرة صديقة ابنتى بجوارنا.

السادس: ما كان لله دام واتصل وما كان لغير انقطع وانفصل

توجهت أختنا الداعية إلى منزل الأخت الفاضلة التي فتحت بيتها للدعوة لتلقي درساَ فقد اعتادت هذا الأمر ولاقت قبولاَ ونجاحاَ، أما هذه المرة فالأمر مختلف تماماَ؛ فبعد إنقطاع عن مثل هذه الدروس لخليفات بينها وبين زميلاتها حرمت على اثرها من ممارسة الدعوة، فشعرت هذه المرة بشعور مختلف، وهو رد الإعتبار وليس الرغبة في الدعوة كما كانت عادتها دائماً؛ ورفضت أن تظهر بمظهر طالب العلم كما كانت وإنما حرصت على الظهور بمظهر العالم فانتفخت حتى جاء دورها لتلقي درسها، ضاعت منها الكلمات حتى مجرد الإستهلال قد ضاع منها ولم تتذكر حديثاً ولا آية فكان لقاء وليس درساً بلا روح ولا تجاوب مع الحضور ولا تفاعل بل خمول وتثاؤب، شكرتها صاحبة البيت ولم تعاود دعوتها مرة ثانية.وكان درس عمرها.

.

السابع: احلم للآخرة تربح
منذ بضعة شهور قليلة قرر زميلنا في الفريق ترك النشاط الكتابي الذي أجاده، وتوجيه نشاطه إلى مشروع دعوي كبير وعظيم يتواءم مع عظم طموحاته من أجل الدعوة الإسلامية، وبدأ العمل بهمة ونشاط كعادته وهو جمع درر ولآلئ الكتب التي أفنى اصحابها أعمارهم وأوقاتهم لتحقيق نفس الهدف.
ومنذ بضعة أيام قليلة فقط ترجل الفارس- كما وصفوه- قبل أن يضيف إلى لبنته الأولى لبنة ثانية في ذلك المشروع.
عزاؤنا أن هذا كان خاتمة لأعمال جليلة قدمها للدعوة من همة عالية، وسمو خلق، وقدوة طيب، وغرسة لمن بعده ينميها غيره لتنمو بها حسناتهما فكم من أمل يحدو المرء أن يحققه، ثم تباغته المنية؛ فإن كان خيراً نال أجره بنيته، وإن كان غير ذلك بعث عليه، نسأل الله لأخينا الرحمة والفردوس الأعلى من الجنة، ونسأله لنا السلامة من الفتن وأن يختم لنا بما ختم لعباده الصالحين

 

سهام علي

كاتبة مصرية، تخرجت في كلية الإعلام، وعضوة في هيئة تحرير موقع طريق الإسلام.

  • 5
  • 1
  • 1,496

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً