رحل بطرس وجاء مرقس
منذ 2010-05-26
تواترت الأخبار على إيقاف برامج زكريا بطرس ، والمتابعون على أنها تهدئةً قبل الانتخابات البرلمانية القادمة لتمرير ترشيح نفرٍ من الأقباط ، أو للضغط على البرامج الإسلامية الجديدة التي ترد على بطرس وتكشف دين النصارى...
تواترت الأخبار على إيقاف برامج زكريا بطرس ، والمتابعون على
أنها تهدئةً قبل الانتخابات البرلمانية القادمة لتمرير ترشيح نفرٍ من
الأقباط ، أو للضغط على البرامج الإسلامية الجديدة التي ترد على بطرس
وتكشف دين النصارى ، والمتابعون يتوجسون خيفة من هذه الخطوة ، يقولون
إنها مرحلية وقد يعود بعد أن تنتهي الانتخابات البرلمانية وتتوقف
البرامج الإسلامية .
وتواترت الأخبار على أن مرقص عزيز بدأ يرقع الخرق الذي أصاب الصف النصراني بعد رحيل بطرس بتأسيس قناة فضائية ومزيدٍ من الحضور في المشهد الإعلامي .
وتواترت الأخبار على أن مرقص عزيز بدأ يرقع الخرق الذي أصاب الصف النصراني بعد رحيل بطرس بتأسيس قناة فضائية ومزيدٍ من الحضور في المشهد الإعلامي .
والمشهد يحتاج لمزيدٍ من التدقيق.
شخص زكريا بطرس إفراز لحراك تاريخي نصراني علماني يهودي معادي
للإسلام ، فبطرس ليس بجديد ... لم يتكلم بجديد ... لم يأتِ بجديد ،
ولك أن تعرف أن ذات الكلام الذي يتحدث به بطرس تحدث به ( يوحنا ذهبي
الفم ) من ألفٍ وثلاثِ مئةِ عامٍ ، وتحدث به المستشرقون ، فما هو إلا
مردد لأقوالِ نفرٍ سبقوه . وبطرس إفرازٌ لحراكٍ قبطي بدأ من قرنٍ
تقريباً فيما عرف بجماعة الأمة القبطية ، فليس هو صانع الحدث ، وإنما
يُصنع به الحدث ، فقط يمتاز بطرس بغير قليلٍ من سوء الأدب في التعاطي
مع مَن لا يرتضيهم ، وخاصة شخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فماذا يعني رحيل بطرس ؟
وماذا يعني استبداله بـ مرقص عزيز ( الأب يوتا ) ؟!
فماذا يعني رحيل بطرس ؟
وماذا يعني استبداله بـ مرقص عزيز ( الأب يوتا ) ؟!
يعني بداهة أن الكنيسة تتحكم في الخارج وتستطيع أن تُسكت هذا أو
هذا ، وأن المتكلمين من الخارج تحت مظلة الداخل . فقد كانوا يرددون أن
لا سلطان لهم على بطرس ، وأنه ( مشلوح ) لا تتحمل الكنيسة مسئوليته ،
وهاهم أولاء يسكتونه بقليل من الجهد .!!
فالحراك كله من الداخل ، أو يخضع لمن بالداخل ، أو بينهما تفاهم .
فالحراك كله من الداخل ، أو يخضع لمن بالداخل ، أو بينهما تفاهم .
بطرس فرد في مشهد ، وهناك من أخرج المشهد ، وهناك من جمَّع
الحاضرون في المشهد وأنفق عليهم ، ورحيل بطرس لا يعني سوى تغير في
العرض لا انتهاء العرض كلية. وهذا التغيير بالأسوأ ، وهو مرقس عزيز .
فمرقس عزيز شخصية متعصبة متشنجة ، لا تعرف الحلول الوسط .
ونشاط هذا القس المتعصب مرقس عزيز لا يقتصر فقط على تعاطي الكذب في الحديث عن الإسلام ونبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما أيضاً شخصية حركية تعتمد الأساليب الملتوية . فقد شهد بعضهم على أنه هو ( الأب يوتا ) الذي يتكلم بأوقع الكلمات وأخسها على الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وسكت هو على هذا بل وامتدح ما يكتبه ( يوتا ) .
ونشاط هذا القس المتعصب مرقس عزيز لا يقتصر فقط على تعاطي الكذب في الحديث عن الإسلام ونبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما أيضاً شخصية حركية تعتمد الأساليب الملتوية . فقد شهد بعضهم على أنه هو ( الأب يوتا ) الذي يتكلم بأوقع الكلمات وأخسها على الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وسكت هو على هذا بل وامتدح ما يكتبه ( يوتا ) .
وأشد من هذا أن له حضور في الحراك السياسي في أمريكا ، فهو يقود
الاحتجاجات التي تحدث من أقباط المهجر أو يتواجد مباركاً لها ، وله
تطاول مباشر على شخص رئيس الجمهورية ( هدده بنهاية مشابهة لنهاية
السادات والفيديو موجود ومنتشر على الشبكة ) ، وتطاول على الحكومة
المصرية ، وعلى المسلمين عموماً . بل دعى صراحةً شباب الأقباط
للاستعداد للاستشهاد . وذلك بعد أحداث اسكندرية !!
ومرقس عزيز كذاب من النوع الحركي ، بمعنى أن كذباته تأتي في المجال الحركي ، يكذب كذباً قبيحاً مستفزاً ، فمن كذباته أنه يدعي اغتصاب الفتيات النصرانيات من قبل المسلمين علانيةً وبشكل جماعي متكرر ، ويدعي أن النصارى يذبحون في الشوارع ... وقناته هذه التي بدأت من قريب ليست لتعاطي قضايا فكرية كما كان يفعل زكريا بطرس وإنما كما يقول هو : ( للاهتمام بشأن الأقباط ) ، والخطوط الرئيسية المعلنة للقناة لا يمكن فهمها بغير إثارة الفتنة بين الأقباط .
إنها شخصية مستفزة لأبعد درجة ، وإنها شخصية تدعو علانية للثورة
والقتال بين أبناء الوطن . فقدوم مثل هذا لا يعني أبداً تهدئة وإنما
تصعيداً . وأرجو ممن يدعون متابعة المشهد النصراني أن لا يكرروا
اسطوانة أن الداخل لا علاقة له بالخارج ، فمرقس لم ( يشلح ) كما كان
يردَد عن بطرس ، ومرقس يتلقى دعماً من شخصيات رسمية معنية بالصدام
الفكري الحالي مع المسلمين كعبد المسيح بسيط وقد أعلن عن ذلك في
مداخلة في برنامج ( من قلب مصر ) ، وهو إلى اليوم لم يشلح ، ويتواجد
في أمريكا بأمر مباشر من الكنيسة كما يعلن هو .
علينا أن نقرأ الأفعال لا الأقوال ، فمن لا يرتضي فعال بطرس
ومرقص من النصارى عليه أن يدلل بأفعاله مع أقواله . على أولئك العقلاء
من النصارى أن ينشطوا في فعاليات تثبت مخالفاتهم للكنيسة ، ومن لا
يستطيع من الداخل فمن الخارج .
لا ينبغي علينا أن نحسب رحيل بطرس انتصار لنا نحن المهتمين
بالتصدي للتطاول النصراني على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بل
جاء لحسابات سياسية لصالح النصارى في كل حال . أو جاء لتراكم المشاكل
بينه وبينه سيدته التي يعمل لحسابها ( جويس ماير ) ، ورجوع بطرس في
مكانٍ آخر أمر محتمل جداً وخاصة أن معه فريق عمل مدرب ، ولكنه لن يجد
ذاك الترحيب لأن فضائحه كثرت . وانتشر كذبه وانتفش .
سلبيات هذه الشخصية المتشنجة التي لا تقبل الآخر ( أعني مرقص
عزيز تحديداً ) لن يكون على المسلمين وحدهم ، بل على قومها أيضاً ،
فمثل هذه الشخصية لا تقبل المخالف وإن كان نصرانياً مثلها ، ويبدو أن
هذه ظاهرة في الجيل القادم من القيادات الكنسية القبطية ، ولتعرف ذلك
تابع تطاولهم على ( البروتستانت ) وغيرها من الطوائف الأخرى ، وتابع
ما يحدث بداخلهم من صدام عنيف يؤدي إلى انشقاق مستمر ؛ مع الأخذ في
الحسبان أنهم على راحةِ غيرهم ، ومثل هؤلاء إن صارت لهم دولة اقتتلوا
.
أمر مرقس عزيز أسهل من أمر بطرس ، فقد جاء والناس قد استيقظوا ،
ووجه مرقص أسود كالح ، فقومه يتحدثون بأنهم لا يعرفون له أباً أو أماً
، وهو لا يرد على هذا الاتهام ، ونحن نعرف منه الكذب الصريح ، وهو يظن
بنفسه القدرة على المواجهة الشاملة مع المسلمين في مصر . فلن يزيد على
تأجيج نار الفتنة بين المسلمين والنصارى ، والنتيجة أنه سيرجع النصارى
إلى نقطةٍ أبعد من التي كانوا عليها قبل نصف قرن من الزمان . ولذا
مرقس عزيز لا يصلح كبديل لبطرس ، ولذا مرقس عزيز فرصة ثمينة فرحت
شخصياً بها . !!
محمد جلال القصاص
ظهر الثلاثاء 18/5/2010 م
ظهر الثلاثاء 18/5/2010 م
- التصنيف: