58 - الرحيــــــــــل ...!!
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــــــــــا :
فلما يئست من الطواف للوداع، قمت أجمع ما يخصني من متاع ...!!
والحق أنني تخففت فكل ما استطعت الاستغناء عنه بكل ترحاب تركت ...!!
تغشّى الجميع الحزن والوجوم، وحلت محل أحاديثنا ساخن الدموع ...!!
وفي الأخير جر كل منا رجليه، وقد حمل متاعه على ظهره أو بين يديه ...!!
وفارق بين إقبال وإدبار، فبينما كان الأول محفوفا بسرور وفرح، كان الثاني يجلله الإحباط والترح ...!!
مشينا بتثاقل نعم مشينا وما نرى الطريق الذي بين يدينا ...!!
وكانت إحدانا تبكي نائحة، فنظرنا إليها بلوم قالت : لا تلمنني يا قوم ..!!
وركبنا السيارة وإذا بقائل لنا: السائق المكي هنا (1) ...!!
فسأل بعضنا بعضا : تُرى ما يريد منا ؟! ومن أخبره برحيلنا ...!!
فشب أمل عند بعضنا، ظنا منهم أنه قد يستطيع فعل شيء لأجلنا ..!!
ولكن هيهات .. ثم هيهات ما هي إلا دقائق معدودات وإذا بأملهم هذا قد خاب بل قد مات ...!!
لما كلّمه بعضنا اقترح هذا السائق أن يتوسط - فقط - لبعض أخواتنا مع محرم واحد من بيننا...!!
فتعجب من جرأته الرجال، وتولوا عنه في الحال ...!!
وبينما الجميع في كرب حالك، إذا بموقف باسم ضاحك ...!!
استشعرت حينها ألطاف الله بنا، وإرادته سبحانه التخفيف من همنا ..!!
فما استطعت عن نفسي ألا أضحك؛ حقا إن شر البلية ما يضحك ...!!
و ........... يتبـــــــــــــــــــــــــع .
-------------------------------------------------------
(1)- ذلك الذي تفضل باصطحاب الأخوات إلى المشفى ثم أتى ليتزوج منا .
- التصنيف:
- المصدر: