شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (6) وحدث في الميناء!

منذ 2016-04-06

قال العاملون: كم ستتعبون، وعلى رحلتكم تلك - لا بد- ستندمون!

تقول صاحبتنا:

لم تكن قبل قليل الأوراق في حوزتنا، فقد سلمها لنا حينها زوج صديقتنا، فقد أصر -غفر الله له- على الاحتفاظ بجوازات السفر حتى آخر الوقت معه!

لقينا عند بوابة الميناء ليسلمنا تلك الأوراق، معلنًا أنه مضطر إلى الفراق، زاعمًا قدرته بعد أيام على اللحاق، كلٌ أخذ ورقه ووقف في دوره من صفه، ولم يستطع أحدنا إجابة سؤال وُجه له: من المسؤول عنكم، من قائد سفرتكم؟! لم نستطع أن نذكر عينًا، وتغيظ محارمنا علينا!

- قلنا: "أو ليس أبا عبد الرحمن؟!".

- فقال العاملون: "عجباً لكم، ألا تعلمون من بالأوراق أمدكم؟! كان ينبغي أن يتولى عنكم مشقة إتمام الإجراءات، ويصحبكم في كل خطوة من الخطوات؟! مكتوب في جواز السفر: أنكم تتبعون فلانًا كذا ذُكر!"

فنظر بعضنا إلى بعض باضطراب، ولم نستطع أن نأتي بجواب!

- قال العاملون: "كم ستتعبون، وعلى رحلتكم تلك -لابد- ستندمون!"

أشفق من جهلنا القوم، وما كف محارمنا عن تقريعنا واللوم!

وبعد وقت طال وطال، تمت المراجعة بيسر للرجال، ثم طلب أحد العاملين بالميناء، أن يطلع على وجوه النساء! وكان المكان شديد الزحام، والجميع في شديد الحر صيام، وبدا على وجه الرجل العناد، فاتفقنا على الإذعان له والانقياد؛ فهذا في الأخير حقه، والتأكد من حقيقتنا من صميم عمله... فلما وجد منا الطاعة والإذعان، استحى أن يتفرس في وجوهنا طويلاً في الزحام: فما تكاد إحدانا تمد يدها لكشف الحجاب، حتى يأذن لها بالمرور بأدب جم وبلا ارتياب!

وكانت إحدانا متغيبة لحاجة، فلما أتى دورها رفضت أن تكشف الحجاب بسذاجة؛ فتغيظ عليها، ورفض أن يحسن إليها؛ فوقفت المسكينة باكية حزينة بعد أن أقسم ألا تسافر معنا على السفينة!

وبعد محاولات ودمعات وشفاعات من هذا وذاك من هنا وهناك، رضي الرجل في الأخير، وأذن لها بعد أن كشفت وجهها طويلاً بالرحيل!

ويتبع بإذن الله.

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 2,526
المقال السابق
(5) في الطريق إلى الميناء
المقال التالي
(7) وصليتُ في الميناء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً