شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (21) وحدث في المدينة

منذ 2016-04-20

- إلا أنه قال في الأخير: يمكننا إخلاء غرفتكن من الفرش الكثير: نعمل على نقل الأسِرَّة؛ فيتسع المكان في الطول والعرض، ثم نأتيكن بثلاث عشرة حاشية تفترشن بها الأرض!

تقول صاحبتنا:

أفطرنا بسرور وهناء، وانتوينا حين نصل جمع المغرب مع العشاء، وبعد العشاء بفترة طويلة، وصلنا -بفضل الله- إلى قلب المدينة، وأمام بناية عالية، حلت السيارة واستقرت راسية.

أخيرًا نحن في المدينة المنورة، كم من أشواق قلوبنا لها حاملة، صعدت الأخوات بما استطعن من المتاع  حمله، بينما بقي الرجال يتولون أمرالثقيل منه.

كانت الحجرات المخصصة لنا في الطابق الثاني، فلما دخلناها كأنها أخليت - فقط - منذ ثوان. أعلمونا أنهم قد خصصوا غرفتين لنا: واحدة لنسائنا، والأخرى لرجالنا. كان عدد المحارم سبعة، وعدد الأسرة في حجرتهم مطابقة بلا أدنى إشكال أو مفارقة. وكانت غرفة الأخوات فيها سبعة أو ثمانية من الأسرة فقط، بينما كنا فتاة واثنتي عشرة امرأة بالعدد!

هنا حدث الإشكال، وبدأنا المعارضة والاستفصال.

- فقال لنا المسؤول: لامحيص عن التسليم والقبول؛ فليس في كامل المبنى ثمة مكان؛ لأنكم في العشرالأواخرمن رمضان.

وكانت ليلة الواحد والعشرين؛ فلم نجد بدًا من الإذعان والتسليم.

- إلا أنه قال في الأخير: يمكننا إخلاء غرفتكن من الفرش الكثير: نعمل على نقل الأسِرَّة؛ فيتسع المكان في الطول والعرض، ثم نأتيكن بثلاث عشرة حاشية تفترشن بها الأرض.

- وبعد أن تشاورنا، قلنا: اترك الأسرة على حالها، سنتدبر -إن شاء الله- أمرها.

على كل حال هما -فقط- يومان، نسأل الله: أن ييسر الحال ويسعنا المكان. وبعد انتهاء المناقشات، جلسنا جميعًا مرهقات ولكن للحق سعيدات، وبدأنا نشعر بتقدم الوقت، فسارعنا إلى أداء الصلاة عند ذلك الحد. ثم سألت بعد هنيهة: ألن نذهب للمسجد النبوي هذه الليلة؟

فالتفتت إليّ العيون في عجب!

ويتبع بإذن الله.

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,357
المقال السابق
(20) وأفطرنا حين غربت الشمس
المقال التالي
(22) كفاح ليلي من أجل الذهاب إلى المسجد النبوي

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً