شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - 60 - في مدينة الحجيج ...!!

منذ 2016-07-14

تقــــــــــول صـــــــاحبتنــــــــــا :
  جمعت منا الشرطة أموالا عدة؛  تكلفة  نقلنا إلى جدة  ...!!
فلما وصلنا جدة  في همّ وشقاء، اتجهت بنا السيارة إلى مدينة الحجيج في الميناء ...!!
وقد رافقنا عدد من أفراد الشرطة،  ضمونا إلى عدد من المتخلفين هناك  ليسوا بقلة ...!!
احتجزونا  مع من سبقونا، وفي فسيح شوارع المدينة  وأبنيتها تركونا ...!!
  تركونا نرتع في  المكان،  فإذا بجميع الأبواب موصدة بإحكام ...!!
كانت أبواب كبيرة من القطبان الحديدية، وعليها أقفال كبيرة غير مرضية ...!!
باختصار: كنا في سجن كبير، يحيط بنا أفراد  شرطة  من خارج السور ...!!
وإذا بأذان المغرب، وقد جلس كل منا وحده  عَبارته يسكب ...!!
ولم يستطع المسنون كتم بكائهم، أو إخفاء  شفقتهم  على حالهم ...!!
جلس أبي يبكي بشدة، فلما اقتربت أواسيه زجرني بحدة ...!!
قلت له أواسيه وفي مصابه الجلل أحاول أن أسليه:
اصبر واحتسب يا أبتاه، مُثَابٌ مأجور  إن شاء الله  ...!!
فقال يجيبني وقد امتلأ غيظا مني: اصبر واحتسب، ألستِ ورفيقاتك الكريمات السبب ...!!
اصبر واحتسب ..!! أنتن مذنبات  من البداية، فقد تسببتن في كل بلاء حتى النهاية ...!!
وعلا صوته، فاجتمع القوم يسمعون توبيخه ...!!
وزاد انفعاله على شخصي، فصب جام غضبه على رأسي ...!!
فلما حاولوا  التخفيف من الكرب ، قال ألم تسمعوا قولها: اصبر واحتسب  ...!!
وظل  يغلظ  لي الكلام، ويغرقني بشديد الملام ..!!
فوقفت أبكي بصمت، وهو لا يكف عن السخرية والتقريع  الفائق عن الحد ...!!
فقلت له وقد نمّ صوتي عن شديد البكاء : مهلا ! كأنك وحدك يا أبي في هذا البلاء ...!!
أولستُ معك فيه، أم أنك وحدك  - فقط - تعانيه ..!!
وانصرفت أبكي  وأبكي، وقد اجتمعت الرفيقات حولي ...!!
وسمعته من بعيد يكرر قولي العتيد:  (اصبر واحتسب ) ياله من قول فريد ...!!
وحتى هنا لم أستطع القيام، فجلست على حجر في زاوية من المكان ...!!
غلبني الإعياء، وشملني شديد الشقاء ...!!
وبجواري وقفت بعض الرفيقات، يواسينني بلطيف من الكلمات ...!!
ثم بعد قليل من الزمان، أخذتني أقرب الرفيقات لنطوّف في المكان ...!!
قالت : هيا نستنشق بعض الهواء، ونبتعد قليلا عن تلكم الأجواء ...!!
فمشينا نتحدث في الأمر،  ومررنا بجوار باب دون قصد   ..!!
فإذا برجل يشير من خارجه لنا ،  يحاول بكل وسيلة  أن يلتفت إليه انتباهنا ...!!
فنظرت حولي  على عجل؛  لمن يشير ذلك الرجل ؟!!
فإذا به  يقصدنا بالذات .... وينادينا لنكلمه بكل ثقة  ثبات ...!!
ولم تكن صديقتي منتبهة، فلما أعلمتها ألقت عليه نظرة ...!!
ثم قالت في عجب شديد: ألا تعرفينه على التحديد؟! ذلك السائق المكي العتيد ...!!
هو من صحبنا إلى المشفى، حين كنت مريضة مرة ...!!
وبقلق قلت لها: يا خبر يا خبر!!  وما منا يريد ...؟!!
وكأننا في حاجة إلى مزيد سوء  أو  تعقيد  ...!!
و...... يتبـــــــــــــــع . 

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 9,436
المقال السابق
59- بين الضحك والبكاء ...!!
المقال التالي
48- في المحبس ...!!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً